ايليا الطائي
هل يمكن اعادة قراءة سورة الفيل في ضوء اللغات القديمة؟؟
في البداية اود الاشارة إلى ان السورة القرآنية بمجملها لا تتكلم عن اليمن ، لأن ربط القصة في اليمن ظهر في العهد العباسي ، وقبله لا يوجد ما يؤكد ان المسلمين كانوا يتحدثون عن محاولة أبرهة لهدم الكعبة ، وحتى السورة القرأنية لا تشير إلى ذلك .
تاريخياً ان الاقوام التي استخدمت الفيل في حروبها السلوقيين ، ثم الفرس الساسانيين .
يمكن اعادة قراءة كلمة (سجيل) في ضوء اللغات القديمة (السومرية والأكدية) ، وان المعنى الحالي لها (الطين المتحجر من وادي جهنم) قد وضع متأخراً ، ونتيجة لعدم معرفة المسلمين في معناها الحقيقي .
في ضوء اللغة السومرية والأكدية فإن كلمة سجيل تعني (الرأس المرفوع) ، وان معبد الإله مردوك في بابل عرف باسم (اي-سجيل) (ايساجيل) ، ويعني (بيت الرأس المرفوع) .
في كتابات مملكة الحضر ظهرت كلمة سجيل بمعنى (معبد) ، كما في النص :
“جدا بر يدعي بر دريا منيا لسجيل”
ويعني :”تبرع جدا بن يدعي بن دريا منا (واحداً من الفضة) للمعبد” .
ولذلك فإن القراءة ممكن ان تكون (الحجارة التي من معبد) (ترميهم بحجارة المعبد) .
وعلى ما يبدو فإن سكان الحضر قد تأثروا بالثقافة البابلية واخذوا الكلمة واصبحت عندهم تعني معبد ، في اشارة إلى معبد الإله مردوك في بابل .
وبطبيعة الحال فإن معبد الإله مردوك كان قائماً في العهد السلوقي والبارثي ، بل ان السلوقيين اعادوا بنائه وكانوا يضعون صورة الإله مردوك في عملاتهم الرسمية باسمه (بل) ، وكذلك البارثيين بعد ان قدم ملوكهم فروض الطاعة لمعبد مردوك في بابل ولذلك فإن القصة لا يمكن ان تكون قديمة أو إنها تقصد البارثيين ، بل على الاغلب ان الصورة كانت تقصد الفرس بدليل هم الاقرب زمنياً لفترة نشوء الإسلام ، وفي نفس الوقت اننا لا نعرف متى انتهى معبد الإله مردوك عملياً ودينياً .
لقراءة تفسير سورة الفيل السابق: سورة الفيل بالقرآن تخص حضارة بابل ولاعلاقة لها بالحبشة ومكة الحجاز