طلال عبدالله الخوري 16\1\2018 © مفكر حر
منذ بداية الثورة السورية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول ان يستغلها لمصلحة مشروعه بإستعادة الخلافة العصملية عن طريق إيصال جماعة الأخوان الى الحكم في البلدان العربية, وهو ما تعارضه واشنطن وحلفائها في المنطقة لان الاخوان عندما حكموا في تونس ومصر لم يثبتوا بأنهم افضل حالا من بقية الأنظمة الاستبدادية العربية, عدا عن كونهم الرحم الذي ترعرعت به معظم التنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة,… وهنا التقت مصالح أردوغان مع مصالح كل من روسيا وايران والنظام السوري بمعارضة المشروع الأميركي بمحاربة داعش والتخلص منها, واصبحوا جميعهم يدعمون داعش, كل منهم حسب امكانياته: في التجنيد والتسليح والمعلومات الاستخباراتية ومدهم بكل ما يلزم لكي يصعبوا مهمة أميركا بالقضاء على داعش, وبالتالي ارغام اميركا والغرب باللجوء اليهم وطلب مساعدتهم, لكي يفرضوا شروطهم عليهم … أي انه كانت كل من تركيا وايران وروسيا والنظام السوري يتجنبون الحرب المباشرة مع اميركا لان اميركا ستدمرهم, وانما كانوا يحاربونها بكل ما اوتوا من قوة وإمكانات بالوكالة من خلال داعش: أي بإختصار داعش هي صنيعة كل من روسيا وتركيا وايران والنظام السوري من اجل محاربة اميركا بالوكالة في سوريا, تماما كما فعلوا بالسابق في العراق, وهذا الأسلوب اصبح معروفا للأميركيين, لذلك اعتمدوا على التحالف الكردي العربي الذي يلتقي مع الأمريكان بمصلحة التخلص من داعش, ونجحت اميركا بالتخلص من داعش بمنتهى العبقرية الحنكة الحربية والدبلوماسية…
الآن وبعد القضاء على داعش, لم يعد لديهم من يحارب عنهم اميركا بالوكالة, وأصبحت الحرب مباشرة, .. طبعا روسيا تتمنى بان تقوم ايران او تركيا بمحاربة اميركا مباشرة لكي تمدهم بكل امكانياتها وبذلك تربح روسيا من خلال هذه الحرب بالوكالة… وأيضا تركيا تتمنى ان تحارب روسيا وايران اميركا لكي ايضا تستخدم هذه الحرب بالوكالة وتمد روسيا وايران بكل الإمكانيات اللازمة … وبنفس الطريقة تتمنى ايران ان تكون هناك حرب بين كل من روسيا او تركيا مع اميركا لكي تستغلها بنفس الطريقة كحرب بالوكالة من اجل مصالحها….
أي من هنا نرى بان كل من روسيا وايران وتركيا استطاعوا ان يتجنبوا الحرب المباشرة مع اميركا لمدة 7 سنين, عن طريق استخدام داعش بالحرب بالوكالة عنهم, والان وبعد القضاء على داعش, فإن كل منهم يتمنى ان يبدأ الاخر بحرب مع اميركا لكي يستخدمه الاخرون كبغل يفلحون عليه بحرب بالوكالة ضد اميركا من اجل مصالحهم.. فمن المرشح الأقوى من بين هؤلاء الثلاثة ليكون هذا البغل؟
كاتب المقال يعتقد بأن المرشح الأقوى ليكون هذا البغل هو أردوغان, حيث انه صرح البارحة ما يلي:” إن الولايات المتحدة الأمريكية شكلت جيشا إرهابيا شمال سوريا قرب الحدود التركية، وأن المهمة التي تقع على عاتقنا هي وأده في مهده. .. نقول دائمًا لحلفائنا؛ لا تحولوا بيننا وبين الإرهابيين ولا تقفوا بيننا وبين قطعان القتلة، وإلا لن نكون مسؤولين عن حوادث غير مرغوب بها قد تنشأ نتيجة لذلك. أزيلوا أعلامكم الموجودة في قواعد المنظمة الإرهابية حتى لا نضطر إلى تسليمها لكم … في أي لحظة قد تبدأ العملية (ضد تنظيم ’ب ي د‘ الإرهابي بعفرين) ومن بعدها سيأتي الدور على مناطق أخرى، وستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي.. القوات المسلحة التركية ستحل بإذن الله مسألتي عفرين ومنبج بأسرع وقت والاستعدادات استكملت فالعملية يمكن أن تبدأ في أي لحظة … أوصيناهم بإزالة التنظيمات الإرهابية من الساحة، فإن كنا نموذجا للشراكة الاستراتيجية، يتوجب عليهم القيام معنا بهذا العمل.”
كاتب المقال لديه معلومات مسربة بأن بوتين والولي الفقيه الإيراني عقدوا معا خلوة دعاء واستنجاء لله سبحانه وتعالى, واستجلبوا من خلالها مار جرجس والولي الغائب, بان يبدأ أردوغان هذه الحرب لكي يكون البغل الذي يفلحون عليه ويكون حبل النجاة لكل من النظام الروسي والإيراني والسوري. .. هههه والسؤال الحيوي هنا هل سيستجيب مار جرجس والولي الغائب معا لابتهالاتهم؟؟… طبعا حبل النجاة سيفيدهم لمدة قصيرة, ولكن في النهاية سينهار كل من النظام الإيراني والروسي والسوري بعد التركي لا محالة.