طلال عبدالله الخوري 15\9\2012
على خلفية الاحداث الارهابية الاخيرة التي فجرتها الغوغائية من المسلمين المتشددين ضد فيلم سئ عن الرسول محمد(صلعم), طالب مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ, وناشد دول العالم والمنظمات الدولية, (ونقتبس:)” بالتحرك لتجريم الإساءة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.” انتهى الإقتباس.
بادئ ذي بدئ نحن نحيي الانفتاح النسبي الذي يجري بالمملكة العربية السعودية نحو الليبرالية والحياة الديمقراطية, ومنها السماح بالاختلاط في الجامعات, وغيرها من الاصلاحات, والتي كان اخر ثمراتها بانه لم تخرج اي مظاهرة غاضبة ضد الفيلم المسئ للرسول بالسعودية وكل دول الخليج ! وعلى عكس بلدان مثل تونس وليبيا ومصر وسوريا حيث تسير هذه الدول نحو الانغلاق والتطرف الاسلامي.
نرى بين الفينة والاخرى قيام زعماء سياسيون ودينيون اسلاميون بالمطالبة بإستصدار قوانين دولية بتجريم الاساءة للأنبياء؟
في هذه المقالة سنناقش مسألة مطالبة هؤلاء الزعماء, سياسيون كانوا ام دينيون, فيما اذا كانوا يفهمون معنى مطالبتهم هذه, ويعون صعوبة واستحالة استصدار مثل هذه القوانين, و ما هي النتائج المترتبة على مثل هذه القوانين؟
على الأرجح انهم يعرفون استحالة استصدار مثل هذا القانون ولكنهم مع ذلك يقومون بمثل هذه التصريحات من اجل الاستهلاك المحلي ومن اجل استغلال مثل هذه الاحداث المسيئة للاسلام لتلميع صورتهم امام شعوبهم, و اظهار انفسهم على انهم مفكرون يدافعون عن الدين وعن النبي محمد (صلعم)؟
أولاً: ما معنى كلمة نبي؟
يقولون باستصدار قانون دولي لتجريم الإساءة للأنبياء!ومن وجهة نظر حقوقية وعلم القانون الدولي, يجب تحديد وتعريف معنى كل كلمة بهذا القانون, لان القانون الدولي يجب ان يكون واضحا, ولا يمكن ان يكون كالشريعة الاسلامية حمالة اوجه, والا لنشبت حروب بين الدول كما حدث بالتاريخ الاسلامي؟ وأول كلمة يجب أن نحددها هي كلمة نبي؟
ما معنى كلمة نبي؟ من هم الأنبياء؟
حسب اي مرجع او اي خصائص او اي دين يمكن ان نعرف النبي؟
هل مثلا حسب الدين الاسلامي الذي يعتبر نفسه الدين الخاتم و حيث يعرف الأنبياء بانهم هم المعترف بهم بالقرآن وخاتم الأنبياء هو محمد (صلعم)؟
ولكن هل هذا يرضي المسيحية والتي تعتبر بأن المسيحية هي الدين الخاتم ايضا وان المسيح خاتم الانبياء ولا تعترف بنبوة محمد؟
وهل هذا يرضي اليهودية والتي تعتبر نفسها الدين الوحيد الصحيح ولا تعترف بنبوة المسيح او محمد, لانها ديانة اقدم من المسيحية والاسلامية؟
ولكن ماذا عن بقية شعوب العالم, الذين لا يعترفون بان المسيحية أو اليهودية او الإسلام هي الأديان الخاتمة , و لا يعترفون حتى بانه تم ختم الانبياء, وهناك ظهور لدين جديد و نبي جديد كل يوم تقريبا! فهل هناك تعريف محدد لمن يمكن اعتباره نبي ومن لا يمكن اعتباره نبي؟ و يمكن ان يرضي هذا التعريف كل العالم بمختلف ثقافاته ومعتقداته؟ لان هذا القانون الذي يطالبون به هو دولي ويجب ان يرضي كل دول العالم وليس الدول الاسلامية او المسيحية او اليهودية فقط؟
هل يمكن مثلا ان نضع تاريخا محدداً وفيه نعتبر الانبياء ما قبل هذا التاريخ هم انبياء يعترف بهم كل العالم اما الانبياء بعد هذا التاريخ فهم ليسوا انبياء ويمكن الإساءة لهم؟
اعتقد بان مثل هذا الحل ايضا غير ممكن لانه بهذه الحالة نعتدي على الكثير من اتباع انبياء الاديان الاخرى وهذا ضد مبدا المساواة بين الناس جميعا وحقوق الانسان.
هل يمكن مثلا ان نحدد النبي بعدد اتباعه, فمثلا اذا تجاوز عدد اتباعه عدد معين, فيمكن اعتباره نبي وتمنع الإساءة اليه, اما اذا كان عدد اتباعه اقل من عدد معين فيسمح الاساءة اليه؟
ايضاُ مثل هذا الحل غير ممكن لانه بهذه الحالة نعتدي على الكثير من اتباع انبياء الاديان الاخرى وهذا ضد مبدا المساواة بين الناس جميعا وحقوق الانسان.
الحل الاخير هو ان نمنع الاساءة إلى جميع الانبياء قاطبة بدون تحديد اي دين او اي تاريخ او اي عدد من الاتباع, و في هذه الحالة كل انسان يستطيع ان يعلن نفسه نبي ويقوم بتجريم اي انسان على اي شئ يمسه, وبهذه الحالة ستقوم الناس بتجريم بعضها البعض ولن يبقى أي انسان على وجه الارض خارج السجن!
من هنا نرى بانه من المستحيل تعريف كلمة نبي بمثل هذا القانون الدولي يرضى به كل الناس من مختلف الاديان والثقافات.
ثانيا: ما هو تعريف الإساءة؟
الشئ الثاني الذي يجب ان نحدده في هذا القانون هو معنى كلمة اساءة؟
ما هي الحدود التي نعتبر عندها الاشياء اساءة او غير اساءة؟
هل هناك تعريف محدد للإساءة؟
هل صلوات المسلمين وأيات القرآن, والتي تسئ لليهود والنصارى يمكن ان نجرمها بهذا القانون؟
هل محاضرة البابا بنديكتوس السادس عشر بالمانيا هي اساءة؟
ما هي المعايير الدولية التي تم الاستناد عليها؟
هل فيلم “براءة المسلمين ” والذي ادى الى الحوادث الارهابية الاخيرة هو مسئ للانبياء؟
هل اذا قرأ انسان غير مسلم, على سبيل المثال, ما هو مكتوب بكتب المسلين يعتبر اساءة؟
هل اذا قام شخص ما بتصوير ما هو مكتوب بالكتب الدينية بفيلم يعتبر اساءة؟
اذا كان المسلمون انفسهم وبعد 1400 سنة لم يتفقوا على من هو ملعون ومن هو مقدس بعقيدتهم من رموزهم الدينية, فكيف يمكن للعالم ان يتفق على تعريف لمعنى الاساءة؟
من هنا نرى بان الزعماء الاسلاميين الذين يطالبون بقانون دولي يجرم الاساءة الى الانبياء لا يفهمون بما يهرفون, او على الأغلب هم يعرفون باستحالة مثل هذه القوانين, ولكنهم يصدرون مثل هذه التصريحات الفارغة من اجل تجميل صورتهم امام شعوبهم ومن أجل الاستهلاك المحلي فقط؟
لان نفس هذا الزعيم الاسلامي عندما يلتقي مع الغربيين بالغرف المغلقة يقول عن شعبه بانه متطرف وهمجي ولا تصلح له الديمقراطية والحرية, ولا يطالب ابدا بقانون دولي لتجريم الاساءة للانبياء لانهم بهذه الحالة سيطلبون فحص قدراته العقلية.
ما هو الحل اذا؟
اصبح الناس يعيشون في قرية صغيرة ويتواصلون مع بعضهم البعض عبر التكنولوجيا الحديثة للشبكات الاجتماعية على الانترنت, وهناك مقاييس عالمية لحرية الرأي وحقوق الانسان يتفق عليها ومقتنع بها كل الناس بالعالم ,اما الانسان الذي لا تناسبه هذه المعايير الدولية فما عليه الا ان يعزل نفسه بمكان نائي بعيدا عن الناس وبعيدا عن التواصل مع الشبكات الاجتماعية, فهذه هي المقاييس العالمية للحريات وحقوق الانسان ولا يمكن تفصيل لكل انسان معايير تناسبه.
http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall
ماقل ودل … لمن يدعي الحكمة والعقل والحكم بالعدل ؟
١: يكفي إرهاب المسلمين لغيرهم وحتى لبعض فرقهم منذ 1433 عام … ليدلل على إفلاس ألإسلام ؟لما في الإسلام ؟
٢ :يكفي خوفهم من التبشير بالإنجيل والتوراة … ليقطع الشك باليقين على صحة مافي الكتابين من بينــات وأيــــات ؟
٣ : يكفي دفاعهم عن نبيهم ودينهم بالسباب والإرهاب … ليدلل على عجزهم في إتيان الأسباب ؟