جوزيف شلال
2013 / 1 / 23
البداية :
غالبية الشعوب العربية تعيش في ظلام فكري دامس وتخلف حضاري لا مثيل له , ليس الان فقط , بل منذ ان اصابها داء الاعتقاد الوهمي وعبادة وتصديق الاساطير والخرافيات والقصص غير الحقيقية المنقولة وتسليات ألف ليلة وليلة والجواري وما الى ذلك .
لا يمكن ان تتطور وتتقدم وتنهض هذه الشعوب المنغلقة إلا عندما تتخلى وتنزع ثوبها القديم المعبئ بالافكار والمعتقدات ألآوجود لها الى في مخيلتهم , وتتم عملية برمجة تلك وهذه الأيحاءات الواهمة لكي يقبلها العقل والمنطق وتتماشى مع العصر , وتتطور وتصاغ مفاهيم جديدة لكي تكون صالحة للبشرية واحترام العقول .
منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي بدات الشعوب المعنية بالتراجع الى الوراء في جميع المجالات الحياتية , العلم , التكنولوجيا , الحضارة , الفكر , السياسة , الاقتصاد , الديمقراطية , والخ . لا ندعوا الى إلغاء أو تهميش الدين او الديانات من العقول والذاكرة البشرية , بل الى تطويرها , والانسان حر بما يعبد ويعتقد ويؤمن او حتى ياكل ويلبس ويعيش , لكن ايضا ندعوا الى عدم اقحام أو دمج وربط كل شيئ بالدين وقال الله , الحياة المدنية ومنها السياسة او التعامل في القضايا الاقتصادية والتجارية ومرافق الحياة المدنية الاخرى الكثيرة , مختلفة تماما عن الحياة الروحية والتعامل الروحي والتقرب الى الله .
نقولها وبكل ثقة , هذه الشعوب اذا بقيت واستمرت على ما هي عليه لا يمكن ان تتقدم ولو خطوة واحدة نحو الامام , كلما اصرت على موقفها المبرمج لها لكي تظل هكذا منذ مئات الاعوام , لأن هناك كان من أراد لهذه الشعوب ان تكون مبرمجة بهذه الطريقة والاسلوب لاهداف عدة منها شخصية القائم بالبرمجة لخدمة مصالحه الذاتية والشخصية , تلك المرحلة انتهت وانقرضت مع اصحابها ولا يمكن ان تتلائم تلك البرمجيات ونحن في القرن الحادي والعشرين , عصر الفضاء والانترنيت , على سبيل المثال , شعوب تناقش كيف تغزوا الفضاء وتقضي على الامراض , وهذه الشعوب تناقش , هل المراة تقود سيارة أم لا , أو كيف نأكل وندخل الحمام وانواع الزواج والخ .
تناقضات :
الدول العربية مع اوربا الشرقية ومعها كوريا الجنوبية ودول اخرى , قد عاشت تقريبا نفس الظروف مع انظمتها الدكتاتورية والمستبدة والقمعية , لننظر كيف واين اصبحت شعوب دول اوربا الشرقية وكوريا الجنوبية بعد سقوط وزوال انظمتها وحكامها ! , صارت هذه الدول وخاصة كوريا الجنوبية التي لا يوجد فيها دين كالاسلام او المسيحية او اليهودية من ارقى دول العالم , أما شعوب الدول العربية بقيت على وضعها وحالها ولم تستطيع احداث تغيير يذكر , لانها شعوب منافقة وحاقدة وكارهة الحياة والانسانية والامم الاخرى , ولا تحب الا نفسها فقط , هذه الشعوب اغلبيتها مريضة ومصابة بالعاهات الفكرية والعقلية والانفصام في الشخصية ولها ازدواجية في كل شيئ , وهي التي ابقت على جلاديها الى الان بتخاذلها وكذبها ومرضها .
في الوقت الضائع والمتاخر نقل اليها مرض السرطان الخبيث وهو الربيع العربي المزيف , ناقل العدوى والمرض معروف , قطر والسعودية وجهات اخرى , المطلوب من الدول والشعوب المصابة ان تبقى الى الابد خادمة وذليلة وعبيدة وخاضعة للنظام القطري الاسلامي الارهابي والنظام السعودي الوهابي القاعدي . انظر وشاهد ما حصل وسوف يحصل مستقبلا للشعوب والدول التي ضحك عليها كتونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا قريبا , من المعروف ان تتحول هذه الشعوب والدول والانظمة نحو الافضل والاحسن , لكن الواقع والنتيجة كانت مروعة واسوا من السابق بمئات المرات , قتل , اغتصاب , حقد , كراهية , نبذ الاخر ومحاربته , اضطهاد الاديان والاقليات والقوميات التي تعيش معها , انتاج دساتير لا تصلح حتى لحيوانات الغابة والحضائر . . .
مهزلة واكذوبة الربيع العربي وتصديره الى العراق :
نعم انها مهزلة وأكذوبة ودجل , هل هذه ثورات ? , نعم انها ثارات التهديم والتدمير والقتل وحرق الاوطان وتهجير الملايين والاقصاء وثورات تجميع الارهابيين والقتلة وفرق التعذيب والاغتصاب والسرقة والنهب ومافيات التجارة بالاطفال والنساء وغيرها من الجرائم ضد الانسانية والبشرية .
هل هذه ثورات يطلق عليها ? وهي تبدأ بعد الصلاة والصلاة في الجوامع والشوارع وقطع الطرق , ما هذا الدجل والمتاجرة بالدين , ما هذا الاله الذي يدعو عبيده الى الانتقام من الاخر والنطق بكلمات القتل والجهاد والثار وتطبيق شريعة الغاب وقطع الرؤوس والايدي ! , الله الحقيقي الذي نعرفه يدعو الى المحبة والاخوة والانسانية في التعامل والمساعدة وعدم التفرقة والتسامح والتفاهم والخ .
قطر ونظامها المجرم الفاشل الانقلابي بدات تحرك الشارع العراقي وخاصة السنة من الاخوان المسلمين , والسعودية القاعدية الوهابية تحرك السنة السلفيين والجهاديين في العراق . بحسب بعض المعلومات والتقارير المسربة والخارجة من بعض المراكز الموثوق بها منها / معهد ستراتيجيك برسبكتيف للابحاث , ومركز ديلي ريبورتزكو , ان قطر والسعودية تضخان اموالا طائلة ليس فقط في العراق , بل منذ اعوام عدة لاجراء التغييرات المخطط لها في دهاليز الشيطنة والجن المؤمن وملاك الصالح والخائن .
الايام الاخيرة هذه اتجهت بوصلة القراصنة نحو العراق , الامارات العربية المتحدة ومناطق اخرى , للعلم فقط , ان الحكومة الاماراتية اعتقلت العشرات من الاسلاميين الارهابيين الذين كانوا يتلقون اموالا من الخارج لغرض قلب النظام واحداث فيه ثورة الثيران الهائجة الهمجية الارهابية الفاشية المجرمة , كان اخرهم عناصر نسائية من المجرمات و 11 مصريا , كما هدد الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي باعتقال المحرض والمنافق الارهابي المصري – القطري القرضاوي .
قناة الجزيرة تصب نار غضبها هذه الايام على العراق , باعتبارها قناة تخدم النهج الديني والاسلام السياسي للاخوان .
الربيع العراقي المزيف والانتفاضة بالنيابة :
لا نجد مطالب المتظاهرين والمعتصمين بانها مطالب حقيقية وواقعية , الافراج عن المعتقلات , الغاء المادة 4 إرهاب , قانون المساءلة والعدالة , من اوصل هذه الارهابية الى السجن , اذا كانت غيرذلك يجب محاسبة المسؤول الذي القى القبض عليها وانزال اشد العقوبات به , واذا فعلا هي ارهابية وقامت بعمل اجرامي يجب ايضا محاسبتها وعدم اطلاق سراحها لا بعفو ولا تلبية شروط المظاهرات بالنيابة عن قطر والسعودية ودول سنية واقليمية معروفة , أما المادة 4 ارهاب تخضع للدراسة والنقاش , وان تطبق حسب القانون وامر القاء القبض ان يكون صدادرا من الجهات المعنية , لا يمكن الغاء هذه المادة وهناك مئات الالوف من الارهابيين يسرحون ويمرحون في العراق من العراقيين وغير العراقيين .
أما قانون المساءلة والعدالة , نعم يجب الغاءه فورا لانه من القوانين الفاشية والنازية , العراقيون متساوون جميعا في الحقوق والواجبات إلأ الذي قد تلطخت يداه بالدماء وقام باعمال وافعال اجرامية ’ يحاسب باشد العقوبات مهما كانت خلفيته الدينية والحزبية والعشائرية والقبلية والطائفية .
نحن لسنا مع حكومة المالكي الطائفية الدينية الفاشلة والفاسدة , نحن مع العراق وفئة الشعب العراقي التي نعرفها باصالتها وكرمها وحبها واخلاصها ونزاهتها ووقوفها مع الحق واعترافها بمواطنة الانسان العراقي مهما كان وخلفيته الاجتماعية او العرقية .
لن نكون ايضا مع الذين تحركهم اصابع خارجية ودول الجوار , الشارع السني مشارك وبقوة في الحكومة والعملية السياسية ولديه كما يقول 91 من الذين عينهم في البرلمان العراقي , اذا كنتم لا تعجبكم السلطة والحكومة الطائفية في العراق عليكم الانسحاب والجلوس في ركن المعارضة , لكن يبدو الكل يحب السلطة والفخفخة وسرقة الاموال , طبعا الفساد هو منتشر في جميع الاحزاب الدينية السنية والشيعية اكثر بعشرات المرات مما كان موجودا في النظام الصدامي المجرم .
نقول لهؤلاء ولكل من يستخدم الدين ورموزه وعلامات التدين السياسية مثل اللحة والعمامة والبسملة والزبيبة وما الى ذلك , متى كانوا العراقيين هكذا ? وهل كان الشارع العراقي لا يعرف دينه إلآ هذه الايام ! ألا تخجلون من هذه الفضائح والمزايدات باسم الدين ! , الطائفية نقلت وزرعت في اجسامكم من قبل الانظمة الداعمة للارهاب العالمي والتخلف وهي ايران وقطر والسعودية .
اخيرا نقول / طز في كل حكومة وسلطة ودولة ووطن تقوده وترعاه احزاب دينية سواء كانت اسلامية سنية وشيعية وكوردية او مسيحية او من باقي المكونات .