طلال عبدالله الخوري 27\5\2016 © مفكر حر
هناك بروباغاندا ممولة من المخابرات الروسية الكي جي بي, عبر عملائها من اليساريين والقوميين والاسلاميين العرب, تروج بأن أميركا هي التي تدعم الأنظمة الاستبدادية العربية وتحميهم, لذلك هي الملامة على وصول الشعوب العربية الى الحضيض من جهل وتخلف ومرض وفقر, وهذه البروباغاندا تناسب الانظمة العربية لأنها تلهي الشعوب عنهم وتقنطهم لانها تعطي دعاية بانهم مدعومون من دولة عظمى وليس بمقدور احد ان يزيحهم عن كراسيهم, لانه لكي تتم إزاحتهم فيجب ان نغيير اميركا والعالم وشعوبها وقوانينها ودساتيرها قبل ان نغيير انظمتنا, وهذا غير صحيح فأميركا هي التي اسقطت او ساهمت او لم تمانع بسقوط كل من صدام حسين ومبارك والقذافي, وهي تساهم باسقاط المجرم بشار الاسد والذي سيسقط بالنهاية.
للإجابة على هذا السؤال يجب ان نعود الى الاوضاع العالمية التي كانت سائدة بعد الحرب العالمية الثانية, حيث كان هناك معسكران جباران يتصارعان وجودياً, ولا يقبلان التعايش, ويعتقد كل طرف بوجوب هزيمة الاخر قبل ان يهزمه, وهما يتنافسان بإستقطاب دول العالم المختلفة الى فضائهما, المعسكر الاول هو حلف شمال الاطلسي وتقوده المخابرات الاميركية السي اي ايه, والمعسكر الثاني الاشتراكي وحلف وارسو وتقوده المخابرات الروسية الكي جي بي,.. وهنا يتبادر سؤال هل يمكن لاي دولة بالعالم ان تكون مستقلة او محايدة عن كلا الحلفين؟ الجواب ومن خلال الخبرة العملية انه من الصعوبة بمكان لاي دولة ان تكون بهذه الصفة المحايدة (ولهذا السبب فشلت منظمة عدم الانحياز) وذلك لسببين: الأول عندما تعرف المخابرات الكي جي بي بان هناك دولة غير منحازة تبحث عن نقاط ضعفها وتخترقها وتحاول جرها خلفها, وبالمقابل المخابرات الاميركية تعرف بأن منافستها تقوم بهذا وللدفاع عن نفسها تحاول ان تسبقها وتضمها الى فضائها.. وهكذا.. اما السبب الثاني فأن أغلب الدول خارج هذين المعسكرين ضعيفة ولكي تستقر انظمتها واقتصادها فهما حتما بحاجة للتعاون معهما اقتصاديا وامنيا وعسكريا وبهذه الطريقة يتحتم عليها ان تختار سياستها التي تتماشى مع احد المعسكرين.
ما نريد ان نقوله بأن اميركا عندما دعمت الانظمة العربية الاستبدادية الفاسدة كانت مكرهة على ذلك لانها لو لم تفعل هذا فهناك مخابرات الكي جي بي بالمرصاد, وستقوم بملئ الفراغ بدلاً عنها, وبهذا ستنتهى المعركة بفوز المعسكر الاشتراكي وسيطرته على كل العالم… تصورا ان يحكم الان العالم بحكام من امثال المجرم بوتين او بشار الاسد او صدام حسين او الزعيم الكوري كيم جونج اون او الزعيم الكوبي كاسترو؟ وللاسف استغل الطغاة العرب هذا الاستقطاب بين المعسكرين لتثبيت حكمهم وتوريثه لابنائهم واحفادهم وليستعبدوا شعوبهم ويسرقوا ثرواتهم ويكدسونها بحساباتهم في الخارج. وقد لاحظنا بان اميركا قد رفعت يدها عن معظم الدول الاستبدادية, بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانهيار حلف وارسو, وتم فتح العالم على بعضه البعض اقتصاديا وجغرافيا وثقافيا بسياسة “العولمة”, ولكن للاسف بعد عودة المخابرات الروسية للحكم في روسيا عن طريق ضابط المخابرات الروسية فلاديمير بوتين الذي يحاول الان إعادة القطبية الثنائية التي كانت سائدة قبل انهيار الاتحاد السوفياتي, عاد الزعماء العرب وكل طغاة العالم مسرورين لاستغلال هذا الاستقطاب مرة ثانية! فهم الان يقومون بتهدديد الولايات المتحدة الاميركية بانحيازهم الى معسكر المجرم بوتين اذا طالبتهم اميركا بالديمقراطية واحترام شعوبهم وتنمية اقتصادهم والتوقف عن سرقتهم, وهذا ما يفعله الان السيسي تبع مصر وخادم الحرمين تبع السعودية وايران وتركيا والعراق, والان هناك حرب بالوكالة بين الطرفين في سوريا لتحديد لمن تتبع؟ فهل ستبقى مع بوتين ام يتم تخليصها منه لصالح المعسكر الغربي المنافس؟؟ في الختام نحن ننصح ان يكون هدف الثورة السورية هو بالانتقال من المعسكر الروسي الفاشل بقيادة عائلة الاسد الاجرامية الى المعسكر الغربي الديمقراطي الحر الناجح اقتصاديا وعلميا ورفاهيا بقيادة الولايات المتحدة الاميركية ولن نستطيع فعل ذلك بدون مساعدة اميركا.