في 12 فبراير.. قامت جامعة برايتون بالتعاون مع جامعة أخرى والمكتب الثقافي المصري وشركة الطيران المصرية.. تحت تنظيم وإشراف الدكتور خالد علي (سوداني الأصل ) بعقد مؤتمر حول المرأة والعلم والبحث العلمي – ثم المرأة والفنون..
تركز الجزء الأول من المؤتمر على مداخلات من متخصصين بريطانيين عن المشاركة الفعّالة للمرأة في الأبحاث العلمية الخاصة بتحسين الأدوية.. وتخفيف عناء المرضى..ومشاركتها جنبا إلى جنب مع الرجل في معظم الميادين الصحية من أجل الصحة الطبية والنفسية لخلق مجتمع صحي خال من الأمراض.
أما الجزء الثاني والذي إهتم بتقديم صورة المرأة العربية وكفاحها من أجل مجتمع أفضل.. فقد تركز حول المرأة في الربيع العربي. وتقييم الدور الذي لعبته المرأة في هذه الثورات (الإنتفاضات ) ثم نتائج هذه الثورات على وضع المرأة وحقوقها.. وهل أدت أو ستؤدي هذه الثورات لتطور وتحسين وضعها المجتمعي والثقافي والحقوقي.. أم أنها كانت بلاء جديدا ستواجهه المرأة العربية..
تقدمت الدكتورة التونسية درة كاربتنتر لا تيري بمداخلة رائعة عن وضع المرأة التونسية بعد قيامها جنبا إلى جنب مع الرجل بهذه الثورة.. والإحباط الذي ’منيت به الآن.. وإصرارها على الكفاح من أجل نيل حقوقها مهما واجهتها من صعاب.. تلتها الدكتورة نادية الخولي.. مديرة القسم الثقافي في السفارة المصرية في لندن.. بمداخلة قيّمة لا تقل إصرارا على نيل الحقوق.. كلاهما إشتركتا بأنه من المستحيل للمرأة أن تعود للمنزل كما كانت في العصور الغابرة.. وأنه بدون إحقاق حقوقها لا يمكن أن تنجح هذه الثورات في تحقيق الديمقراطية المنشودة..
تلا ذلك مجموعة من المنولوجات المسرحية لمجموعة من الشبان والشابات المصريين تقدم صورة حقيقية لما تواجهه المرأة المصرية من صعوبات إبتداء من التحرش الجنسي.. وقبولها في المجتمع ومدى خلو المجتمع حولها من أمراض.. وهو ما ينطبق على المرأة العربية بصفة عامة..
مجموعة الممثلين هم من المتطوعين.. اما محتوى هذه المنولوجات.. فهي من قصص معاناة حقيقية تصلهم كرسائل يقومون بتمثيلها وعرضها أمام مسرح دار الأوبرا في القاهرة كما هي.. لحسن حظهم شاهد العرض الممثل النجم خالد أبو النجا.. والذي ساهم بنقل هذه المنولوجات إلى فيلم نظرا لمدى أهميتها كوثائق حية لخطورة ما يحدث في المجتمع المصري للفت نظر المسؤولين إلى خطورتها والعمل الفوري على الحد من هذه الآفات التي تتهدد المجتمع..
المنولوج الأول إبتدأ بمواجهة الفتاة التي تتعدى الخامسة والعشرون للضغط العائلي والمجتمعي للزواج من أي متقدم تفاديا للعنوسة.. والتي تعتبر وصمة عار على الفتاة.. تزيد من عزلها الإجتماعي خوفا منها على الأزواج..
الثاني.. تركز على نصيحة الأقارب للعروس في ليلة الزواج.. وكيفية التصرف أمام تجربتها الجنسية الأولى بالنفاق وعدم التجاوب.. فالست المثالية هي الجثة المثالية..
الثالث كان يبحث في شرعية الحجاب.. وهل هو معصية لمن لا تضعه..؟؟
الرابع كان عن التحرش الجنسي في زحمة الأوتوبيس.. كيف يتعامل معه الرجل.. وكيف يحمي نفسه فيما إذا لم تتجاوب.. ثم تحليله لنفسه على أنه تصبير وتنفيس لأنه لن يقدر على تكاليف الزواج بمرتبه الصغير..!!!
الخامس والأهم في نظري.. وهو الخطر الأكبر الذي قد يتهدد أي مجتمع.. نظرا لمخالفته التامه لكل الأديان.. ثم خطرة الصحي على الأطفال من مثل هذا الزواج.. وتكلفة هذا الخطر على أي حكومة أو دولة..
يحكي قصة إمرأة شغاله في بيت.. تنقل بفرح طاغ وبلهجة لا تنم عن أي مخالفة لأي من القيم المجتمعية.. تقول لأصحاب البيت عن زواج إبنها من إبنتها؟؟؟؟
وحين سألتها صاحبة البيت بمعرفتها بأن هذا الزواج يخالف الشرع ومحّرّم قطعا.. تجيب المرأة بلهجة تحدي.. بأن الكثير من سكان الحي عملوا ذلك.. وأن المأذون بعد الرشوة وتغيير إسم البنت يكتب الكتاب؟؟؟؟ ثم ماذا ستفعل هي في ظل ظروف فقر مدقع وتكاليف زواج لا تقدر عليها أليس تزويجهما أفضل من إرتكاب معصية الزنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سيدي القارىء.. أنا مثلك صعقت حين رأيت هذا المونولوج.. تماما كما ’صعقت المندوبة الصحفية من السفارة المصرية.. ولكن الممثلين و النجم خالد أبو النجا أكدا بأنه وصلتهم عدة رسائل تؤكد حدوث هذا الزواج.. ’صعقت أكثر من تفسير المرأة.. ولهجتها المتقبّله للأمر كاي حدث عادي..
أولا دعنا نتّفق ان زنا الأقارب موجود في مجتمعاتنا.. تماما كما هو موجود في كل المجتمعات… ليس معنى هذا ان نتقبله على الإطلاق…. الفرق ان الفتاة في مجتمعاتنا هي التي تدفع الثمن الأغلى.. وعليه فبثقافة محدوده أو حتى معدومه قررت المرأة حماية إبنتها من القتل.. وهو أيضا تفسير غير منطقي ولا عقلاني. ولكن مع الجهل والفقر ينعدم المنطق وتنحدر الأخلاق؟؟؟؟
أن الفقر والبطالة هما آفة أي مجتمع وطريقة للإنحدار نحو الهاوية بأسرع ما يمكن.. وبالتالي أليس من الأولويات العمل على خلق فرص عمل..
أليس من الأولى توجيه من نصّبوا أنفسهم فقهاء دين.. توجية جهودهم للتوعية المجتمعية باخطار وتحريم مثل هذه الزيجات…
أليس من الأهمية محاكمة مثل هذا المأذون.. ثم العمل على توعية الآخرين دينيا وأخلاقيا بتحريم مثل هذا الزواج.والأهم تشريع الزواج المدني قبل الزواج الديني لحصر الإنتهاكات وتقديم المخالفين للمحاكمة!!!
ثم أليس من واجب الحكومة مهما كانت العمل على تنمية إقتصادها لخلق وظائف عمل بدلا من الدخول في متاهات تحريم السياحة.. ومنع الإقتراض لأنه يحمل فوائد هذا الإقتراض..
أليس من الأهم أن نتصالح مع العصر ونعترف بأننا بشر وأن حماية مجتمعاتنا ليست بالوعظ فقط. بل بالتنمية المستدامة لكي نتفادى الأمراض المجتمعية التي تواجهنا من جراء العزل والكبت والتلفيف للمرأة.. وللمجتمع..
نعم هي حالات شاذه ولكن إستفحالها وقبولها من أكبر الأخطار.. ويجب تلافيها بأسرع ما يمكن..