طلال عبدالله الخوري 14\12\2014 مفكر دوت اورج
نستطيع ان نلخص الفرق بين السياسة الاميركية وكل من سياسة “بوتين” و”الولي الفقيه” و”نظام الأسد” بعامل الوقت! فالشعب الاميركي لا يرض بأن لا تتصرف حكومته إزاء المذابح التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري, وقد ترجم عدم رضاه بصفعة قوية للرئيس أوباما والحزب الديمقراطي في الانتخابات الكونغرس الاخيرة, بينما في الطرف المقابل فان شراء الوقت هو نقطة قوة الأنظمة الاستبدادية في الأزمات, لانه بالواقع لايهمها ولا يعنيها كمية القتل والذبح والدمار, وشعوبها مغلوب على امرها و ليس لها اي تأثير على سياساتها, لذلك نرى ان كل ما يفعلوه هو استغلال عامل الوقت ضد سياسة اوباما الاميركية.
الرؤساء الاميركيون السابقون عندما كانوا يرون بان الطرف المقابل يشتري الوقت, كانوا يأمرون اساطيلهم بالضرب كما فعلوا مع صدام حسين في العراق, ومع طالبان والقاعدة؟ أما الرئيس أوباما فقد حبس نفسه بوعوده الانتخابية وهي عدم استخدام الاساطيل والاكتفاء بالعقوبات السياسية و الاقتصادية, وقد وصل به الامر لان يخفض سعر النفط الى اقل من 60 دولار للبرميل لكي يزيد الضغط الاقتصادي؟ ولكن للاسف فان الانظمة الاستبدادية لا يهمها رفاه شعوبها, وهي تستطيع التعايش مع اقتصاديات معدومة تحكم وتقمع بالحديد والنار.
من الواضح بان اوباما غير مستعد لأن يخون وعوده الانتخابية ” صفر استخدام للقوة العسكرية” وهذا ما يستنتجه كل من بوتين والاسد والولي الفقيه, وهم يستغلون الوقت للحصول على تنازلات اميركية في ملفاتهم؟ وقد استطاعوا التقليل من خسائرهم في المستنقع السوري, ونجحوا في تجميد الاوضاع هناك دون حراك يذكر, ووضعوا الكرة في الملعب الاميركي حيث الجميع ينتظر حركتها التالية لاستغلال اي تحرك ضدها! فما الذي سيفعله اوباما في هذه الحالة؟
من البديهي ان تلجأ السياسة الاميركية, بتحريك الوضع في سوريا وجر الاطراف الاخرى لكي تبادئ بارتكاب الاخطاء, وقد قلنا سابقا بان حلم الاسد وبوتين والولي الفقيه و داعش والقاعدة هو ان ترسل اميركا اساطيلها الى سوريا لكي يتحد الجميع ضدها ويغرقوها بالمستنقع السوري كما فعلوا بالعراق, واميركا تعرف هذا.
من قرأتنا الشخصية لما يجري بالمنطقة فنحن نعتقد بان مهمة ديمستورا هي تجريد الاسد وبوتين والولي الفقيه من عامل شراء الوقت, ودفعهم للمبادئة بارتكاب الاخطاء لخوض “معركة حلب” لاغراقهم بها, لذلك قام بايهامهم بان خطته تحمل في طياتها صدى لافكار روسية وايرانية, ونحن نرى انه نجح بذلك, لان التحرك الاخير لنائب وزير الخارجية الروسي ” ميخائيل بوغدانوف” والذي كان يظن بانه يخدع الاميركان عن طريق توفير ثياب سياسية لخطة دي ميستورا لترسيخ بقاء الاسد بالسطلة, وتحويل الحل الى مجرد تشكيل حكومة وحدة وطنية في سورية بعد تقسيم المعارضة اكثر مما هي مقسمة؟ وهذا لن ترض به اميركا قط لانها تعرف بان بقاء الاسد ورقة بيد روسيا تستخدمها لاحقا بملف القرم هو ضد المصالح الاميركية.
السؤال هنا: كيف سيتصرف النظام السوري وحلفاءه ازاء خطة ديمستورا؟ بالتأكيد بالخداع والقبول بالحلول السلمية, ولكن على الارض سيسارعون بالمبادئة بمعركة حلب لكسب المزيد من المناطق الاستراتيجية من اجل تقوية شروطهم التفاوضية على اساس خطة ديمستورا!؟
ونحن نعتقد انه اذا بدأ النظام معركة حلب فهو بالتأكيد بلع الطعم ل” خطة ديمستورا” وهو يحفر قبره بيده ومعه حلفاءه لانه سيتم دفنهم هناك, لأن اميركا لن تقبل بان يبقى نظام الاسد ورقة تفاوضية بيد بوتين والولي الفقيه, والسؤال هنا هل تفهم المعارضة ما يجري وتقوم بخطوات سياسية تكتيكية تنتزع من خلالها اتقافية مع اميركا فيها كل مصالح الشعب السوري؟؟