ناصر الصرامي
نعم، نعم نحن محظوظون جداً بسقوط الإخوان – وأحزاب الإسلام السياسي – السريع لأكثر من سبب، وأولها أن يصبح ما سمي بالربيع العربي، ربيعا للإنسان العربي وليس شتاء طويل أو خريف دائم.
من تونس إلى مصر، وحتى حركي الداخل في اطارها-، اثبتت جماعة الإسلام السياسي، وفي مقدمتهم الإخوان، إنهم وجبات سياسية سريعة وعسرة وسيئة الهضم، بعد سنوات من العمل السري والصفقات والمناورات، وادخل العنف للضغط السياسي، نجح الإخوان في الوصول إلى السلطة، والإمساك بها من القمة بعد أن اختطفوا الثورات العربية، مقتنصين فرصتهم التاريخية للقبض على السلطة بكل السبل الممكنة واللا ممكنة.
لكنهم في ذات الوقت – وهذا لحسن الحظ طبعاً- أخفقوا بسرعة مذهلة، وخلال أشهرسقطوا في كل اختبارات السياسة والإدارة والاقتصاد والأمن، الحقيقة أنهم فشلوا في إدارة كافة الملفات، والأزمات الصغيرة والكبيرة، في سقوط كبير على كافة الأصعدة دون استثناء.
وأقول إنه من حسن الحظ جداً أن انكشفت ورقة التوت عن خرافة التنظيم الإخواني، والذي كان يقدم بطريقة الأساطير، لكن تاريخ صلاحيتها قصير جداً، كل ما احتاجته – أسطورة الإخوان – هو النزول من التنظير، أو المعارضة التامة والعامة إلى الواقع.
والحقيقة أن لا أحد من المراقبين كان يتوقع لهذه الجماعة أن تنجح في إدارة دولة أو دول، لكن لم يكن أحد من مناصريها أو الرافضين لها أو المعترضين عليها، أو حتى الحانقين عليها يتوقع أن تخفق بهذه السرعة المثيرة، والسعيدة أيضاً.
والحكم لا يحتاج للكثير من التحليل، بل جولة سريعة على الأخبار والأحداث والاحتجاجات والفوضى في تونس ومصر، وبشكل أقل ومختلف حول الأداء السياسي والاقتصادي في ليبيا، تؤكد وتبرهن أن الجماعة أخفقت في أول اختباراتها في كل الدول العربية التي وصلت فيها للسلطة أو جزء منها.
هذا طبعاً لا يعني الخروج من اللعبة السياسية، لكنه الكشف المبكر عن إمكانياتها الفكرية والإدارية بعيداً عن الشعارات الخيالية، والتفرد بالحكم.
وسقط معها شعارها الخادع “الإسلام هو الحل”، لنكتشف أن الجماعة هي المشكلة، وهي من يقود أكثر من بلد عربي نحو الفوضى والإعاقة، وفي نفس الوقت تمارس دور الضحية، إنها -الجماعة- أم المشاكل دون منازع.
وسقط معها التفويض باسم الإسلام كله، وإدارة الشعوب والدول بطريقة قديمة، تمنح نفسها تفويضاً غير قابل للمعارضة أو الحوار والنقد أو الرفض، من هنا ومن طبيعة فكر الجماعة والتنظيم السري والعالمي، وتركيبتها الإدارية وبرمزية المرشد، ولأسباب أخرى، نفرح بإخفاق الإخوان، وفشلهم في تصدر المشهد السياسي والتفرد به.
فالتجربة الإخوانية التي كانت تتجه إلى محاكاة نموذج الثورة الإسلامية في إيران، وحاولت استنساخها وتعريبها سياسياً. لم تدرك أن الوقت تغير والأدوات اختلفت، كم نحن فعلا محظوظون ببداية النهاية السعيدة لسقوط الإخوان. وعودة الساحـة السياسية إلى بداية ووضع تعددي طبيعي، يضع كل تيار في إطاره السياسي المستحق وتحت الضوء..
* نقلا عن صحيفة “الجزيرة” السعودية
ماقا ودل : لو قامت الثورةالخمينية اليوم في إيران ، لضربها الشباب ألإيراني خاصة بألف حذاء ، ولما عمرت بأكثر مما هى عليه في باقي بلدان المنطقة ؟، ويبقى السؤال الجوهري متي سيتعض هؤلاء المنافقون ودجالو العصر ؟