هل نحن شعب همجي؟

daiishdestroyninawaارجو الا يكون سؤالا استفزازيا،فهناك الكثيرون ممن سيستل سيفه ويحاربني وما درى انه يحارب طواحين الهواء.
السؤال طرحه احد الوزراء الكبار بالدولة في جلسة خاصة ،ولولا خوفي من مدحت المحمود وتهمة التشهير لذكرت اسمه بالكامل وتاريخ ميلاده وتاريخ هروبه من الخدمة العسكرية.الوزير تناول الامر من زاوية ان هذا الشعب لايريد الخير لنفسه ولكني سأطرحه من قناعات شخصية ربما تكون خاطئة.
* هناك مليون مفقود عراقي مابين اعوام 2004 و 2014 وذولة ايتها السيدات والسادة لهم عوائل واولياء امور واقارب يتعدى رقمهم المليون.ولو تظاهر نصف او ربع او اقل من الثلث من هؤلاء مطالبين بالكشف عن معلومات المفقودين لأستطاع البقية ان يتنفسوا الصعداء قليلا ولكننا شعب همجي حرمة الدم عندنا لاوجود لها الا حين يتعلق الامر بالفصل العشائري حينها يجلس الموقر رئيس العشيرة ويعدّل قليلا من عقاله ويكر سبحته ويصلي على النبي وتبدأ جلسة المفاوضات الدولارية.
*مشعان الجبوري نائب في البرلمان ولم يستطع حتى هذه اللحظة معادلة شهادته الاعدادية ولم تقدم الجهات المعنية في البرلمان على أي اجراء لطرده من هذه القبة.اتدرون لماذا؟لأننا شعب همجي نصفق للذي يعطينا او يخيفنا أكثر.
* هناك اكثرمن 30 ميليشيا مسلحة كلها تقاتل باسم صاحب الجلالة رب العزة،ورب العزة جالس يتفرج على جمهور الشعب العراقي فقد ادرك ان هذا الشعب همجي.
* التفجيرات التي حصلت في باب المعظم امس الاول قالت بالفم المليان (ترى ياناس ماكو امان في بغداد ولا في بقية المحافظات لأنكم شعب همجي تستحقون الانقراض كما الديناصورات).
* فتاة عراقية كانت ترقص في الشارع ابتهاجا بفوز الفريق العراقي على الفريق الايراني مؤخرا فجاءتها رصاصة لترديها على الفور لأنها تجرأت واعلنت عن فرحتها بهذا الفوز على اولاد العم ولم تعلم ان هذا الشعب همجي حد النخاع.
* تظاهر المئات من العراقيين في ساحة التحرير قبل يومين تضامنا مع الحوثيين ولكنهم لم يتظاهروا ابدا لمقتل 1799 جندي في مجزرة سبايكر لأنهم ببساطة شعب همجي.
* بلعت داعش الموصل وثلث مساحة العراق ولم يصدر منّا الا التنديد والاستنكار والشجب والحسرات على ماهو فات والبكاء على ماهو آت لأننا شعب …استغفر الله العظيم،اخاف من التكرار حتى لايقال ان التكرار يعلّم الحمار.
* هناك حرب ضروس بين الكتل السياسية كلها، وكلهاعلى حساب الدم العراقي الذي ينزف يوميا بلا انقطاع ولا ترمش لنا جفن لأننا شعب همجي.
*اكثر من مليون امرأة ترملت ولا واحدة منهن خرجت تهلهل بالشارع و(تحشم)الناس الا فيما ندر ومن وسط المثقفات القليلات.
*معلم يضرب طالبا فتقوم قيامة الاعلام ومئات من موظفي الخدمة العامة يسرقون عينك عينك وهيئة النزاهة تكدر بس على أمي.
* ماذا اقول بعد،القلب ينبض بالحنين الى دجلة الخير وشعبنا نصفه جوعان وربعه لايحصل على الاعانة الاجتماعية الا ب(طلعان الروح)والربع الاخير سلّم امره الى الله وجلس على حافة النهر ينتظر ومابدلوا تبديلا.
* كل الميليشيات تعمل لحساب الله وكلهم سرقوا وفرهدوا تكريت وروعوا اهلها باسم الله ايضا.
فاصل انتحاري: ماقاله هشام السهيل رئيس لجنة المساءلة والعدالة البرلمانية يعتبرنكتة العصر “الامانة العامة لمجلس الوزراء لم تجب على الكتاب الذي وجه إليها من لجنتنا حول وصول اربع نسخ لقانون المساءلة والعدالة الى مجلس النواب الاسبوع الماضي نجهل الجهات التي ارسلت المسودتين الاولى والثانية الى البرلمان واكدنا على ضرورة وضع الامانة العامة ملاحظاتها ومقترحاتها في كتب رسمية مختومة وموقعة وليس على ورقة بيضاء اعتيادية “.
ارجوكم الضحك ممنوع على الامانة العامة لأنها امانة مو باص مصلحة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.