أقلام القراء / أبو عبدالله: اسرائيل تتكلم بالعربية
إن ما يحدث في العراق ويحدث في المملكة العربية السعودية ودول العالم العربي والإسلامي و العالم أجمع يدعونا أن نسأل هل التاريخ يعيد نفسه، هل ما كان يحدث من خلافات بعد وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه نراه الآن وهل كتابة التاريخ الإسلامي بالذات بعد وفاته كتبت بطريقة صحيحة أم لا، لو استرجعنا ما حدث بعد وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه من خلاف بين المسلمين والانقسام والفتنه التي حدثت بين سيدتنا عائشة رضي الله عنها وسيدنا علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه على يد يزيد بن معاوية، وعبد الله بن الزبير على يد عبد الملك بن مروان وانتقال الخلافة من الدولة الأموية إلى الدولة العباسية, والقتل الذي حدث في الأمويين من قبل العباسين، والفتوحات الإسلامية التي حدث في تلك العصور هل فعلاً كانت فتوحات أم استعمار، وظهور دول كثيرة ( المماليك _ الحمدانية _ والموحدين _ والفاطميين )، حتى ظهور الخلافة العثمانية، والحروب الصليبية التي سميت بهذه التسمية لأنها قامت بدافع ديني، والدعوة الإسلامية التي تختلف عن الفتوحات, والتي بسببها نرى بلد مثل إندونيسيا لديه مائتين وخمسين مليون مسلم، ودول الاتحاد السوفيتي السابق كازخستان وأوزبكستان، والبوسنة والهرسك في وسط أوربا كلها دخلت الإسلام بفضل الدعوة، كل هذه الأمور المتشابكة تدعونا إلى نسأل هل كتب التاريخ الإسلامي بطريقة نزيهة، هل المسميات سميت من خلال منظور ديني أم سياسي، هل الفتوحات الإسلامية كانت فتوحات أم استعمار، ألم يصل الإسلام إلى دول أخرى عن طريق الدعوة ورحلات التجار.
ماهي العلاقة بين الفتوحات الإسلامية وحرب التحرير الأمريكية للعراق؟
احتلال عربيعندما نرى الحجج التي قدم بها الأمريكان إلى العراق والتي وصفوها بأنها حرب التحرير ونشر الديمقراطية والعدل, في هذه الدولة(العراق) التي مثلت دائماً في تاريخ الإسلام خط فاصل بين العزة والانكسار، ونتذكر الفتوحات الإسلامية التي كانت تقوم على نشر الدين الإسلامي، ولأن الديمقراطية لدى الأمريكان تعتبر الدين والعقيدة الأولى نستطيع أن نتخيل الشبه بين النموذجين، فريق يريد نشر الدين وفريق يريد نشر الديمقراطية، ولكن هل النية والقصد مكتفية ب هذان الأمران من المؤكد لا، فالفتوحات الإسلامية كانت بجانب الدين تهدف إلى التوسع والحصول على موارد اقتصادية والجزية التي كانت تدفع لخزينة مال المسلمين، وكذلك الحرب الأمريكية علىأفغانستان و العراق لا تستهدف نشر الديمقراطية فقط، بل من أجل الحصول على ثروات العراق والنفط، وفي هذه المعادلة نكون قد وصلنا إلى نتيجة واحد في كلا الحالتين، الدول الإسلامية = الجزية، وأمريكا = النفط، الحربين قامت باسم واحد الفتوحات والتحرير من الجهل والظلام، وكلها كانت تهدف إلى الجزية والنفط، وتسميتها كانت تختلف بالنسبة للفريقين في تلك الأيام كانت يُنظر للفتوحات الإسلامية من أصحاب البلدان المستهدفة استعمار، والعراقيين ينظرون لحرب التحرير الأمريكية استعمار!
عندما نثير هذه الأسئلة الشائكة وبالخصوص حول الفتوحات الإسلامية لا نقصد بها الفترة التي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بل بعد وفاة سيدنا علي رضي الله عنه بالتحديد، وبدأ الخلافات بين المسلمين والانقسام والدول والنزاعات التي حدثت فيما بعد، ونملك كل الحق أن نسأل عن ذلك لأنه في يوم من الأيام كان لدى المسلمين ثلاثة خلفاء فالأمويين يدعون الخلافة، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنه وأتباعه يدعون الخلافة، والخوارج أيضاً يدعون الخلافة، وهناك تسعة عشر دولة تكونت في التاريخ الإسلامي تدعي أنها أهل الخلافة وأنها من يطبق الإسلام، وهنا محور الخلاف أن الاختلاف كان بين المسلمين والأهداف والغايات اختلفت وتغيرت ولم يكن الدين المحرك الأساسي لهم بل أهداف سياسية محضة، ومطامع دنيوية، فلماذا نبيح لأنفسنا ما نحرمه على الأخريين، ثم ألم تصل الدعوة الإسلامية إلى ما وراء البحار بفضل اللسان والعقل أكثر من السيف؟!
المسميات؟
أهل السنة والجماعة، الشافعية، المالكية، الحنبلية، الحنفية، الوهابية، الشيعة، الصوفية، المعتزلة، الرافضة، الأشاعرة، الفاطمية، الموحدين، الأمويين، العباسين، المماليك، الفارسية، والكثير جداً من المسميات تنطلق على من يتبعون مذهب ما و أو دولة ما، رغم أنهم جميعاً يؤمنون بإله واحد، ورسول واحد وكتاب واحد وهو القران، والمسميات هذه لم تطلق من أجل الدين فقط أو الاختلاف في طريقة العبادة بين الفرق المختلفة، فالوضوء عند المسلمين واحد والعقيدة واحدة و إن كان هناك اختلاف فهو ليس إلا ببعض المسائل الفقهية، أما بالنسبة للشريعة فكما قال ابن رشد أنها تنبع من العقل، وأنا أرى أن العقل يفكر ويستنبط ويستنتج من القران فلماذا انتشرت هذه المصطلحات بين المسلمين، ويتم تسويقها في أحاديث الشيوخ ومنابر الخطباء؟! من المؤكد أنه ليس بدافع ديني وتحذير فقط، بل من أجل خدمة توجه ديني واحد، فلكل توجه من التوجهات السابقة يحاول أن يبين خطر التوجه الأخر بإطلاق اسم يثير ويحرك الناس دينياً، وأن الفريق الآخر لا يتحرك ولا يتحدث من وجهة نظر إسلامية بل من وجهة نظر شيخه، حتى يظهر للعامة أن هذا الفريق يشُرك مع الله ورسوله شريك أخر، ويجب الحذر من التعامل معه، وسبب هذا التسويق أو الدعاية الاحتفاظ بأكبر عدد من الناس في فريقه حتى يشكلون لتوجهه الديني فريق ضغط على الحكومات وتحقيق المكاسب المادية من وراء العامة المغفلين في نظرهم، خاصة وأنهم لا يتحاورون مع الجماعات الأخرى إلا في مواضيع معينه وكلا الفريقين يحرص أن لا يتحاور إلا في هذه القضايا حتى لا يصل الحوار إلى نتيجة تجعل كلا الطرفين يخسر من مؤيديه وفريقه ويُفضح، فالمصلحة بين من يسيرون عقول البشر واحدة هي أن تبقى هذه العقول مخدرة في أمر واحد هو نصب العداء للفريق الأخر، وتناسي أننا أمة واحدة تقول لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.
إن كنا نتهم أمريكاأنها تكيل بمكيالين، وتستخدم منطق العصا والجزر، فأعتقد أن من المنصف وحتى نعيد تماسك أمتنا أن نعترف بأخطائنا، ونقول أن ما تفعله أمريكا درسته من تاريخنا ، و أن لا نناقض أنفسنا ونقول لا يدخل الكفار جزيرة العرب، ونحن أهل جزيرة العرب نسافر للتعلم لديهم والعمل والتجارة