طلال عبدالله الخوري 28\3\ 2015 مفكر دوت اورج
يستذكر قائد القوات الأميركية في العراق السابق “ديفيد بترايوس” انه في عام 2008، اشتبكت االقوات الأمنية العراقية والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران مع قوات التحالف, وفي خضم القتال، نقل له مسؤول عراقي رفيع المستوى (يعتقد كاتب المقال انه المالكي) رسالة من قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني تقول: “الجنرال بترايوس، يتعين إحاطتكم علما بأنني أنا، قاسم سليماني، المحرك الفعلي للسياسة الإيرانية حيال العراق، وسوريا، ولبنان، وغزة، وأفغانستان”, لكي يفرض عليه التعامل معه مباشرة, فرد عليه بترايوس عن طريق نفسه (المالكي) بالمثل الانكليزي ” فليسحق الرمال”, والذي يقابله المثل العربي” فليبلط البحر”.
تفاخر الولي الفقيه بقدرات “رامبو ” ايران “قاسم سليماني” العسكرية وذكائه الديناميكي وكأنه “أسطورة المهدي المنتظر”, ولكنه الان في حالة يرثى لها وكأنه يعمل بنصيحة بترايوس في “تبليط البحر” مثيرا للشفقة وخاصة بعد ظهوره بلباس القتال ملتقطاً الصور في الخطوط الأمامية للقتال, فلقد تم اخراسه في العراق على جبهة تكريت يستجدي المساعدة الاميركية, وفي سوريا، تمت خوزقته في شمالها وجنوبها, ادلبها وبصراها.
ما نريد ان نقوله في هذه السطور بانه على المعارضة السورية المسلحة ان تتعظ من مهمة “تبليط البحر” الشاقة والتي لا تنته قط, وكما قلنا في السابق لن تنتصر المعارضة السورية المسلحة في اي شبر الا اذا ارادت اميركا ذلك من اجل ارسال رسالة محددة لنظام الاسد وحلفائه, وايضاً لن ينتصر النظام وحلفائه بشبر واحد في سوريا الا اذا ارادت اميركا ان ترسل رسالة للمعارضة المسلحة, وكذا هو الامر بالنسبة ” لعاصفة الحزم” السعودية والتي لا شي فيها سعودي الا المرسال كما هو حال المالكي العراقي في نقل الرسائل بين بترايوس وسليماني, فهي مجرد رسالة اميركية لايران التي تفاوضها على ملفها النووي, فمن المعروف بأن ايران امتدت بالمنطقة في سوريا ولبنان والعراق واليمن من اجل ان تحصل على اوراق تفاوضية في ملفها النووي مع اميركا, ورسالة اميركا بعاصفة الحزم هي: بان كل اوراقك ايها الولي الفقيه لا تساوي قشرة بصلة بالنسبة لاميركا الدولة العظمى الوحيدة, وفي نهاية كل هذه المشاكل التي خلقتها ايران منذ بداية ثورتها الخمينية عام 1980, وحتى النهاية لهذه المشاكل والتي لا ندر متى ستكون هي كالتالي: تدمير كل مشروعها النووي عن بكرة ابيه نهاية مغامرة الثورة الاسلامية وفكر ولاية الفقيه, واعادة ايران اقتصاديا للخلف مئات السنين فقط لاغير.
نفس الرسالة نوجهها للجناح العسكري من الثورة السورية, لا تبلطو البحر او تطحنوا الرمال كما يفعل سليماني والولي الفقيه وأيمن الظواهري زعيم القاعدة, فعندما تنتهي الازمة السورية, لن يحصل المسلحون فيها على اي ميزة, وستعمل اميركا بان تبقى سوريا فقط للسوريين اللذين يريدون ان يبنوا وطنهم بسلام من دون الاسد وشبيحته وحلفائه ومن دون المسلحين الاسلاميين المتشددين أيضاً, وغير هذا الحل لن يكون مقبولاً من الدول العظمى, فلماذا لا تختصرون الطريق على اهلكم وترحموهم من مزيد من القتل والدمار والنزوح, وتفاوضون اميركا على حل يجمع كل السوريين ويضمن لهم مصالحهم الوطنية بالعيش المشترك لمستقبل فيه الرفاه الاقصادي والتقدم.