هل صحيح لدينا هيئة نزاهة؟

iraqbigestthiefهل صحيح لدينا هيئة نزاهة؟
ولا اللي اختشوا ماتوا.
طيلة الاربع وعشرين ساعة الماضية اردت ان احصل على دليل يثبت ان هيئة النزاهة لها علاقة بالنزاهة.
وبعد ان قلبت الامر على جوانبه وهي كثيرة وجدت احتمالين،فاما ان يكون اعضاء هذه الهيئة بلغوا درجة كبيرة من البلاهة بحيث رفعوا شعار(الدين ممنوع والعتب مرفوع) او انهم يتبارون من اجل ان يتذكرهم الناس ليس الا.
هذه الهيئة تبدي استغرابها من تلكؤ تنفيذ الابنية المدرسية منذ العام 2011.
لماذا هذا الاستغراب؟لا أحد يعلم.
القاصي والداني يعرف تماما ان حال الابنية المدرسية يشبه حال الرجل الهرم الذي بلغ من العمر عتيا ومازال يصارع من اجل البقاء.
الكل يعرف ان البلد بحاجة الى اكثر من 2000 مدرسة لتحل محل عدد من المدارس بعضها آيل للسقوط وبعضها الآخر انتهى عمره الافتراضي،اما مدارس الارياف فلا تحتاج الا الى اللطم وندب الحظ في هذا الزمن الاغبر.
ويبدو ان (عرضحالجي) الهيئة معجب جدا ببعض العبارات القريشية فقد ذكر ان حال الابنية المدرسية في العراق “لا يسرّ عدوا ولا حبيبا”.
وبعد هذه الديباجة تعلن الهيئةاستغرابها من عدم اطلاع مسؤولي عدد من المديريات التابعة للتربية على تقاريرها السابقة والتي كشفت تعطل أكثر من 1000 مدرسة كان من المزمع اقامتها في عموم محافظات العراق منذ عام 2011.
ياسيادة الهيئة،هل من المعقول ان تنتظروا اربع سنوات لتخرج هذه الدرة المليئة بالاستغراب بالامس فقط أم انكم من جماعة كتابنا وكتابكم؟.
ماجدوى وجودكم اذا لم يكن فعالا؟.
آه فهمنا،ستقولون الله يلعن المحاصصة فهي سبب الكوارث، وربما يخرج احدكم على احدى الفضائيات ليردح بالوطنية اولا ثم الحرص على الجيل الجديد ثانيا ثم يخرج من الاستديو مع حمايته الى البيت ليتعشى (باميا وتمن)وينام قرير العين.
وورد في التقرير الاستغرابي “كانت الظروف الأمنية التي واجهتها البلاد وعدم وجود ميزانية مالية لعام 2014 والإجراءات الروتينية المتبعة في شطب الأثاث والأجهزة التالفة وعدم وجود صلاحيات صرف لمدراء المديريات وعدم التزام المصارف الأهلية بوعودهم للوزارة أسباب أخرى ساقها المسؤولون في المديرية العامة للتخطيط التربوي/ مديرية الأبنية الحديثة والإدارة المركزية لمشروع الوزارة رقم (1) اثناء لقائهم فريق هيئة النزاهة الاستقصائي”.
لا ايتها الهيئة الموقرة،ليست هذه الاسباب بل هناك سببين لاثالث لهما،الاول هو اللفط والسرقة وثانيهما اتاحة الفرصة امام اصحاب الكروش لامتصاص ماتبقى من قوت الشعب عبر انشاء مدارس اهلية.
اما تستحون على حالكم حين تشيرون الى ان وزارة التربية نفذت عددا لابأس به من المدارس الطينية وشخصت عددا من المدارس الاخرى الآيلة للسقوط؟.
اولاد الملحة يشيرون عليكم بالتدرب على يد زوجاتكم او امهاتكم من اجل ان تتعلموا كيفية تقشير الكوسة فهذا على الاقل عمل مثمر بدلا من “النزاهة”المسخرة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.