هذا الشعار ( لا غالب ولا مغلوب )، كان أول من أوحى به وطرحه الانكليز، وقد شعرت حينها في مؤتمر انطاليا الأول بعد الثورة بشهور قليلة، أن في الأمر مظنة ، فقلت حينها للمندوب الانكليزي الذي لا أعرفه في هذا المؤتمر عندما كنا نقوده قبل ابعادنا عن قيادته من قبل الأخوان المسلمين ودعم تركيا لهم على اعتبار أن المؤتمر يعقد في مدينة تركية (أنطاليا )…
فقلت للمندوب الانكليزي يومها، إذا كنا سنقتنع بهذا الشعار (لا غالب ولا مغلوب) …فلا داعي للثورة بالأصل، ولا أظن أن الشعب السوري يعيش أزمة نفسية (الانتحار وقتل الألاف منه منذ البداية)، ليعود ويتصالح مع النظام الأسدي وكأن دماءنا مزحة ولعبة، أي كأن هناك سوء تفاهم بينه وبين نظامه الإجرامي القاتل، وأننا ننتظر من الانكليز والمجتمع الدولي أن يتدخل ليصالحنا …!!
مرت فترة ما يقارب بضعة شهور، وإذا بالبورجوازي (التكنوقراط) الذي له أسهم في الجامعة الأمريكية ( الأصفري ) الذي نسيت اسمه الأول ، يدعو المعارضين للقاء مع الخارجية البريطانية بوساطته الشخصية، وفعلا حدث هذا اللقاء الذي دعينا له تحت شعار أن لا ننتظر ليجعل بشار الأسد من سوريا ترابا …..
حدث هذا اللقاء بحضور عدد من الشخصيات الوطنية السورية المعارضة دون معرفة مسبقة صريحة علنية بهذا الشعار حتى أعلنه صاحبه ( الأصفري) مباشرة في مؤتمر دايفوس وعلى الإعلام، تحت صيغة أنه يرفض انتصار أحد أطراف المواجهة في سوريا بين النظام الأسدي والثورة الشعبية الديموقراطية السلمية قبل أن تتسلح، وأنه يدعو لشعار ( لا غالب ولا مغلوب ) …
طبعا رفضنا هذا التوجه كما ورفضنا حضور مؤتمره فيما سمي بمؤتمر القاهرة ( التحالف الديموقراطي ) الذي عقد من أجل ارسال كتلة تمثيل للرجل االتقنوقراطي (أصفري) يرأسها ( ميشيل كيلو) رجل المؤتمرات والبيانات والبلاغات والتعهدات والتوكيلات الحزبية والسياسية ……والرجل (كيلو) ذهب للإتلاف مع عدد من وكلائه وزبائنه، ولا يزال حتى اليوم في الإئتلاف كتمثيل طائفي أقلوي مطلوب فرنسيا في تمثيل المعارضة …
مفاجأتنا اليوم أننا نسمع من ممثل الإئتلاف في برنامج (“بانوراما”على العربية ) أن المعارضة (الإئتلافية ) هي التي تتبنى شعار ( لا غالب ولا مغلوب )، لكن النظام الأسدي هو المتعنت الذي لا يقبل المصالحة على أساس هذا الشعار، وذلك رغم أنه قتل مليونا من الشعب السوري وهجر نصفه ودمر أكثر من نصف سوريا، وقد فاجأنا أن هذا الداعية السلمي الإئتلافي ( رئيس أو نائب رئيس الإئتلاف) الداعية لهذا الشعار الذي يتملص منه النظام الأسدي، أن كنيته (مروة ) ولا نعرف في سوريا شخصية سورية تنتمي لهذه الكنية أو عائلة بهذه الكنية في سوريا ،حيث وفق معرفتنا بهذه الكنية هي كنية لبنانية (شيعية ) مستهدفة من قبل حزب اللات، قتل الحزب مفكرها ومفكر لبنان والعالم العربي، والمفكر الكبير التنويري العربي، الشهيد ( حسين مروة ) منذ أكثر من ربع قرن بوصفه شيعيا عربيا يساريا منشقا على الطائفية الشيعية الإيرانية لحزب اللات، والثاني هو المفكر والقائد السياسي (كريم مروة ) القائد الأبرز مع جورج حاوي للحزب الشيوعي اللبناني والمقاومة اللبنانية …وهو مع حسين مروة خارج حزب اللات الطائفي الشيعي الإيراني الذي قتل الأول ويستهدف الثاني ..
من حسن الحظ أن مديرة برنامج (بانوراما السيدة منتهى الرمحي)، قد شفيت كفلسطينية من مرض (المقاومة والممانعة الأسدية والحزب اللاتية والإيرانية)، حيث اعتمدت في برنامجها على السيد اللواء الأردني الصديق الصميمي للثورة السورية (فائز الدويري ) ليتحدث باسم صوت الثورة السورية، متجاهلة في خاتمة هذا البرنامج (الصوت المخنث) لهذا الممثل (الفلكلوري العجيب المتفائل المبتسم دائما وأبدا، كوجه منتصر ابله أبدي للإتلاف المعارض (مروة )، الذي كان يتحدث بإدانة متحمسة منتصرة سياسيا وواثقة من نصرها بضحكة بلهاء تجاه النظام الأسدي (المتعنت المتشنج)، أي ضد النظام الأسدي الرافض للحل السياسي والسلمي !!!
الرافض لشعار ( لا غالب ولا مغلوب ولا منتصر ولا مهزوم ) إلا الله …. ولا حول ولا قوة إلا بالله …على هذا التمثيل الركيك البائس للمعارضة التي ترتقي بروحها الثورية العظيمة من خلال مقاتليها وثوارها إلى السماء كما تفعل اليوم بحلب …وهي صاعدة إلى سماء ونجوم سوريا لتقتطفها في علياء سموها …