طلال عبدالله الخوري 23\9\2017 © مفكر حر دوت اورغ
الخبر يقول بأن الصين ستصدر عقود نفط خام مقيمة باليوان الصيني القابل تحويله إلى ذهب, ستعرض أمام صناديق الاستثمار الأجنبي وبيوت التجارة وشركات النفط، وستكون مدرجة على بورصة شنغهاي الدولية للطاقة, وقد بدأت البورصة في تدريب المستخدمين وباختبارات نظم التشغيل, كخطوة لاحقة لاعتماد الإيوان كعملة عالمية من قبل صندوق النقد الدولي التي جرت في أكتوبر 2016. وسعيا منها لرفع قيمة اليوان والحفاظ على استقراره كعملة دولية، رفعت الصين احتياطاتها من الذهب لتتجاوز 4000 طن خلال شهر يونيو الماضي، وهذا يضعها في المركز الثاني عالميا من حيث حجم احتياطيات الذهب بعد الولايات المتحدة الأمريكية .. والسؤال الحيوي هنا, هل ستؤثر هذه الخطوة على الدولار والاقتصاد العالمي عامة والاقتصاديات النفطية العربية والخليجية بشكل خاص؟
كنا قد نشرنا قبل أربع سنوات مقال (تجدونه على الرابط التالي: هل هو سقوط للدولار ام لفيسك؟ ) نرد به على هراءات الصحفي اليساري البريطاني روبرت فيسك, في مقاله سقوط الدولار(تجدونه على الرابط التالي: (مصرع الدولار), حيث ادعى به ” بان الخليج العربي يقوم بالتخطيط , جنبا إلى جنب مع الصين وروسيا واليابان وفرنسا , لإنهاء تعاملها بالدولار الأمريكي عند بيع النفط ، والإنتقال بدلا عن ذلك الى سلة من العملات الأجنبية بما فيها الين الياباني , اليوان الصيني ، واليورو , والذهب ، والعملة الجديدة الموحدة المزمع تداولها في دول مجلس التعاون الخليجي العربي ، وشملت هذه السياسة .. المملكة العربية السعودية , أبو ظبي , الكويت , وقطر” انتهى الاقتباس… وقلنا وقتها بأن قوة العملة هو ليس قراراً سياسياً تتخذه أي دولة, وإنما خياراً تسويقياً يعتمد على قوانين السوق في العرض والطلب, وبنهاية الأمر فإن الدولة التي يوجد اقبال على منتجاتها في الأسواق العالمية هي العملة التي تكتسب قوة ومكانة عالميتين, وقلنا بأنه لا يوجد اقوى من المنتجات الأميركية في الأسواق وبناءا عليه سيبقى الدولار هو العملة الأكثر وثوقا مادامت المنتجات الأميركية هي الأكثر طلبا في العالم… وكان قد اعطى فيسك في مقاله الانف الذكر 9 سنوات على موت الدولار, أي عمليا في العام القادم 2018.. ولكن ما زال الدولار يزداد قوة مع زيادة قوة الطلب على المنتجات الأميركية مقارنة بما تنتجه كل دول العالم مجتمعة.
برأينا, فلقد حاولت الصين لعدة سنوات على إصدار عقود نفط آجل مقوم باليوان، لكنها فشلت في ذلك بسبب التأجيلات المتعددة وخوف المستثمرين من عملة الإيوان.. أما خطوتها الأخيرة بربطه بالذهب, فستكون خطوة مدمرة للاقتصاد الصيني وهذا ما سيحصل بالأسواق:
عندما تشتري الصين كمية كبيرة من الذهب من اجل دعم اليوان, سترتفع قيمة الذهب وسينخفض سعر الدولار, وستضطر الصين ان تدفع في كل اونصة ذهب, لنقل, حوالي 10 دولارات زيادة عن سعرها السوقي… الآن: عندما تأتي الشركات النفطية التي باعت نفطها بالين المغطى ذهباً, لكي تحصل على مقابله ذهباً, لكي تشتري به ما تحتاجه من سلع أميركية, ستزيد كمية الذهب بالأسواق, مما يؤدي الى خفض قيمة الذهب وارتفاع سعر الدولار , وهنا أيضا ستخسر الصين مقابل كل اونصة ذهب حوالي 10 دولارات … وتستمر هذه العملية بشكل تصاعدي حتى يتدهور سعر اليوان ويتدهور معه الاقتصاد الصيني… لذلك نحن نقول بان هذه اللعبة خطيرة, واي مختص بعلم الاقتصاد يعرف هذا, لدرجة بانني شخصيا لا اصدق بان الصين ستقوم بمثل هذه الخطوة لانني منتأكد بان في الصين علماء بالاقتصاد رفيعي المستوى ولن يقوموا بمثل هذه الحماقة المعروفة العواقب والموثقة بكتب مبادئ علم الاقتصاد.
ثانياً: قبلها قد سعت الصين لجعل اليوان عملة دولية يمكن من خلالها إجراء التبادلات التجارية وتسهيل التجارة البينية مع دول العالم اعتمادا على توفير منصات مباشرة تربط بين اليوان الصيني وعملة الدولة التي يتم التداول معها بشكل مباشر بدون وجود عملة وسيطة كالدولار. .. وهذه الخطوة أيضا فشلت فشلا ذريعاً, لان الدول التي باعت باليوان الصيني والعملة المحلية لا تستطيع ان تتبادل الا اذا كانت قيمة السلع المتبادلة متساوية بقيمتهم السوقية!! ولكن ما الذي سيفعلونه عندما يكون هناك فارق كبير في قيمة السلع المتبادلة؟؟؟ عندها ستفشل هذه العملية! وهي بالفعل قد فشلت وعادت الصين وجيرانها لكي يستخدموا الدولار.
برأينا الشخصي والذي قلناه سابقا, طالما ان الدولار يحل مشاكل التبادل في الأسواق العالمية وهناك ثقة به فسيظل العملة المعتمدة عالميا ولا داع لتغييره… والطريقة الوحيده لموت الدولار هو عندما يذهب الناس لكي تشتري به سلع من الأسواق ولا يتم قبوله, وبغير ذلك سيظل الدولار العملة المعتمدة من قبل الأسواق في العالم.. ومن يقول بانه مجرد ورقة خضراء ملونة تكلف سنتات, نقول له بانك تستطيع باي وقت ان تبدل هذه الورقة الملونة الى عقار منزلي او أراض اوغذاء وطائرات وآليات .. وطالما ان المستهلك قادر على ذلك فسيظل يثق بالدولار وبالدولار فقط اكثر من أي عملة أخرى
١: ربما تصدق هذه الفرضية اذا إستمر إعتماد الدول العملاقة على النفط وربما تنجح لعشرة سنوات ، حيث معظم الدول وحتى الفقيرة منها ذاهبة للاعتماد على الطاقة النظيفة (الشمسية والكهرومائية) ففي اليابان مثلا عدد المحطات الكهربائية يفوق عدد المحطات النفطية ؟
٢: وأخيراً …؟
متى ما نافست البضائع الصينية البضائع التايوانية وليس الألمانية واليابانية نقول أيضاً لربما تنجح ، سلام ؟