رأي أسرة التحرير 19\1\2016 © مفكر حر
كما قلنا سابقاً, فإن بوتين يسابق الزمن, من اجل ان يظهر نفسه كلاعب دولي يصنع السياسة العالمية, وقد استثمر الكثير من الجهد والمال والتضحيات البشرية في سوريا من أجل ذلك, وهدفه الحالي هو ان ينجح مؤتمر الأستانة بتثبيت وقف إطلاق النار الشامل في سوريا الغير منقوص, ولكن هذا الهدف المرحلي للسياسة البوتينية يتعارض كلياً مع الاهداف والمصالح الايرانية ومصالح نظام الأسد أيضاً, وسيحاولان بشتى الوسائل تعطيل المؤتمر وإفشاله, من جهة ثانية هناك المخابرات الأميركية السي اي ايه, ايضاً يهمها بأن لا ينجح بوتين بأي شئ, ونحن نجزم بأن الانتصارات الأخيرة التي حققتها داعش في دير الزور وتدمر كانت بضوء أخضر من السي اي ايه, فيكفي لها بان توعز الى أحد عملائها هناك بان تقوم بهذا الهجوم بعد ان تسرب لها المعلومات الاستخباراتية اللازمة والأسلحة والمخططات الحربية المدروسة بغرف عمليات السي اي ايه عن بعد ومن دون اي مشاركة مباشرة, فهذا كاف اجل ان يتحرك داعش ويقوم بإفشال الخطة الروسية.. اذا هناك الفصائل السورية المسلحة المرتبطة بأردوغان والتي تريد انجاح المؤتمر لكي تجني ثمرات مشاركتها به, ومن الجهة الاخرى هناك الفصائل الممولة من السعودية والخليج والتي يهمها ان لا ينجح مؤتمر بوتين واردوغان, ومن جهة اخرى هناك ايران والنظام ايضا غير مسرورين من هذا المؤتمر… ما نريد ان نقوله من الصعب التصديق بأن مؤتمر الاستانة سيخرج بأي شئ مفيد على الاطلاق, وسيخرج بوتين بخفي حنين.