الاب سبيريدون طنوس كلنا شركاء
قرر مسيحيي سوريا في الداخل و الخارج خصوصا , ان يجتمعوا, فاجتمعوا متحدين باجماع قل نظيره, اجماعهم لم يجتمعوا فيه بل تركز على ان يعمقوا الخلافات و يوسعوا الهوة فيما بينهم, على ان ان يخونوا بعضهم بعضا, و ان يشتم الواحد الاخر, لا و بل ان يتضاربون بالايادي و الحجارة و العصي, و الاهم هو اتفاقهم على تأسيس احزاب و تجمعات كثيرة, حتى بات يصعب احصائها, لقد انشقت الطائفة الواحدة , لا بل الرعية الواحدة الى مجموعات تتحارب من اجل الوصول الى اهداف لا نستطع ان نحللها او ندركها في سوريا المنشودة, هنا نتكلم عن هؤلاء المعارضين للنظام.
اما الطرف الاخر و هم عشاق بشار الاسد, اصبحوا يرفعون صوره بجانب الصليب, و يحاربون من اجل تمجيده, ضاربين بعرض الحائط كل ما يحدث على الارض من مجازر مروعة لم يشهد لها مثيل التاريخ المعاصر.
لقد نجح نظام الاسد من الاستفادة من الخلافات الموجودة اصلا بين الكنائس, و عمل على ترسيخ فصل المسيحي عن ايمانه, سيطر و تحكم في حياة الكنيسة بكل ما تعنيه الكلمة.
و لكن هل نظام الاسد هو السبب؟
دعونا نكون منصفين, و نشير الى الامور بشفافية,
انا لا ارى انه هو السبب, الا انه عرف كيف يستغل الاسباب.
سألت الكثيرين عن علاقتهم بالكنيسة , و مفهومهم لها, الا ان الصدمة كانت ان الاغلبية لا يدرك لماذا يجب ان ينتمي الى الكنيسة, و لماذا يؤمن بالاساس, و الكثير لا يريد الاعتراف بمسؤوليته في اضعاف الكنيسة, يتهمون الكهنة و كأنهم, هم قطيع يساق, و الحقيقة قبل الازمة في سوريا, المسيحيين هم الذين اضعفوا كنيستهم, و جعلوها مرتعا لرجال النظام.
و هم الذين كانوا يهددون و يحتمون بالنظام امام قرارات كانت الكنيسة تحاول اتخاذها.
لقد تعلم المسيحيون في الهروب من التزاماتهم الكنيسة المقدسة, و اصبحت الكنيسة مجرد رمز و مكان للهو في مكان , و تنفيذ المأرب في مكان اخر.
نعم لقد سقطت كلمة الكنيسة في سوريا, و الذي اسقطها هم المسيحين انفسهم, هم الكثيرين الذين اصبحوا متنفذين, هم الذين اختاروا الابتعاد عن الايمان, و تحريفه, و هرطقته
و الواضح انهم يريدون اسقاط الكنيسة بدل النطام
اما القلة المؤمنة, هي التي تتألم بصمت, تصلي و تصوم, و تحاول جاهدة الحفاظ على المقدسات الالهية, في حين الاغلبية, تاجروا بالكنيسة و مقدساتها
فلم يعد من الواقع, توجيه الاتهام الى الكهنة, لانهم من الشعب, فمنهم من هو من الاغلبية المهرطقة, و منهم من هم من ابناء الايمان الابائي , و هم القله, و هم الذين يحافظون على ما يمكن المحافظة عليه.