في الواقع السوري المتعدد المكون من عرقيات دينية مختلفة. لا حظنا بأن كل مكون أفرز هيكلية سياسية وعسكرية بطريقة ما لمشاركته بالثورة السورية أو لقمع الثورة السورية
أما لأسقاط النظام أو للدفاع عن النظام أو للدفاع عن هذا المكون نفسه في تدهور الأوضاع على الأرض حفاظاً على بقائه وامنه بالظروف التي تخلقها الصراعات.
وكان في البداية تماشياً مع الحراك السلمي شُكل الجيش الحر الذي أنطلق بصوت وأهداف وطنية وكان يجمع مكونات مختلفة منشقة عن صفوف النظام حاملاً قضية إسقاط عصابة الأسد التي هي طائفية في تشكيلها للبلد ويقف في صفوفها من مختلف العرقيات الدينية تدافع عنه بالطرق المختلفة.
وعبر تسلسل الأحداث وكثرة الروايات والاصوات والصراع بين أبناء هذه البلد. دخل معظم السوريين في مأزق. وهذا المأزق هو عدم قدرتهم للتوفيق بين الانتماء للوطن وللثورة التي بدأت بمطالب الحرية والعدالة وتشكيل نظام علماني ديمقراطي، وبين الانتماء للعرقية والدين والمذهب والقائد على حساب الوطن الذي يجمعنا. وهذا الخلل في الانتماء جاء على مستوى شعبي بمكونات مختلفة وأطراف سياسية وعسكرية تشكلت بالطرق المختلفة تتصارع فيما بينها.
وهذا الخلل في الانتماء يعود لأسباب كثيرة داخلية في بنية المجتمع السوري خلال حكم نظام استبدادي وبأساليب وعوامل مارسها في البلاد منذ استلامه زمام الحكم وثروات البلاد المختلفة. أو لأسباب خارجية داعمه ومتدخلة في الحراك والوضع السوري بطرق مختلفة مادية وإعلامية وخطاب مؤثر بالخارج لسوريين أو غيرهم
زهران علوش كان يُقمع في سجون النظام وهو أحد الشخصيات التي أخُلي سبيلها خلال هذا الحراك السوري وأصبح من القيادات التي شُكلت داخل المكون السني ورفع شعار الإسلام واسس جيش الإسلام ليستقطب هذه البيئة للقتال في صفوفه ويزجهم للتحرك بمشاعر عقائدية أكثر من مشاعر عقلانية ووطنية تصب في هدف التغيير الحقيقي لدولة تعددية ونظام ديمقراطي علماني حر
بل ذهب أيضا لخطاب ديني في عمله الثوري ولممارسة التسلط والاستبداد في اعتقال الناشطين في حقوق الانسان وتخاذله في الكثير من الأحيان مع النظام ولم يكن بتعاون إيجابي مع الأطراف الأخرى التي تحمل شعار اسقاط النظام بل كان ولائه للملكة العربية السعودية وللشريعة أكثر من ولائه لمتطلبات التغيير والوطن، والتعاون الإيجابي مع الفصائل الاخرى. وهذا ما افرزه الإسلام السياسي باختلافات قياداته في الجانب العسكري والسياسي عبر الثور الثورة السورية وافرز معضله كبيرة للأقليات الأخرى وخدم نظام أكثر في زيادة سيطرته وتأييده من قبلَ الدول الخارجية لهٌ.
زهران علوش بالرغم من وجود بعض التصريحات له كمحاربته ورفضه لتنطيم الدولة الاسلامية وشعاره بإسقاط النظام. ولكنه فرض نفسه واوجد نفسه واوجدته السعودية ليس كقائد ثوري حقيقي مثل قادة الثورة الفرنسية والأميركية
بل كقائد لدين وشريعة يريد أن يفرضها على الناس بالطرق المختلفة مستغلاً بنية المجتمع السوري التي مُورس عليها الجهل والتغييب الفكري والثقافي. ومستفيداً من دعم السعودية له بالإمكانيات العسكرية والمادية ليكون ليس أحد الأصوات الوطنية السورية التي تطالب بدولة ديمقراطية عادلة بل ليكون أحد الأطراف المنقادة من الخارج واداة تساعد في تحقيق التوازنات السياسية والمصالح في المنطقة وسوريا.
وهذا ليس فقط وضع زهران علوش بالقيادات العسكرية والسياسية المتمركزة والمزجة كعبء علينا في الواقع السوري بل هو شأن معظم المليشيات التي تُقاد من قبل العديد من الأشخاص استغلالً لبنية المجتمع القديمة واجباراً بالطرق المختلفة لفئات الناس التي أصبحت خارجة عن إرادة الخيار الحقيقي لها وتحديد موقفها وهدفها. كالجولان والمحيسني والبغدادي والأسد كلهم قادة ميليشيات عسكرية وأدوات تفرض علينا لأجل تحقيق مصالح الخارج مستغلين الثورة التي بدأت بالحراك السلمي وبجيشها الحر لدولة ديمقراطية وعادلة تضم أطياف المجتمع السوري. فهؤلاء كلهم أعداء حقيقياً للثورة السورية والشعب السوري الذي ذاق الويلات والتشرد والقتل والجوع بأساليبهم وطرقهم المختلفة التي ينطلقون منها
فالذي يناضل باسم الثورة هو الذي لا ينتمي إلا للوطن وتحقيق أهداف محقة لأجلها ولكل مكوناتها بقيم ليست دينية وعقائدية وايديولوجيا تفرض على الاخر بل بقيم الإنسانية ومبادئ الدولة الديمقراطية والعلمانية الحرة.
فنحن ليسوا مناضلين لأجل لحظة نبرر لأجلها الكثير من الأخطاء والشوائب بل ناظرين إلى المستقبل وتكوينه لأجيالنا ووطننا السوري.
وما زلنا في مسيرة التخلص من هؤلاء القادة بعصاباتهم الداخلية والخارجية بالجناح السياسي والعسكري الذين جلبوا للثورة وللسوريين المعاناة والشقاء وعطلوا المسيرة نحو بناء دولة ديمقراطية عادلة حرة وتغيير حقيقي في البلاد وزيادة معاناة العباد.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟بقلم علي الكاش
- مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراثبقلم مفكر حر
- دراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.بقلم آدم دانيال هومه
- ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني … غدت ضرورية غربية ودولية **بقلم سرسبيندار السندي
- الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولودبقلم مفكر حر
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
أحدث التعليقات
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **