لم يضحكني اليوم الاّ المشائخ ومشاهير الدعاة كالعربفي والسويدان والقرني ، الذين فرحوا وطربوا ورقصوا (نسيت ان الرقص حرام!) لفوز اردوغان وحزبه الإسلامي..
هل حقاً فرحوا بفوز الإسلامين الأتراك ام انّ هناك سبب سياسي آخر؟
ينظر مشائخ العرب والمسلمين لأردوغان انّه القائد الإسلامي والذي سيحرر فلسطين من اسرائيل ويستعيد امجاد الخلافة المزعومة لتنهض الأمّة من جديد!
وهذا محض هراء بدليل المناورات العسكرية بين تركيا واسرائيل بالعام ٢٠١٤ ، فلسطين آخر اهتمامات اردوغان وحزبه فهي شمّاعه تستعمل عند الخلافات السياسية لغرض التحريض فقط او لجذب جمهور اسلامي اكثر وما اسهل ان تدعدغ مشاعر المحمديين فهم كالأطفال تستطيع ان تسيطر عليهم بكذبه او لعبة صغيرة، فالقومية التركية هي الأقوى اهتماماً بجانب المعتقد الديني وبالتالي اردوغان يبحث عن مجد تركيا بجغرافيّتها المحدودة وتاريخها وحضارتها وليس لمجد الإسلام بنسخته الخلافيّة الرجعيّة فهذا مستبعد تماما بالنسبة لي على الأقل من خلال قراءتي المتواصعة للسياسة التركية..فلو سيطر الأتراك على العرب لفرضوا تركيّتهم ولغتهم وثقافتهم وعاداتهم على العرب..
*
الغريب ان المجتمع التركي يعيش حياة اجتماعية منفتحة شبه علمانية وهي تجمع كل المحرّمات الإسلامية على ارضها والتي يحاربها المشائخ وبشدّة كالبارات والخمور والربا وبيوت الدعارة وحرية الملبس .. الخ فلماذا يقفون بصف تركيا واردوغان الاّ لأسباب سياسية تتعارض مع سياسات بلدانهم وبالنالي يكونوا معارضين لها .
*
والمضحك ايضاً عندما تقول لمسلم او شيخ ممن يؤمنون بالنقاب وشرعيّته ويدافعون عنه بشراسه بأن زوجة اردوغان محجبة يقول لك هنا ان الحجاب مسألة خلافية، لكن سيتهمك العريفي واتباعه انّك ديّوث لو انك دعوت السعوديات بترك النقاب والإلتزام بالحجاب فقط فتصبح ديوث تغريبي عدو للأمة ومفسد لأخلاق بناتها وهنا يحق ان تسأله لماذا اردوغان التركي رجل ومسلم صالح ، وعندما تظهر زوجة رئيس هيئة مكة السابق معه بالصورة صار ديوث حقير عديم النخوة والغيرة ولا يخاف على حرمات المسلمين ويشجع عاهرات العلمانية بالسعودية (بحسب وصفهم) على التبرج والسفور والإنفلات الأخلاقي؟