تعرض اليهود خلال تاريخهم الخالد الى تشويهات في النسب و الاصل لم يتعرض لها اي شعب اخر على وجه هذه البسيطة، مرد هذه التشويهات التي وصلت الى حد السب و الشتم و القذف يرجع الى حسد و بغض الشعوب العربية الاسلامية و عدم قدرتهم مواجهة اليهود و التفوق عليهم، فاختاروا وسيلة العاجز الكلام الملفق و اختراع قصص.
يستند العرب المسلمون الى قصة لا يعرف مدى صحتها من عدمها موجودة في تراثهم حيث يحكى ان بعض الاشخاص من بني اسرائيل عصوا الله فمسخهم الى قردة و خنازير لمدة ثلاث ايام و من بعدها ابادهم و لم ينشأ او يولد اي ذرية من هؤلاء الممسوخين، و حسب كلام العرب ان الله لا يفعل شيء الا و من وراءه حكمة، و قد نبشت كثيرا و لم أفهم حكمة الله من وراء مسخه لليهود و من ثم ابادتهم، لماذا لم يفنهم و يبيدهم مباشرة بدون إهانة أو خدش لكرامتهم؟
” 2 “
افتراضا أن هذه القصة حقيقية، فهي تمشي على بعض من اليهود و هي خاصة بحدث و وقت معين و محدود فلماذا ننزلها على اليهود كلهم و في كل الاوقات، الى جانب ذلك نستطيع القول ان عين العرب المسلمين عوراء تغطيها غشاوة العنصرية و الاحتقار للاخر لانهم يرون هذه القصة فقط في تاريخهم و تراثهم، و لا يرون عشرات القصص الاخرى في القران و احاديث النبي محمد حيث يوصف اليهود بانهم احفاد و ابناء النبيين يعقوب المسمى باسرائيل، و يوسف الصديق و غيرهما من الانبياء المبجلين الذين يدعوا الاسلام الى احترامهم و يعتبر عدم الايمان بهم او سبهم كفر و فسوق.
ثم لماذا المسخ اقتصر على اليهود فقط؟ و هل من المعقول ان يمسخ الله عباده لانهم عصوه فقط، اذا كان الامر كذلك فليمسخ بني البشر كلهم لانهم ارتكبوا جرائم و لا يزالون هي ابشع و افظع مئات المرات مما عمله اليهود.
حسب القصة المزعومة في التراث الاسلامي مسخ اليهود كان بسبب حادثة الصيد في يوم السبت، و هو ذنب بسيط مقارنة مع ذنب اللواط و زنى المحارم و قطع الرؤوس و جزها مثل رؤوس الانعام و سبي النساء و بيعهن في سوق النخاس و ممارسة الجنس قسرا مع البنات القاصرات اللواتي لم تتجاوز اعمارهن 14 ربيعا… و هلم جرا.
” 3 “
الاشخاص الذين يعملون بمبدا انزال الماضي على الحاضر و المستقبل و عليه يصفون اليهود انهم احفاد القردة و الخنازير يجب ان يصفوا انفسهم ايضا انهم احفاد اللواطيين و أحفاد ذوات الرايات الحمر (نساء عاهرات في الجزيرة العربية قبل الاسلام كن يرفعن رايات حمر للدلالة على انهن يعرضن اجسادهن للمتعة الجنسية) و ذلك طبقا لمبداهم الذين يتعاملون من خلاله مع الاخرين.
الطامة الكبرى عندما ينزعج اليهود و لا يحادثون او يختلطون بمن يصفهم بهكذا اوصاف يتهمون بانهم عنصريون و متكبرين ينظرون بازدراء و احتقار الى الاخرين، عليه يجب على اليهود ان يقبلوا ان يكونوا قردة و خنازير و يضحكوا بوجه من يقول لهم هكذا و ياخذونه بالاحضان و القبلات.
خلاصة الامر حان وقت ان يغير العرب المسلمون وصف اليهود بانهم احفاد القردة و الخنازير الى وصف احفاد النبي يعقوب و النبي يوسف و النبي موسى… هذا اجدى للاحترام و للسلام و لحفظ الكرامة الانسانية.
هل من اذان صاغية؟
Mahdi.m.abdulla@gmail.com
المصدر ايلاف