هل حربنا مع إسرائيل هي حرب: أصولية دينية أو أصالوية عروبية …أم هي حرب حضارية عقلية ( عصرية حداثية ) !!!

brainshitingهل حربنا مع إسرائيل هي حرب: أصولية دينية أو أصالوية عروبية …أم هي حرب حضارية عقلية ( عصرية حداثية ) !!!
د.عبد الرزاق عيد
هذا السؤال منذ أكثر من سبعين سنة يمزق العقل العربي الإسلامي ..بين مواجهة (أصوليةدينية ) ، وبين مواجهة (أصالوية قومانية) ……ومابين (الأصولية الدينية :.الإسلاموية والأخوانية ، والأصالة القومية :البعثية والناصرية)، وصلنا إلى هذا المستنقع الراكد الآسن من الانحطاط والهزيمة …حيث نرمي الحجارة ذاتها في المستنقع ذاته .. منذ سبعين سنة ولا يزال يستثير ذات الدوائر …
ولا زلنا حتى اليوم نرمي ذات الحجر في ذات المستنقع ..ولا تزال نتلقى ذات الدوائر …تماما كما عرف اينيشتاين الغباء …أن تقوم بذات التجربة تكرارا ، لكنك تنتظر منها نتائج مختلفة في كل مرة ..أي أن تسير بذات الطريق وأنت تنتظر أن يوصلك إلى أمكنة مختلفة …أو الوصول إلى أهداف مغايرة لطريقك المنهجي والتحليلي الذي سلكته ذاته من قبل ..
منذ سبعين سنة، ونحن نصارع إسرائيل كدولة ( يهودية دينية أصولية ) وفق تصورنا لليهودية، ووفق سرديتنا الدينية الإسلامية لها ، وليس وفق تصورهم وإيمانهم بدينهم اليهودي، الذي غدا (فانتازيا: اسطورية –تخييلية ) ثقافية أدبية فنية تستلهم منه الحكايا والأفلام واللوحات الفنية الأسطورية، في مجتمع (إسرائيلي) مدني عالمي حداثي تقنيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، لا يختلف في بنيته المركبة السوسيو –ثقافية السياسية، عن أي مجتمع غربي أوربي أو أمريكي …يفرض عليك تحديا من ذات بنيته العصرية والحداثية …
أي تحدي الحداثة والعصرية والتقانة لإسرائيل، التي غدت جزءا من العولمة المعاصرة لعالمنا الحديث والمعاصر، وليس التحدي الأصولي الديني أو الأصالوي القوموي ( العربي ) الذي حكم منطق صراعنا مع إسرائيل خلال سبعة قرون منذ قيامها …
لماذا هذه المقدمة النظرية الضرورية ؟؟؟
لأن إخواننا في غزة يستخدمون ذات الطرق المجربة من قبل، وهي ( “الأصولية الدينية الإسلامية” في مواجهة قيام إسرائيل، مواصلة لطريق ( “الأصاالوية القومية العربية “) خلال فترة التعزيز الكياني لإسرائيل، دون أن يكون هناك معطيات جديدة من حيث التوفر على مكتسبات تقنية حداثية وفكرية وسياسية عصرية تضع إسرائيل أمام تحديات جديدة من ذات نسقبنية تحدياتها الحداثية الكونية…سوى البضاعة ذاتها (الأصولية الدينوية الإسلامويتة أو الأصالوية القوموية العروبوية… الأعرابية )، من حيث التكرار (الدوغمائي، والديماغوجي ) على ذات المقولات المتأخرة: “الأصولية الدينية الإيرانية والأصالوية العربية (الأعرابية ) ” …
حيث هزائمنا ظلت متوالية ( أصوليين إسلاميين وأصالويين عرب)، وهي نعيد رمي ذات الحصى في ذات ( البحيرة الراكدة الآسنة)، ونحن ننتظر (نتائج مختلفة ) ..وفق تعريف انشتاين للغباء…هل ذلك بسبب (الغباء) حسب توصيف انشتاين ..؟؟؟
اي ( تكرار التجربة ذاتها وانتظار نتائج مختلفة …اي تجريب المجرب لأصحاب العقل المخرب ) …أم أن الغباء تحكم بعقولنا،حيث أصبح ( ذكاء مهنيا مصلحيا)، نحوله في الوقت المناسب إلى (شحاذة وابتزاز) وتكسب رخيص على حساب دماء الأهل والأطفال وقضايانا المصيرية ؟؟؟
فخلال عشر سنوات في ثلاثة حروب يتجدد فيه تدمير إسرائيل لغزة …ما هي المعطيات الجديدة (نوعيا –تقنيا –حداثيا ) التي أضافتها (حماس) على قوتها الفلسطينية والعربية والإسلامية في توازنها العسكري: الحربي التقني، والحضاري: الثقافي والسياسي لدخول هذه المواجهة مع إسرائيل ، سوى تسعير حرب (فصائلية- سياسوية –حزبوية عقائدوية أصولوية ) لا تملك سوى إنتظار مقتل ثلاث مئة شهيد فلسطيني، مقابل المستوطنين الإسرائيليين الثلاث …وذلك فق نسبة الحروب الإسرائيلية المحددة : بمئة فلسطيني مقابل إسرائيلي واحد..ما دمنا حتى الآن لا نفهم أن الصراع مع إسرائيل حتى اليوم، ليس صراع تقدم أو تأخر حضاري كلي شامل ، بل هو مجرد هويات عتيقة قاتلة لأطرافنا التقليدية (العربية والإسلامية )، وليس الإسرائيلية الحداثية العالمية والكونية …!!!. أي أن حربنا ليست حرب عصبيات (أصوليات دينية أو أصالويات قوموية “أعرابية” )، التي -مع ذلك- نجحت فيها إسرائيل، بتحويل عصبيتها الدينية ( اليهودية )، إلى عصبية ( قومية علمانية)، على عكسنا نحن العرب والفلسطينيين …الذين نسعى بهستيرية انتحارية مرعبة إلى تحويل (عصبياتنا الوطنية والقومية المدنية والعلمانية إلى عصبيات دينية ومذهبية.. سيما لدى أنظمة غريبة عن الجسم التاريخي للأمة كالنظام الطائفي الأسدي ..حيث .تتوج اليوم مسيرة آلامنا، بمعسكري : الإمامة الشيعية الإيرانية/ وملحقها الأسدي الحالشي .. أوالخلافة السنية (الأعرابية / وملحقها (الداعشي)…وفق مستقبل مصالح الحداثة الإسرائيلية التقنية والفكرية والسياسية المطابقة لمسار العالم الحديث …بغض النظر عن درجة أخلاقية أو عدالة هذا المسار ..!!؟؟…

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.