طلال عبدالله الخوري 4\4\2017 © مفكر حر
قلنا في أكثر من مقالة, بأن ما رشح من توجهات السياسة الأميركية الجديدة لعهد الرئيس دونالد ترامب, بما يخص الشرق الأوسط, هو التركيز على محاربة الإرهاب الداعشي وتحجيم دور الولي الفقيه الإيراني في كل من سوريا والعراق, لأن إسرائيل لا يناسبها وجود إيران بالقرب من حدودها, تقوم بتحرشات عسكرية بها من خلال أذرعها الميليشياوية المختلفة, وذلك لكي تحصل منها على تنازلات سياسية في ملفاتها مع حليفتها أميركا وخاصة الملف النووي,.. ومن أجل تحقيق هذا الهدف رأينا كيف حاول ترامب استمالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكي يحيده على الأقل عن مسألة انهاء التواجد الإيراني في سوريا ( للمزيد نزكي لكم هذا المقال: هل سيتمكن ترامب من تحييد موسكو للإستفراد بإيران؟), ثم ذهب نتنياهو الى الى موسكو أيضا من أجل التأكيد على تحييد بوتين عن عملية تحجيم الدور الإيراني بالقرب من حدودها المجاورة, ( وقلنا عندئذ اننا لا نظن بأنهم حققوا نجاحاً كبيراً في تحييد موسكو ) … وفي إطار نفس الهدف, غازلت الإدارة الأميركية المجرم بشار الأسد في سوريا وقالت بأنها تنازلت عن الهدف الذي أعلنه باراك أوباما, الرئيس السابق, بإسقاط الأسد, حيث أكدت الإدارة الجديدة بأن إسقاطه لم يعد من أولوياتها, وستتركه للشعب السوري لكي يقرر مصيره .. وذلك بهدف موافقته على التخلي عن الحضن الإيراني…
الأن, بقي قطعة واحدة من أحجية السياسة الأميركية الجديدة بالشرق الأوسط, وهو “محمد السيسي” الرئيس المصري الذي اعتبرته الإدارة السابقة في عهد أوباما رئيساً انقلابياً غير شرعياً, فرد عليها السيسي مهدداً أميركا بنقطة ضعفها, ونقصد بتغيير بوصلة السياسة المصرية الموالية لأميركا وتوجيهها نحو روسيا العدو التقليدي لأميركا, عن طريق إرتمائه بحضن بوتين بدل الحضن الأميركي .. حيث سيكون ثمن هذا التغيير باهظاً على السياسة الأميركية, لذلك حرص دونالد ترامب منذ حملته الانتخابية على مقابلة السيسي ووعده بتغيير سياسة أوباما كليا ضده, وقام بدعوته كما رأينا منذ أيام, وغازله بكلمات إطراء قوية, تمهيدا لكي ينتزعه كليا من حضن بوتين .. ونتوقع ان تعود مصر الى الحضن الأميركي كما كانت بالسابق قبل الانقلاب العسكري أي كما كانت بعهد الرئيس المخلوع حسني مبارك…
وبذلك تكون قد اكتملت كل الأرضية المواتية لاميركا وحلفائها لهزيمة داعش وطرد ايران من سوريا والعراق.