منذ حوالي ربع قرن تاريخ اتصال البيكيكي بنا من منظور نشاطهم في بناء علاقة الصداقة اليسارية الديمقراطية بين الكورد والعرب في سوريا، حيث كان أول مطالبهم مني ككاتب أن أساهم في مساعدتهم على الاندماج الوطني في الحركة الوطنية السورية ،لكي ينظر لهم كسوريين وليس كتنظيم حزبي كردي أجنبي تركي …وأتوا لي بكل أعمال مفكرهم (عبد الله وجلان ) التي قرأتها باهتمام ، وكانت أول نصائحي مكتوبة في عدة مقالات لهم أن لا يضيعوا هذه الفرصة التاريخية على الكورد في الالتفاف حول الزعامة الكارزمية لأوجلان، كما ضيعها العرب مع عبد الناصر الذي خسروه كزعيم شعبي نادر في التاريح العربي من حيث التأييدالشعبي له في كل أنحاء العالم العربي، لكنا خسرناه كزعيم شعبي ديموقراطي عندما تحول إلى زعيم ديكتاتوري أسس للمدرسة البوليسية المخابراتية في العالم العربي، وأن الشخص الوحيد المهيأ للزعامة الترايخية الكاريزمية بعد مصصطفي ملا البرزاني، هو أوجلان الذي كان يصعد نجمه حينها بشكل صاروحي وسط الشعب الكردي في كل أنحاء كوردستان الطبيعية …
بعد رعب اسد ( الجثة الهالكة) من تهديدات الجنرالات الأتراك، حينها وخوفه من احتلال (القرداحة) حسب تهديداتهم ، ومن ثم تسليمه الذليل والصاغرلأوجلان للجنرالات الأتراك ازداد تعاطفنا مع أوجلان تحديا وكراهية لأسد، حيث لم نكن نعرف أن أوجلان من أصول علوية، وأنه يخقي علويته وراء وراء ستار يساريته الستالينية الشمولية المتطرفة، كما يواري أسد علويته وراء عروبيته البعثية وقوميته الكاذبة …
ولهذا تعاونا مع جماعة الأوجلانية بتضامن وتعاطف، وسافرنا أكثر من مرة إلى بلجيكا لنشارك في قناتهم (روج ) في عديد من المقابلات والحوارات …وسط نقد من كثير من الأصدقاء الكورد من أحزاب المعارضة الكردية الصديقة ، باعتبار أن (البي كيكي) حليف مضمر للاسدية، وقد تأكدنا من ذلك بتجربتنتا الشخصية في لقاء بين القوى الوطنية الديموفراطية السورية المعارضة (يمينا ويسارا، عربا وأكرادا، علمانيين وإسلاميين بما في ذلك الأخوان االمسلمين الذين وقعوا على وثيقة اللقاء التي كانت لم تتجاوز في صيغة خطابها المشترك الدعوة إلى تأييد الثورة السورية، وكان مممثل البيكيكي ، بعد كل نقاش يتصل بقيادته ، ليعلن لنا عدم موافقتهم على التوفيع على وثيقة تأييد الثورة السورية، فحينها قلت لهم : وكيف لي أن أساعدكم على الاندماج بالبنية الوطنية للشعب السوري، وأنكم مواطنون سوريون أصلاء ولستم أجانب دخلاء، ما دمتم لا تتفقون مع الشعب السوري في ثورته، وتلك فرصتكم ليس للاندماج الوطني كما تزعمون بل حتى لقبولنا لقيادتكم طلائع الثورة ..
وذلك باعتبار أن فصيلكم هو الأقوى كجضور شعبي كورديا، وإذا تطلبت ظروف الثورة المواجهة والتصعيد، فهو الأقوى حضورا عسكريا شعبيا …وكنا نعبر لهم عن استعدادنا لكي نكون جنودا تحت قيادتهم إذا قادوا المعركة ضد الأسدية البربرية المتوحش ومن أجل الحرية والديموقراطية لسوريا حسب ترداد قائدهم جينها ( أوجلان ) الذي كنا نصدقه حينها قبل أن يسيطر الحثالات الجدد من عملاء الأسدية الإيرانية ، وكنا نراهن بذلك على درجة وفائهم وإخلاصهم لقائدهم أو جلان الذي سلمه الوحش الأسدي الأب …دون أن يخطر على بالنا –عبر تجربتنا- أن البي كيكي جماعة مسلحة للأجرة وليس للثورة، وأنها جماعة توحدها الباطنية الطائفية العميلة مع الأسدية ضد تركيا، وضد الشعب السوري عندما تفتضي ضرورة انفجار ثورة الشعب السوري من أجل حريته مما يظهر لنا الآن …ولهذا فإن الشعب السوري ينظر إلى المواجهة المرسومة دوليا تكليفا للبيكيكي في مواجهة داعش، على أنها مواجهة بين وحشين (بيكيكي وداعش) يستهدفان سوريا الوطن والشعب والحرية قي حدمة النظام الطائفي الأسدي الأكثر توحشا، وأن الله استجاب لدعوة الشعب السوري، بأن يهلك الظالمين بالظالمين …الأسديين والداعشيين والبيككييين والإيرانيين والروس في احتلال سوريا