النهار اللبنانية
فجأة بدأت تتساقط كلمات روسية وايرانية مختلفة وذات مضمون جديد على رأس الرئيس بشار الاسد، الذي بالتأكيد لن يصدق ما يقرأ. فبعد محادثاته مع لوران فابيوس كان مفهوما قول سيرغي لافروف، ان المبادرة الروسية – الاميركية ستعمل على التخلص من الاسلحة الكيميائية في سوريا، لكن قمة المفاجأة كانت عندما اعلن ” لدينا تفاهم مشترك على ضرورة عقد مؤتمر جنيف – ٢ لإيجاد هيئة انتقالية ونقل السلطات الكاملة اليها بعد موافقة جميع الاطراف”!
نقل السلطة ؟
للمرة الاولى يتحدث الروس عن هيئة انتقالية (سمها حكومة او هيئة لا فرق) ستنتقل اليها السلطة كاملة، اما في ما يخص “موافقة الجميع”، فلا بد من ان لافروف يعرف انه لا يكفي ان يقول اول من امس “حان الوقت لإجبار المعارضة السورية على حضور مؤتمر دولي للسلام”، ربما لأنه حان الوقت ايضاً لإقناع الاسد بقبول عملية انتقال سياسي تنهي الازمة، وخصوصاً الآن بعدما استخدم الكيميائي ضد المدنيين وهو ما أكده ضمناً تقرير بعثة المفتشين، بما يجعل من تمسك روسيا وحتى ايران به رئيساً، عيباً سياسياً وأخلاقياً، اذ ليس من مصلحتهما ان تضعا في تاريخهما انهما ايدتا رئيساً استخدم اسلحة الدمار الشامل ضد شعبه !
أول من امس جاء الكلام المفاجئ من طهران عندما اعلن حسن روحاني في اجتماع مع قادة “الحرس الثوري” ما يمكن اعتباره سحباً للسجادة العجمية من تحت اقدام الاسد: “ندرك جيداً ان النزاع لا يتعلق بمن سيكون الشخص الذي سيتسلم الرئاسة … سنتوافق مع اي شخص ينتخبه المواطنون السوريون لإدارة بلادهم”!
عندما يستعمل روحاني كلمة “سيتسلم” هل يمكن ان يعني هذا ان الاسد انتهى في الحساب الايراني، ولم يبق سوى الاتفاق بين روسيا واميركا على صيغة عملية الانتقال السياسي وشكل الوضع بعد وقف النزاع المسلح والذهاب الى انتخابات لتشكيل السلطة الجديدة؟
وبصرف النظر عن كلام الاخضر الابرهيمي عن تحضيرات جادة استعداداً لعقد مؤتمر “جنيف- ٢” الشهر المقبل، من الضروري ان نتوقف عند تقارير ذات صدقية عالية تحدثت عن تشكيل ما يسمى “خلية مشتركة للتسوية” من روس واميركيين وسوريين، بدأوا مناقشة المقترحات والصيغ المتصلة بالمرحلة الانتقالية، وقد حددت واشنطن وموسكو موعداً لإتمام هذه العملية لا يتجاوز منتصف السنة المقبلة بعد ان يكون ملف الترسانة الكيميائية قد أقفل !
على هذا الاساس سينضم الابرهيمي الى جون كيري وسيرغي لافروف في اجتماعهما المقرر في ٢٨ الجاري في نيويورك، لإطلاعهما على نتيجة الاتصالات التي بدأها من جنيف مع كل الاطراف السوريين حول المؤتمر الذي سيعقد على هامش الجمعية العمومية تمهيداً للعودة الى جنيف .