هل انهيار الصين الشيوعية اصبح قاب قوسين؟؟2
طلال عبدالله الخوري
بعد نشرنا للجزأ الأول من مقالنا ” هل انهيار الصين الشيوعية اصبح قاب قوسين؟؟ “, جائني الكثير من الايميلات من اصدقائنا اليساريين, تدل عن امتعاضهم وعدم رضاهم عن المقال, وهم الذين قد فجعوا بأنهيار الاتحاد السوفييتي والدهم البيولوجي, لكي يفجعوا مرة ثانية بسقوط الصين وهو الأن يعتبرونه كوالدهم بالتبني؟
يتمحور نقدهم للمقال حول نقطتين, النقطة الاولي: هي أن المقال خالي من الارقام, وأن الابحاث والارقام تشير الى أن أميركا والغرب اللذان ينهاران اقتصادياً, على عكس الاقتصاد الصيني العملاق والذي ينمو ويزدهر, وحسب رأيهم سيتغلب الاقتصاد الصيني على الاقتصاد الامريكي قريباً!!
أما النقطة الثانية فهي أن مؤشرات الفساد لا يمكن اعتمادها كدليل لاثبات بأن الصين ستنهار قريباُ, لان الفساد موجود بكل مكان؟
انا اتفهم حساسية اليساريين في مثل هذه المواضيع, بالرغم من ان المقال كان بسيطا ومباشرأ, وفكرته الوحيدة هو ان ساعة انهيار الحضارات و الامبراطوريات لا يمكن أن تتكهنها اي ارقام بحثية, ولكن يمكن ان تقارن بين اوضا ع وحالات مشابهة مرت بالتاريخ, وهذا ما قمنا به عندما بدأنا المقالة بمقدمة عن كيفية السقوط المفاجئ والغير متوقع للاتحاد السوفييتي, وبعد ذلك استقرأنا احتمال قرب سقوط الصين.
ان من اهم منغصات الاقتصاد الامريكي هو الاعتماد على الطاقة الأجنبية، وتهديد الدول المصدرة للطاقة بقطع الإمداد الحيوي من الطاقة عن اميركا على, الطالعة والنازلة , لكي يحصلوا على تنازلات سياسية من اميركا, خاصة بمسألة الحرية وحقوق الانسان.
ثاني منغصات الاقتصاد الاميركي هو ارتفاع سعر يد العاملة فيها مقارنة بالدول الاخرى مما ادى الى انهيار جزء هام من قطاع التصنيع الاميركي في مواجهة المنافسة الأجنبية الأقل تكلفة.
تشير دراسات معاهد الابحاث الاميركية بان هاتين المشكلتين في طريقهما للحل, حيث يقول الكاتب الاميركي ديفد اوغناتيوس في مقاله بعنوان “انتعاش اقتصادي قادم”
An economic boom ahead?
والمنشور في الواشنظن بوست:
My expert here is Robin West, a friend who is chairman of PFC Energy, a Washington-based advisory group. He argues in a series of recent reports to clients that, because of the rapidexpansion of oil and gas production from shale, America is likely to become by 2020 the world’s No. 1 producer of oil, gas and biofuels — eclipsing even the energy superpowers, Russia and Saudi Arabia.
خبيري, هنا, هو روبين ويست، أحد أصدقائي وهو رئيس مجلس إدارة شركة «بي إف سي إنيرجي»، الشركة الاستشارية الكائنة في واشنطن, حيث يشير في سلسلة تقارير حديثة إلى عملاء يرون أنه بسبب التوسع السريع في إنتاج النفط والغاز من الطفل الصفحي، من المرجح أن تصبح أميركا بحلول عام 2020 المنتج الأول في العالم للنفط والغاز والوقود الحيوي، متفوقة على القوتين العظميين في إنتاج الطاقة، روسيا والمملكة العربية السعودية. انتهى الاقتباس
هذا يعني بان مشكلة الطاقة في الاقتصاد الاميركي في طريقها للحل, وعلى الدول التي كانت تبتز اميركا في موضوع قطع الطاقة عن مصانعها, ان يبحثوا عن طرق اخرى لتثبيت حكمهم والحصول على تنازلات من اميركا في موضوع الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
ويتابع ديفيد اعناتيوس فيقول:
What’s happening, according to BCG, is a “reshoring” back to America of manufacturing that previously migrated offshore, especially to China. The analysts estimate that by 2015, China’s cost advantage will have shrunk to the point that many manufacturers will prefer to open plants in the United States. In the vast manufacturing region surrounding Shanghai, total compensation packages will be about 25 percent of those for comparable workers in low-cost U.S. manufacturing states. But given higher American productivity, effective labor costs will be about 60 percent of those in America — not low enough to compensate U.S. manufacturers for the risks and volatility of operating in China.
ما يجري، بحسب مجموعة «بي سي جي» ، هو العودة مرة أخرى إلى سواحل قطاع التصنيع الأميركي, و الذي كان قد هاجر من قبل للخارج، وخاصة للصين. حيث تشير تقديرات المحللين إلى أنه بحلول عام 2015، سوف تتقلص التكلفة إلى الدرجة التي ستجعل الكثير من المصنعين يفضلون فتح مصانع في الولايات المتحدة.
في منطقة التصنيع الضخمة المحيطة بشنغهاي، سوف يقدر إجمالي حزم التعويضات بنحو 25 في المائة من تلك الحزم المخصصة للعاملين المناظرين في ولايات التصنيع الأميركية منخفضة التكلفة. لكن بالنظر إلى الإنتاجية الأميركية العالية، سوف تقدر تكاليف العمالة الفعلية بنحو 60 في المائة من تلك التكاليف في أميركا – وهي ليست نسبة منخفضة بالدرجة الكافية لتعويض المصنعين الأميركيين عن المخاطر وتقلب العمليات في الصين.
هذا يعني بان ميزة رخص اليد العاملة بالصين والتي جعلها تنافس بعض السلع الاميركية ستتلاشى, وبذلك سينكمش الاقتصاد الصيني ويضيف اسباب اخرى مهمة تعجل بقرب انهيار الصين الشيوعية.
بينما في الجهة المقابلة سنرى انتعاشا في الاقتصاد الاميركي كما تشير معاهد الابحاث الاميركية.
الجزء الأول:
http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall
عزيزي طلال، هناك رابط قوي أن لم اقوي رابط يمكنه ضمان علاقة سليمة وقوية ومستدامه الا وهي رابط الحرية ذات المسؤولية والتقدم. كل الحضارات التي انهارت كان بسبب ان الحرية تضائلت فاصبح التقدم بطيئا بل وانعكس اتجاهه. كانت تجربة الاتحاد السوفيتي قمينة باثبات هذه الفكرة مرة اخيرة.
أخر الكلام بعد التحية والسلام … ؟
١ : ألم تقل السيدة أم كلثوم أعطني حريتي وأطلق يديى ، مشكلة الصين حاليا خفت بعض الشئ بعدأن عرفو قيمة الحرية في التطرف ؟
٢ : الصين لن تسقط كما سقط ألإتحاد السوفيتي ، ولكنها هى أيضا مقبلة على أزمات كبيرة وخطيرة لأنها كانت معتمدة على تجارتها مع أمريكا خاصة والدول ألأوربية ؟