هل الله مع الصالحين ام مع صلاح؟

هل هيئة النزاهة العراقية عرجاء ام انها دكان لبيع “الخردة” لصاحبها موظف حكومي ليمتد؟.
لاأعتقد ان احدا يستطيع الجزم بالاجابة المعقولة ،ولكن المؤكد ان السارق واللص والحرامي والنشال والنصّاب والدعي والمتلون هو المرشح القوي لشغل اعلى المناصب بالدولة.
هذه الهيئة لها محكمة باسمها ولكنها لم تستطع حتى كتابة هذه السطور ان تصدر حكما على مسؤول حكومي وانما نظرت في قضايا تعود غالبيتها لأصحاب الرشاوى.
تعرفون تماما صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد السابق وكيف تلوثت يداه بكل شيء اسمه بغداد وفاحت رائحة فساده منذ سنوات وبدلا من تنحيته عن المسؤولية اصبح اليوم عضو مجلس محافظة بغداد.
امس ظهرت له فضيحة فساد جديدة قيمتها 90 مليار دينار.
الفضيحة تقول ان صاحبنا السيد صلاح حفظه الله ورعاه عندما كان محافظا لايريد ان يشبع مما هو فيه فقد اعلن في وقتها ان هناك مجمعا سكنيا تبلغ تكلفته 90 مليار دينار في منطقة الحصوة التابعة الى قضاء ابو غريب , ولكن لحد الان لم يتم الانتهاء من هذا المجمع.
قيل ربما ان العمال اضربوا عن العمل لعدم صرف رواتبهم او انهم لم يروا مسؤولا حكوميا يأتي لزيارة الموقع،او ربما سمعوا ان الشركة المقاولة هي شركة وهمية كالعادة.
اللجنة الفنية المتخصصة في مواد البناء قالت في تقريرها ان المواد الداخلة في البناء تسمى ( بسندويج بنل ) ومساحة كل شقة لا تزيد عن 60 متر لا تصلح لسكن حتى الحيوانات وكلفة الشقة الواحدة 100 مليون دينار.
ويقول التقرير ان هذا المشروع احاله محافظ بغداد الاسبق صلاح عبد الرزاق الى احدى الشركات التابعة لاحد اقاربه ولم ينجز منها اي شيء.
تخيلوا الموقف من خلال هذا الحوار الذي دار قبل اقل من سنتين:
– عمي صلاح نريد خيراتك وبركاتك
– – شنو قصدك.
– – قصدي نريد مشروع “سمين” .
والله انت ابن حلال اكو مشروع مجمع سكني بقيمة 90 مليار دينار في منطقة الحصوة.
واو.. مبلغ محترم ولكن عمي انت تعرف انا ما افهم بمقاولات السكن.
ولك بويه منو يقرا منو يكتب خليها ترسى عليك وبعدين الله كريم .
ولكن..؟.
ولكن ماذا عن هيئة النزاهة؟.
والله ضحكتني وانا مش طويب.
شوكت استلم الفلوس.
في أي وقت تريد ولا تنسى ان تضع سعر الشقة الواحدة 100 مليون دينار ولاتنسى حصة عمك.
شلون انساك عمي ولكن.
هم رجعنا الى ولكن.
شلون اضع سعر لشقة على الخريطة بس؟.
ولك مشيها،من تقبض الفلوس “شلع الخيط”.
يعني شنو “شلع الخيط”.
تظل غبي ماكو فايدة منك راح انطي المقاولة لأخوك.
لا عمي الله يخليك راح اصير خادمك الصغير.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.