كتبنا مرة سخرية من هذه الأساطير التي يروجها دراويش الأكراد عن الأصول الكردية حتى للكواكبي …فقلنا لهم.بأن الحفريات الأركيولولجية الحديثة ، اكتشفت وأثبتت أن أبانا وأمنا حواء، كانا كرديين ، وأن أصل البشرية هم الكورد ….فأتانا على هذا التعليق الكثير من لا يكات الاعجاب والثناء من دراويش الكرد على موضوعيتنا وعدم تعصبنا العربي !!!!!
كنا نعتقد أن فكرة (تفوق العرق وانحطاطه ) قد انقرضت بانقراض النازية ، بل وقد تم تصفيتها سياسيا ودوليا حقوقيا منذ الستينات مع تحقق حلم ( مارتن لوثر كينغ )، وانتهاء حالة الفصل العنصري في الدولة القارة الأمريكية …
عشنا نحن العرب حالة من (التمجد الذاتي النرجسي الظفروي الطفولي المنوه بالذات )، لفترة بلغت بنا الحال أن نعتبر كل عباقرة العالم هم عرب، حتى أن بعض العروبيين قالوا بأن شكسبير أصله عربي، وأن اسمه الأصلي ( شيخ زبير) …لكن العرب يبدو أنهم قد ودعوا مع القذافي آخر عروبي طفولي (القذافي) ….غير أن اخوتنا الكورد راحوا يدخلون مرحلة (التمجد الذاتي النرجسي الظفروي الطفولي المنوه بالذات) أخيرا ولم يخرجوا منه ، لينزعوا من العرب كل من يضع على كتفه رأسا، أو في يده سيفا من صلاح الدين الأيوبي إلى ابراهيم هنانو ،بل وهجموا على الأقلام لينزعوا منا شرف رمزية سورية وحلبية الكواكبي، لينسبوه إلى الشيخ مقصود …!!!
دون أن يهتموا ولو لحظة إن كان صلاح الدين أو هنانو أوالكواكبي يعرفون اللغة الكردية على الأقل التي هي جسم أية قومية أو أمة، بغض النظر عن حقيقة أصولهم (الاثنية الدموية أو أنسابهم القبلية ) عربية كانت أو كردية، وذلك قبل تشكل الوعي القومي عالميا بالنسبة لقائد كصلاح الدين!! والأطرف ما في الأمر أنهم يريدون أن ينزعوا من العرب فيلسوفهم (القومي الديموقراطي) الكواكبي أول داعية للرابطة القومية العربية، رغم أننا كمثقفين عرب نباهي العالم برياديته في محاربة الاستبداد والدعوة إلى الحرية، ولم يعد يتذكر أحد دعوته القومية لكي يكون الخليفة عربيا ….
وهذا يذكرني بواقعة طريفة حدثت قبل مغادرتي سوريا منذ عشر سنوات، حيث جمعتني الصدفة في لقاء عشاء للكتاب والفنانين السورين المعارضين، وقد كانت المرة الأولى التي تجمعني بالفنان الكبير (خالد تاجا )، فوجدته غاضبا متحدثا بنزق ، فهدأته بدعابة قائلا :هل أنت غاضب أم تمثل دور الغاضب في فيلم ؟؟ ، فراح بتلقائيته الغاضبة الجميلة ، يحدثني مشيرا إلى بعض الشباب الواقفين حوله قائلا : ماذا يفيدكم أن أقول لكم أن أحد أجدادي ربما من قرون كان كريا وأنا لست متأكدا من ذلك، لكني متأكد بأني لا أعرف اللغة الكردية ، فكل ما أعرفه أني سوري شامي !!، فما فائدتكم من نسبي الكردي ..في زمن يتعولم اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، ويتخطى القوميات والديانات فكيف بالأنساب الاثنية والجنسية والقبلية والدموية ؟؟؟
أفردنا هذا الرد على تساؤل نشر على صفحاتنا الفيسبوكية ، وفحوى السؤال :
« هادي الدمشقي : لم نقرأ يوما في مناهجنا أن سليمان الحلبي: قاتل الجنرال كليبر في مصر.كردي بل علمونا انه سوريأ وعبد الرحمن الكواكبي: المفكر التنويري. كردي بل سوري أو يوسف العظمة: وزير الدفاع وبطل معركة ميسلون كردي بل سوري وأن إبراهيم هنانو،كردي وأديب الشيشكلي، كردي وخالد البرازي كردي و نجيب آغا البرازي، وخير الدين الزركلي. أكراد بل سوريون ولم يقولوا لنا يوما أن أربعة شخصيات كردية حكمت سوريا
1 – محمد على بيك العابد : حكم من (1932 إلى 1936 ).
2 – حسني الزعيم : حكم من (20 مارس 1949 ـ 14 أغسطس 1949 ).
3 – فوزي السلو : حكم من (1951 وحتى استلام الشيشكلي السلطة عمليا في 1953).
4 – أديب الشيشكلي : حكم من (1953 ـ 24 فبراير 1954).
بل علمونا انهم سوريون ، وعلمونا دائما أن لاراية غير علم الوطن السوري . بينما الآخرون يشحنون اجيالهم بالنزعة الانفصالية والعرقية. هذه الأمة السورية التي لم تفرّق يوما بين كردي او ارمني او تركماني واشوري واعتبرتهم دائما سوريين اولا وآخرا،سنبقى على الوفاء لكل من حمل هوية الوطن سواء انتمى الى قومية كردية او غيرها طالما انه قابل بسوريا الواحدة الموحدة ، وراض بالتعايش تحت راية الوطن ، ما عدا ذلك يجب ان يعتبر كل من يخرج عن علم الوطن عدو تجب محاربته.