كل الحوارات التي شهدتها الساحة الطائفية للنظام ( الساحة العلوية ) توافقت مع بدلية الثورة أنه لا مصلحة للنظام الأقلوي (الطائفي العلوي) أن يخوض حربا أهلية ضد أكثرية شعبه (عير العلوية) التي تتجاوز التسعين في المائة، وأنه من الغباء للنظام الطائفي الأسدي أن يعطي المواجهة مع الشعب السوري الأكثرية المطلقة من غير طائفة االنظام الأسدي (العلوي) طابع حرب طائفية أقلوية ضد الأكثرية المطلقة للشعب السوري التسعين بالمئة…
لكن ما شجع النظام الأسدي على ذلك الخيار الطائفي للحرب الأهلية، ليس الإيرانيون والتوظيف المذهبي الديني ( للمذهب الشيعي فحسب ) في خدمة مشروعهم (القوموي) الصفوي الفارسي الحامل لكل ثارات التاريخ ضد العرب والاسلام الأكثري..بل إن المفارقة أن روسيا التي يفترض أنها الوريثة للعلمانية الشيوعيىة السوفيتية، راحت تعلي راية الطائفية بسوريا بوصفها جوهرا للثورة، لتعتبر أن الثورة السورية المدنية الديموقراطية الشبابية (طائفية سنية )، رغم انها بدأت ثورة (الشعب السوري واحد واحد …. المتجاوزة لترهات الانقاسمات العمودية الطائفية والدموية والأهلية، المؤسسة للايديولوجيا ( اليمينية واليسارية العلمانوية والاسلاموية) التي تم سحق شبابها المدني (ما بعد الايديولوجي) في الشهور الأولى السلمية الستة رغم اعترافات بشار الجزار نفسه بأنها كانت ثورة سلمية بلا عنف ولا رمي حجرة واحدة خلال هذه الفترة………….
سكت العالم جميعا عن الاخراج الطائفي الأسدي –الإيراني – الروسي للثورة السورية، من منطلق تفريغ وتجويف ثورتنا من مضامينها المدنية الديموقراطية الإنسانية، من خلال تفويض داعش واشتقاقاتها بقيادتها وتمثيلها، بوصفها معركة بين السنة ( الداعشية ) من جهة، وبين والشيعة ( الفارسية الإيرانية والشيوعية الروسية الموروثة سوفياتيا مافيويا بوتتينيا(العلمانوية العدمانية) ) من جهة أخرى,,,,
اليوم شباب حلب الأبطال من غربها إلى شرقها، يمزقون كل هذه الخرائط الوهمية عن ممكنات تمزيق سوريا داخليا وخارجيا (طائفيا أسديا أو اثنيا عنصريا انفصاليا بيككيا كردويا ).. ويعيدون للنظام الأسدي الطائفي شعوره الحقيقي بقزميته الفـأرية الانعزالية الأقلوية الجبانة النذلة الخائنة وطنيا ( ايرانيا وروسيا ) …
نحن المنتمون إلى الثورة السورية … وليس إلى معارضتها المصنوعة المخترعة خارجيا… لا نثق بأحد ( خارج صفوف الثورة إن كان عربيا أو إسلاميا أو أجنبيا )، سوى بمن صنعها من الشباب المدني الديموقراطي المستقل عن اليمين واليسار،العلمانيين والاسلاميين، أي أولئك المؤمنين بالحرية المطلقة المجسدة في التاريخ والحياة، والمجردة عن أي لبوس ايديولوجي (عقائدي يساري أو يميني) …نحن بانتظاركم يا أحباءنا الأبطال في حلب ( المتنبي والسهروردي) … يا أبناء المتنبي الذي عندما يقول شعرا يصبح الدهر منشدا ….نعم بانتصاراتكم ضد كل هذه القوى البربرية ( الأسدية –الإيرانية –الروسية ) سيصبح الدهر كله منشدا لملاحم بطولاتكم …