طلال عبدالله الخوري 23\11\2012 حصريا مفكر حر
هذه المقالة هي مقالة توعية في علم الاقتصاد, وحسابات ( الربا)أو معدل الفائدة بالبنوك كما هي بالواقع, وليس لها أي علاقة بالثيولوجي والغيبيات.
الديانات السماوية الثلاث وحسب الاقدمية هي, اليهودية, المسيحية والاسلامية, نشأت بمنطقة جغرافية متقاربة, وأخذت عن بعضها البعض الكثير من التعاليم, ما يهمنا في هذه المقالة هو تعليمة واحدة أجمعت عليها الديانات السماوية الثلاث وهي تحريم الربا, لما لهذه الوصية من اهمية في الجانب الاقتصادي لحياة الناس, وبالتالي كل جوانب الحياة الاخرى والتي هي عادة مرآة للجانب الاقتصادي لحياة الإنسان.
بالحقيقة, بما أن شعوب الديانتين اليهودية والمسيحية قد تبنتا العلمانية بتعاملاتهم, وقوانينهم ودساتيرهم, فأن هذه المقالة تهم بالأخص الانسان المسلم المتدين البسيط, لكي لا يتم استغلاله بأسم الدين, ولكي لا تتم سرقة امواله و شقاء عمره من قبل رجال الدين الدجالين والجشعين, والذين يشرفون على ما يسمى بالبنوك الاسلامية والتي هي ربوية اكثر من البنوك الربوية في الغرب, وهذا ما سنثبته في هذه المقالة.
سأبدأ المقالة بطرفة كان يتندر بها السوريون في بداية الثمانينات, حيث قفز سعر صرف الدولا مقابل العملة السورية من 4 ليرات سورية للدولار الواحد عام 1970 الى 50 ليرة للدولار الواحد عام 1980, والذي يعني وبحساب بسيط بأن حافظ الأسد قد سرق 92 ليرة من كل مئة ليرة سورية من مدخرات السوريين ومداخيلهم, فقط لا غير؟
الطرفة تقول:
اجتمع حافظ الاسد بأعضاء القيادة للحزب, لكي يشرح لهم نتائج زيارته للإتحاد السوفياتي, فقال لهم: لقد منحوني هناك شهادة دكتوراة بالكيمياء مع مرتبة الشرف لأنني قمت بتفاعل كيميائي لم يسبقني اليه احد؟
فذهل أعضاء القيادة, وسألوه: وما هو ابداعكم الجديد بالكيمياء؟
فأجاب حافظ الأسد: لقد حولت الليرة السورية الى خراء…!؟
ولكي لا يحول شيوخ الدجل من الأخوان المسلمين مدخرات المؤمنين, في البنوك الاسلامية, الى خراء, كما فعل الدجال حافظ الأسد مع الشعب السوري, سنقوم بهذه المقالة بدراسة اقتصادية لكل ما يهم المواطن حول موضوع الفائدة, او كما جائت تسميتها بالكتب المقدسة الربا, وسنرى لماذا يدجل الشيوخ بحث المؤمنين البسطاء على وضع مدخراتهم بالبنوك الاسلامية الشرعية؟
حسب الشرع فأن معدل الفائدة للمودعين بالمصارف الإسلامية يجب ان تكون منخفضة ومساوية للصفر! اذا سنطلق على معدل الفائدة هذا ب “معدل الفائدة الألهية” وهو يساوي للصفر.
ولكن عندما تم تشريع معدل الفائدة الإلهية هذا, كان التعامل بالدينار الذهبي والفضي, وكانت نسبة الغلاء او التضخم, مساوية للصفر, وكان سعر الادوات والكساء والطعام والشراب والسكن ووسيلة النقل من الاحصنة…. الخ, كانت ثابتة, والغلاء يقترب من الصفر خلال مدة زمنية تقترب من معدل عمر الإنسان, أي ما يقارب 70 عاماُ.
أما في هذه الأيام, فلم نعد نستخدم العملة الذهبية والفضية, وإنما نستخدم العملة الورقية, والمصنوعة من الخشب والطلاء, ونتيجة لهذا: اصبح هناك تضخم مالي يطرأ على العملات الورقية, يؤدي هذا التضخم الى خفض قيمة العملة الورقية, وبالتالي يؤدي الى غلاء الاسعار, لذلك دخل الى علم الاقتصاد مصطلحات جديدة نطلق عليها: معدل الفائدة الاسمية, ومعدل الفائدة الفعلية, وذلك لكي نميز بين معدل الفائدة الاسمية والتي يعلنها المصرف للمواطن الذي يودع امواله بالمصرف, ومعدل الفائدة الفعلية والتي هي الفائدة الفعلية والتي فعلا دخلت الى محفظة المواطن المودع؟
معدل الفائدة الاسمية في الاقتصاد :
nominal interest rate
هو معدل الفائدة قبل حساب التعديل الناشئ عن التضخم, والذي يعني الغلاء، وهو يختلف عن معدل الفائدة الحقيقي
real interest rate
الفرق بين معدل الفائدة الاسمي والحقيقي:
يحتوي معدل الفائدة الاسمية على معدل الفائدة الحقيقي ونسبة التضخم (الغلاء). وفي حالة الايداع تكون الفائدة الحقيقية هي الفائدة التي يحصل عليها المواطن الذي اودع نقوده بالمصرف . فإذا حصل المواطن المودع على فائدة قدرها 5% عن مدخراته, وكان معدل التضخم (الغلاء) 8 % تكون بذلك الفائدة الحقيقية هي عبارة عن خسارة 3% من مدخراته, أي بكلام اخر فان هذا المصرف قد اعطى نسبة فائدة أقل من معدل الفائدة الالهية؟؟
ومن هنا اتى عنوان المقالة هل البنوك الربوية اكثر تقوى من الديانات السماوية؟ حيث ان معدل الفائدة الحقيقية فيها اقل من معدل الفائدة الالهية والمساوي للصفر؟
من هنا نرى بأنه عندما شرعت (السماء) معدل الفائدة الالهي المساوي للصفر, كان في ذلك الوقت معدل الفائدة الاسمية يساوي معدل الفائدة الفعلية ومساوي للصفر.
اما الآن, فلكي تكون معدل الفائدة الفعلية مساوية للصفر, كما هي في الحالة الالهية, فيجب ان يكون معدل الفائدة مساوي لمعدل التضخم المالي, وهذه من بديهيات علم الاقتصاد الذي يحاول شيوخ الدجل والنهب اخفاؤه عن المؤمنين.
راجعوا مقالنا:الاقتصاد التنافسي :المطلب للثورات العربية
اي بأختصار فان البنوك الاسلامية تسرق من المودعين نسبة مساوية للتضخم المالي, اما البنوك الربوية فتسرق نسبة اقل من نسبة التضخم من المودعين فيها.