هل الاسلام السياسي يخوض آخر معاركه (الداعشية) مثلما خاض اليسار آخر معاركه في أواخر السبيعينات

Abdulrazakeidهل سيكون البغدادي آخر رموز الاسلاموية العالمية ، كما كان غيفارا آخر الرموز اليساروية!!!!! هل الاسلام السياسي يخوض آخر معاركه (الداعشية) اليوم ، مثلما خاض اليسار آخر معاركه في أواخر السبيعينات !!!!

استطاعت الرأسمالية العالمية أن تحقق انتصارا ساحقا على قوى اليسار القومي والشيوعي في السبيعينات وتوجته في النصف الثاني للثمانينات باسقاط حلف وارسو والعالم الاشتراكي ..

هذا الانهيار فهم منه الاسلاميون ( الاسلام السياسي ) وليس المسلمين ( الاسلام الوطني)، أن الانهيار لحق بالفكر القومي واليساري الشيوعي، وأننا نعيش لحظة الصحوة الإسلامية ( سيما بعد قيام الخمينية ) والتحالف بين الغرب والشرق على دعم العراق لهزيمة إيران ……

ويبدو أن العالم الغربي (الأمريكي ) وجد في قناة الجزيرة ضالته في حمل رسالة الاسلام السياسي على انقاض الحراك القومي واليساري ……..إن ما ذكرنا بهذه الأطروحة ، هو حلقة فكرية حول الشيخ عبد الحميد كشك بعد وفاته سنة 1996 ، حيث تتنبى الجزيرة قصصا اسطورية عن وفاته التي كانت في إحدى ركعاته حين صلاته في جامعه كما حلم وتوقع قبل وفاته بعد مشاهدة حلم مع النبي …

والجزيرة من خلال هذه الحلقة تقدم لنا فريق الشيخ المقرظين له، وجلهم من الأخوان المسلمين، الذي لم أستطع حتى اليوم أن أفهم معنى ( اخوانية قطر ) دون بلدان الخليج العربي قاطبة رغم التماثل البيئي والسياسي والثقافي الخليجي بين دول الخليج، إلا إذا فكرنا بالتوزيع الأمريكي للأدوار الخليجية في مقاطعتهم النفطية الخليجية …

الشيخ كشك وضع رسالته الفكرية والثقافية (الإسلاموية السياسية )، بمعاداة الثقافة والأدب والفن بل والرياضة ، وذلك عندما هنأ محمد علي كلاي ليس لانتصارات الأسطورية الرياضية ، بل لفخره بإسلامه … ، في حين لم يترك حتى الأسماء التي صنعت صورة مصر العظيمة بمعنى قوتها الناعمة ( أم كلثوم –عبد الوهاب – عبد الحليم حافظ ) ……حسيث لو تخلينا عن أهمية وقيمة هذه الرموز، لا نعرف ما ذا يبق لمصر ومدنيتها ، فإذا كان هذا الثلاثي يمثل رموزا للخلاعة والبذاءة والانحلال، وهذا ما يروق للشيخ أن يتناولهم بقدح سطحي ساذج يحط بالذوق العالم والخيال الأدبي الذي يرفض المجاز والصور الأدبية ، حيث ينتقد ساخرا بغباء وسذاجة كلمات أغنية ، يتحدث فيها المحب عن حبيبه الذي حين يغيب عنه ، فكأنه غياب القمر، فيأتي الشيخ كشك ليقرع المغني أو المغنية بكل ضحالة وسوقية، متسائلا ومن سمح لك أن تلتقي بحبيبك دون زواج ؟؟؟ رغم أن المغني لم يذكر علاقته بحبيبه إن كانت علاقوة زواج شرعية أو غير شرعية !!!

لم تقف (راهنية) الشيخ كشك على حد وصف أحد مريديه، بل تبلغ به راهنيته (الماضوية القبورية لدفن مصر الحياة ) أن يطال أعظم موهبة ثقافية في قرن العرب العشرين، وهو الروائي العظيم نجيب محفوظ ، فيقول: عنه أنه شيوعي وماركسي لينيني واشتراكي علمي مهمته تحطيم الاسلام …..

نجيب محفوظ ليس هناك بين دارسيه المتخصصين من يجمع كل هذه الصفات السياسية والفكرية فيه سوى تقارير المخابرات المصرية العامة ، فهو أعظم عقل نقدي من منظور ابداعي أدبي لكل الايديولوجيات المصرية بيسارها ويمينها ، وإسلاميها وعلمانيها …حيث ما يؤكد لنا أن الاسلام السياسي في أزمة مثله مثل الفكر القومي واليساري، إذ أن السيد قطب في الأربعينات، عندما كان خريجا أكاديميا من الجامعات الأمريكية ،وتلميذا للعقاد، كتب عن رواية ( خان الخليلي ) لنجيب محفوظ بأنها تدافع عن (مكارم الأخلاق) ، ولو أنه على سعة في اليد لاشتراها على نفقته، وأهداها للشباب المصري ….

هذا الحكم يعطينا صورة عن الانحدار الفكري للاسلام السياسي من رمزه الأول السيد قطب في الأربعينات ، وصورته في الثمانينات والتسعينات مع الشيخ كشك الذي كفر نجيب محفوظ ، بفتوى تدفع شابا متعصبا ( داعشيا ) قبل تنظيم الدواعش ، لينفذ حكم (قتل المرتد ) على نجيب محفوظ بمحاولة ذبحه، والشاب الداعشي اعترف أنه لم يقرأ نجيب محفوظ ، وإنما قرأ الفتاوي التي كان تكفره …وعلى هذا فإن الداعشية هي صناعة دولية وأسدية وإيرانية لكنها تعتمد في صناعتها الخارجية على خلفيه الفكر (الكشكي) والأخواني بشكل عام ، حيث الداعشية صناعة خارجية لمنتوج محلي تفاقمت سرطانيته لتكون النتاج المنطقي لتشكل خلاياه عبر الاسلام السياسي لعدد من العقود …..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.