عن حركة تسمي ” عايز أقول اني أحبك ” ..
– يتبادل الأصدقاء فيما بينهم – بالايميل – فيديو يوتيوب لاحدي مظاهراتها , وصورة موقعها بالفيسبوك ,
شاهد كيف يعلم المسيحيين أطفالهم أن يحبوا أصدقاءهم المسلمين بطريقة مدهشة بالقاهرة
مسيحيون يعلمون أطفالهم أن يحبوا أصدقاءهم المسلمين بطريقة مدهشة بالقاهرة وسط ترحيب ودهشة وزغاريد المسلمين
https://www.facebook.com/video/embed?video_id=10202165319239930
شاهدت الفيديو فتأثرت جداً – عاطفياً – ونزلت الدموع من عيني .
ولكنني لا أفكر بعاطفتي . بل بالعقل , الذي له حسابات أخري بخلاف العاطفة ودموعها وزعاريدها ..
من حق عامة الناس . كما من حق الطيبين من رجالات الأديان ومن المتدينين الطيبين . أن يتحمسوا , او يفرحوا . بأشياء آنية , وبعاطفية . تحول دون النظر للخلف أو للامام . ولأ لأكثر مما هو حولهم وعلي مرمي أبصارهم – أو أقرب – . هذا حقهم
ومن حق الكاتب , أن ينظر للأمور رجوعاً للخلف والماضي القريب والبعيد . وأيضاً استشرافاً للمستقبل القريب والبعيد . المحتمل قدومه علي أسس الحاضر والاحداث الجارية .
وبالعقل نقول : ألا ليت اعلان الحب . بالهناف والنشيد المؤثر حتي البكاء . يؤتي ثماراً تجلب سلاماً ووئاماً بين الأديان . وتطفيء نيران الكراهية والقسوة والعنف . نتمني . أن يعلن انسان عن حبه لأخوته المملوئين بالكراهية والبغضاء. فيلقي حبا بحب
هل من أحد يكره مثل ذلك ؟ وكما يقول المثل الشعبي المصري ” ايش خاطر الأعمي ؟ قال : قفة عيون ” .
. نحن لا نعترض علي العواطف الانسانية . ولا ندعو لتعطيلها ..فلسنا مخلوقين من حجر بلا عاطفة ..
ولكن التفكير والتصدي للكتابة في قضبة ما . يعتمد علي العقل في المقام الأول . ؤيبقي للعاطفة حيزا علي قدر ما تستحفه
وبالعقل :
نتمني ألا تكون تلك الحركة . مثل مؤتمرات الملك السعودي ” عبد الله ” . لما يسمي التقريب بين الأديان – طبعاً الأديان الثلاثة المسماة : أديان سماوية – بروباجندا اعلامية . وملايين تنفق . فيما لا يفيد . لفقدان المصداقية . ولأجل – الشو الاعلامي – وحسب ..
كما نتمني ألا تكون تلك الحركة من أفكار كبار رجال الدين , الذين طالما انفقوا الكثير طوال عشرت السنوات . لاقامة موائد افطار رمضانية لكبار رجال الحكم . اللصوص الاستبداديين الطغاة – بزعم وبنية زرع الحب . ولم يحصد رعاياهم سوي كوارث لا تتوقف . علي مرأي ومسمع هؤلاء المسؤولين الذين أفطروا باموال فقراء كانوا هم الأحق بنفقات تلك الموائد
وعن الزغاريد التي واكبت نداءات تلك الحركة – حسبما شاهدنا – .. نقول : ان أحب وأسرع وأسهل شيء عند المرأة المصرية هو : الزغاريد . لندرة الفرح في حياتها . ولكثرة أنواع الكبت والقهر- بالاضافة لارتفاع نسبة الأمية – . وكثيراً ما يكون الحدث أقل بكثير من مسنوي جلجلة الزغرودة . التي تتصيد النساء الفرص والدواعي الواهية لاطلاق العنان لها
وعن ذلك يقول الشاعر المصري ” أمل دنقل ” : النسوة اللائي يزغردن في عيد الفطر . لا يلدن أطفالاً يأتون بالنصر
ويوجد مثل شعبي – يتهكم من تلك الزغاريد ؟. يقول ” زغرتي يا اللي موش غرمانة ” ..
وان كانت تلك الحركة ” عايز أقول اني أحبك ” محض سذاجات وهبل ديني . من طرف ( عفواً .. ). وتمثيل ديني خبيث مكار , من طرف آخر.. نتمني من صميم القلب أن يتحول هذا وذاك الي حب صادق وحقيقي . من , وبين الطرفين .
الحب الحقيقي بين البشر , لن يزرعه دين من الأديان .. فالأديان لا تزرع حباً حقيقياً . بل تزرع هبلا ودجلاً وتمثيلاً وكراهية – مع اداعاء العكس- .
عندما جئت كندا . سمعت قصصاً من بعض المسيحيين المصريين . لا يمكن أن يحكونها في مصر ( كانوا يفضفضون لي . ككاتب ليبرالي . ) بعضهم بعدما حكي لي احدي تلك الحكايات الحبيسة بالصدور . قال انه قد حكاها أيضا . من قبل للراحل الكبير فرج فودة . عندما زار كندا . قبل مماته , و قبل مجيئي اليها بسنوات . .-
انها حكايات لم أسمع مثلها اطلاقاً من قبل . من مسيحي مصري – من معارف في الداخل -لا زميل ولا صديق . وقد عرقت مسيحيين علمانيين وشيوعيين – ضمن في مصر . ولكن لم أسمع منهم مثل تلك القصص وتلك الفضفضات . انها جراح بدواخلهم . يضمون عليها الضلوع ويكتمون آلامهم منها , ويحبسون آهاتهم . التي لا يبوح بها الا بعض من هاجروا , و يعيشون بالخارج منذ سنوات
—
حكاية ” أم حلمي ” :
((يثول من روي لنا تلك الحكاية : منذ أكثر من أربعين سنة .. كانت لنا جارة مسلمة اسمها ” أم حلمي ” هي وأمي , كانت علي محبة ليست بعدها محبة آكلين ، شاربين ، رايحين ، جايين ، قاعدين .. معا كأنهما توأم .. ولا وجود لشيء اسمه اختلاف الدين بينها كمسلمة وبين امي كمسيحية .. الي أن جاء يوم حرب 5 يونيه 1967 التي أتت بالنكسة
راح المذيع أحمد سعيد يذيع البيانات الكاذبة بصوته الحماسي الجهوري عن انتصارات مزعومة لقواتنا وتقدمها في سيناء نحو التحرير الكامل لفلسطين – كما كان يعدنا عبد الناصر – وطرد اليهود منها والالقاء بهم في البحر كما كان يتصور الجميع أنه سيحدث ..وهنا راح الناس من الجيران يهللون فرحين بقرب طرد اليهود .. واذا بأم حلمي – جارتنا المحبوبة – تصيح بأعلي صوتها وعلي مسمع من جارتها المسيحية و أولادها الذين كانوا يعتبرون الخالة ” أم حلمي ” أما ثانية لهم .. .. صاحت ” أم حلمي ” : . بشماتة في اليهود : عقبال المسيحيين يااااارب….(!) ” ..
ويضيف الرجل قائلا ” لقد ذهلنا .. ! أنا وأخوتي وأمي وأبي .. لماذا تكرهنا الخالة أم حلمي , ونحن لم نفعل معها سوي كل ما هو حب وحسن جيرة وأخوة .. ولا نعرف حتي الآن لماذا لم تترك اعتبارا للعشرة والعيش والملح بيننا ؟!!ّ ولماذا تظهر لنا كل الحب , وتضمر لنا كل هذا العداء ؟!!.. حتي الآن لا أعرف حلا لذاك اللغز )) …(!)
= سبق أن روينا تلك الحكاية – نقلاً عن راويها – بمقالنا المنشور عام 2006 بعنوان ” كفانا وحدة وطنية بالمحشي والملوخية..!
الحوار المتمدن-العدد: 1450 – 2006 / 2 / 3
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=56310
سلوك تلك السيدة المسلمة ” أم حلمي ” تجاه جيران مسيحيين أحبوها . وبعد عشرة طويلة من السنين . ليس من عندها , بل كان موجوداً لدي المؤسس الأول للعقيدة وباقي أصحابه .
” فاذا الذي بينك وبينه عداوة , كأنه ولي حميم ” – سورة فصلت 41- 34
وتداولت ذاك السلوك , شعوب وأجيال فرضا العقيدة علي اجدادهم , وتغلغلت وسكنت )
في مقر حزب من الأحزاب المصرية الصغيرة حوالي ما بين عام 1991 : 1993- وعقب احدي المجازر التي تتعرض لها الأقليات في مصر . حضرت مؤتمراً لما يسمي ” الوحدة الوطنية ” التي لا تتحقق الا بالمؤتمرات والدعوات . ولم يوجد لها كيان حقيقي علي أرض الواقع . حتي اليوم – وحضر المؤتمر عن المسيحيين الأنبا بولا – أسقف طنطا . حينها -, وعن الأزهر . حضر مفتي الجمهرية . كان وقتذاك هو الشيخ محمد سيد طنطاوي – والذي صار فيما بعد شيخا للأزهر
وكان مدير اللقاء – وهو أحد المسؤولين بذاك الحزب – ينخس الأنبا بولا . بكلمات – كما منخاس ناعم من حرير ! – مؤداه السخرية منه ومن ديانته ! ولكن الظاهر هو الحب , والحرص علي الوحدة الوطنية
المؤتمر كان تمثيل وبروباجندا سياسية لحزب بيئي . من ضمن الأحزاب الكرتونية . التي طفت في عصر مبارك .
تمثيليات سياسية محضة . والشعوب ضحايا ..
ذاك السلوك أيضا ليس من عند المسؤول الحزبي .. وانما من عند مؤسس العقيدة وصحابته – ففي كتابه , وسيرته وأقواله . مزيج من المناورة المتراوحة بين ادعاء حب غرمائه من ناحية , والعكس من ناحية أخري .. فقد أعطي اهله بقريش في مكة عهداً بالسلام والأمان .. ثم فجأة انقلب عليهم وأخضعهم له ! :
” ..ودارهم ماكنت في دارهم وارضهم ما دمت في ارضهم
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=23555
الحب الحقيقي بين أهالي الديانات , لا يمكن زراعته . بقول ” عايز أقول أني أحبك ” تتبعه زغاريد النساء !… ولا بلقاءات وأحضان وقبلات – يهوذية – بين كبار رجال الأديان . أمام عدسات وكاميرات الاعلام – بتوجيهات من جهاز الأمن – . والادعاء بالأخوة والحب , بينما الكوارث الطائفية لا تتوقف!!
ولا بمؤتمرات باسم التقريب بين الأديان . لا تحقق السلام والوئام بين الديانات
وانما السلام الطائفي يغرس غرساً علي يد نظام حكم مدني علماني . ويحميه القانون المدني لنظام علماني قوي , يوقف كل دين عند حدوده , ويلزمه الزاماً باحترام حدود الآخرين .
وهذا ما ثبت استحالة حدوثه في ظل حكم ديني , ولا في ظل حكم عسكري
—
مقال للكاتب . ذو صلة بالموضوع
وحدة وطنية .. بموائد الإفطار الرمضانية ! 1/2
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=111619