استضافتنا الزميلة منتهى الرمحي ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» على قناة العربية للحديث عن الحملة الدولية القادمة على مواقع تنظيم داعش، ومما ذكرته في اللقاء ان تعامل بعض المفكرين والإعلاميين والسياسيين العرب مع الحدث يدل لربما على تشويش بالفكر وضبابية في النظرة ممزوجين بعند سياسي موروث قائم على قاعدة بسيطة هي مخالفة الولايات المتحدة في كل ما تقول وتفعل بغض النظر عن صحته من عدمه.
****
فمن يهاجمون الحملة الدولية على «داعش» هذه الأيام هم تماما من كانوا يتهمونها بالإساءة للإسلام وبمحاولة تقسيم دولنا العربية وإعادة رسم خرائطها حتى ادعوا ان الإمبريالية والصهيونية هما من تقفان خلف وجودها! لذا كان من المصداقية والمنطق السليم لمن يؤمن بهذا القول ان يكون أول المهللين والمرحبين بقيام تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لضرب «داعش» مادامت الجامعة العربية تغط في سبات عميق دون حتى محاولة تفعيل لمعاهدة الدفاع العربي المشترك وجيوشنا دون العالم يعتدى عليها ولا تعتدي.
****
ولو ان الولايات المتحدة سكتت عن أعمال «داعش» الإرهابية لصاح هؤلاء المفكرون والسياسيون: ألم نقل لكم ان «داعش» صنيعة اميركا؟! ولو هاجمت الولايات المتحدة «داعش» دون خلق تحالف لصاحوا: من أعطاها حق التجاوز على سيادة دولنا والدخول للبيوت دون استئذان؟! الآن وبعد ان استأذنت الولايات المتحدة دولنا العربية وخلقت تحالفا سبق ان قامت بمثله ابان حرب تحرير الكويت 1991 والحملة على أفغانستان 2001 عندما صاحب الحرب الجوية خلق تحالف لقوى الشمال الأفغاني وتسليحه للعمل على الأرض كالحال هذه الأيام مع القوى الكردية الشمالية ومثل ذلك التحالف الذي أقامته لإنقاذ المسلمين من الصرب فلِم الصياح والنواح؟!
****
ومازال وطننا العربي يصدّر للأسف الإرهاب ومعه الغباء السياسي والتشويش الفكري والتناقض الحاد فمازالت بيننا مجاميع كانت ضد احتلال الكويت، إلا انها في الوقت ذاته ضد تحريرها، وضد الإرهاب، إلا انها دون العالم أجمع لا تستطيع «تعريفه»، لذا لا تعلم ان كان التفجير بالنساء وقتل الأطفال وقطع رقاب المدنيين الأبرياء هو عمل إرهابي ام حركة تحرير وطني؟! هذه الأيام العقول نفسها تروج انها ضد «داعش»، الا انها في الوقت ذاته ضد الحملة الدولية للقضاء عليه!
****
آخر محطة:
(1) «داعش» لا يشكل جيشا منظما يسهل إعلان النصر عليه، «داعش» منظومة من أفراد سيختفي أتباعها وعلى رأسهم البغدادي في القرى والبيوت والمزارع والكهوف والجبال والسهول، لذا سيخرج قادتها فور انتهاء الحملة الجوية لإعلان نصرهم المكلل بالغار!
(2) «داعش» هو النسخة الدينية لحزب البعث حيث يرفع مثله شعار الوحدة ويعمل في الواقع على الانفصال والتشطير وخلق الفتن بين مكونات الشعوب، ويعتمد مثله على الكذب والخداع والقمع والقتل والإرعاب والإرهاب، «داعش» هو الوليد الشرعي لحزب البعث بفرعيه السوري والعراقي!
نقلاً عن صحيفة “الأنباء”