السعودية ستبدأ التعامل طبقاً للتقويم الميلادى الشمسى، السبب المباشر المعلن هو انتظام قبض المرتبات بطريقة شهرية منضبطة أما السبب غير المعلن والمسكوت عنه إرضاءً للأصوليين الوهابيين فهو فشل التقويم الهجرى القمرى فى مجاراة النظام العالمى الاقتصادى والاجتماعى والسياسى المبنى كله على التقويم الميلادى، وذلك لسبب واحد أن الهجرى تقويم غير منضبط عشوائى وازداد عشوائية بإصرار الدول الإسلامية التى من المفروض أنها تملك مراصد فلكية وأقسام فلك فى كليات علومها، إصرارهم على رؤية الهلال بالعين المجردة مما سمح لأى عابر سبيل يحلم بصرة مال أن يخبر السلطات هناك بأنه رأى الهلال ويتبعه الجميع فى الداخل والخارج وهو من الممكن أن يكون متوهماً أو مريضاً بالذبابة الطائرة أو المياه البيضاء!!
البنوك والبورصة فى العالم تتعامل بالتقويم الميلادى وطبعاً لا تأخذ إجازة يوم الجمعة فتدخل مثلنا فى غيبوبة اقتصادية عن العالم لمدة ثلاثة أيام (جمعة وسبت وعندما تعود تجد العالم إجازة الأحد)!!
المؤتمرات الطبية والعلمية والاقتصادية المنتظمة على كل بقاع كوكب الأرض محددة بالشهر واليوم والساعة قبلها بسنين طبقاً للتقويم الميلادى ولا يمكن تحديدها قبلها حتى بشهر طبقاً للهجرى المشابه لمواعيدنا المصرية المضروبة (أقابلك بعد المغرب وأفوت عليك والشمس طالعة… الخ).
لا أفهم سر تمسك البلاد الإسلامية بالتقويم الهجرى وكأنه الفريضة السادسة فى الإسلام، إنه تقويم ابن زمانه وبيئته ومثل أى تجربة إذا ثبت فشلها نغيرها ونبدلها ونستغنى عنها فى هدوء دون أن يتم تكفيرنا أو اتهامنا بإنكار المعلوم من الدين بالضرورة، كنت أتمنى فى يوم من الأيام أن أكون ويكون معى كل المسلمين واثقين وعارفين ببداية شهر رمضان قبلها بعام ولن أقول عامين، وأن تكون عندى أجندة هجرية مثل الأجندة الميلادية، فيها كل مواعيد الشهور الهجرية بالضبط وبالتمام والكمال بدلاً من تركنا للتخمينات والاستطلاعات، والسعودية قالت كذا، لأ ليبيا صامت النهارده، لأ إيران حتصوم بكره… إلى آخر هذه التخبطات التى يحسمها الحساب الفلكى بكل بساطة، ويجعلنا نعرف رمضان بعد قرن من الزمان، ميعاده بالتحديد وظهور هلاله بالتأكيد، ويجعلنا نعرف العيد وميعاد الحج وبداية السنة الهجرية بعد ألف سنة وفى أى بلد مهما قرب أو بعد، نحن الآن يا سادة نعتمد على مواقيت الصلاة بالحسابات الرياضية والفلكية، ولم نعد نرى مثلاً شخصاً يعتمد فى صلاة العصر على أن يرى ظل كل شىء مثله، أو يراقب مغيب الشفق الأحمر حتى يصلى المغرب!! كل مسلم الآن يحدد وقت الصلاة بالساعة أو بالموبايل أو بمشاهدة نتيجة الحائط، لا أعرف اشمعنى بدايات ونهايات الشهور هى التى ما زلنا نتمسك بهلالها وقمرها وبدرها!!، يا عالم يا ناس ياهوه، السفن الفضائية صارت تسير فى الفضاء ملايين الأميال، وتهبط على هدفها بالثانية زمنياً وبالسنتيمتر مكانياً بمجرد الحسابات الرياضية الدقيقة، هناك كواكب ومجرات وتوابع تم اكتشافها ومعرفتها أولاً بالحسابات الرياضية الفلكية قبل رؤيتها بالتليسكوب!! هناك مراصد عملاقة تستكشف الكون، وأقمار صناعية جبارة تسجل الهمسة والسكنة فى فضاء هذا العالم، كل هذا لا يكفينا نحن المسلمين لكى نقتنع بأن الحسابات الرياضية والأجهزة الفلكية تتفوق دقتها على رؤية العين التى تخدع أحياناً وترى السرابَ حقيقةً، وأن أفضلية التقويم الميلادى على الهجرى ليست أفضلية دين على دين أبداً، وعلى فكرة التقويم الشمسى فكرة مصرية فرعونية أساساً اقتبسها وطورها الرومان، أقول هذا حتى لا يخرج علينا سلفيو الهوى باتهام وصراخ تباً لكم تريدون تقويماً صليبياً يا كفرة!!!، القضية ليست قضية تقويم هجرى أو هلال رمضان وانتظارنا للمفتى مساء أمام التليفزيون لإعلان النتيجة وكأننا ننتظر نتيجة القرعة، لكنها قضية احترام كلمة العلم، واحترام العقل، وعدم الخضوع للتفسيرات الحرفية للنصوص، وجعل الفكر رحباً ومرناً أمام تغيرات الدنيا وتطورات الكون. القضية ليست قضية نتيجة حائط هجرية دقيقة، لكنها قضية اتباع نظام وعدم عشوائية، فمن لا يعرف هل غداً رمضان أم لا، يتبرمج عقله على تفكير الصدفة والعشوائية وكراهية العلم، ذلك لأن العلم يحاول أن يفهم ظواهر الكون التى كانت قبلها تفسر بقانون الصدفة أو تحال وتلصق بقوى خارجية، العلم يتعدى ويتجاوز محاولة فهم هذه الظواهر إلى محاولة التحكم فيها وتسييرها لصالح الإنسان. من يستطيع أن يحدد إجازته بعد شهر ويحجز تذكرته بناءً على الشهر الميلادى هو إنسان محدد التفكير، لكن من يقول لك أنا لا أستطيع حجز التذكرة لأننى لا أعرف ميعاد العيد هو إنسان محدود التفكير، لن يستطيع الانطلاق إلى حدود الحلم وشواطئ التقدم.
تفكير سليم ومنطقي لا يقبل الشك
السيد خالد . هم اذكياء ملاعين لا يريدون لاحد سلوك درب التفكير والعلم سبيلا لان تجارتهم بالوهم ستموت ،هذا هو السبب
حق يراد به باطل مال التقويم والقضىة المطروحة وهل تستطيع ان تطالب بالغاء أي تقويم آخر ياراجل ياحر