بدأت سورة القلم هكذا: (ن وَالقلمِ وَمَا يَسْطُرُون)
وأول ما افتتح به الإمام الطبري تفسيره هو: {القول في تأويل قوله تعالى: {ن} اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {ن} فقال بعضهم… إلخ} وهذا في رأيي منطق مرفوض. ويدعوني إلى التساؤل: على أيّ أساس يبني المؤمن إيمانه؟ وكيف يتم تقديس كلام كهذا لا بلاغة فيه إطلاقاً؟ هل هي محاولة محمدية للسخرية من العقول؟ إنّ العاقل الذي يحترم عقله لا يسمح لأيّ كان السخرية منه والعبث به. وربّ قائل يقول: ها أنك تتهجّم على الإسلام! لا يا أخي المحترم، هذا ليس تهجّماً بل أطلب إليك أن تأتيني بمعنى {ن} وأنت تدعوني إلى هذا الدين. فإن عجزت عن الجواب بسبب اختلاف أهل التأويل فمن فضلك اٌذهب عني بعيداً لأنّي لستُ مرغماً على الإستماع لك والسماح لأمثالك بمحاولة السخرية من عقلي الذي أتمتع به حرّاً أبيّاً لا يرضى بغير المنطق السليم بديلا!
والملاحظ أيضاً أنّ {ن} شأنها شأن {ص} و {ق} الحرفين اللذين سُمّيت سورتان بهما بتوقيف من مؤلّف القرآن ولا أدري ما المانع من اختيار تسمية أخرى لكلّ منهما دالّة على محور كلّ من السورتين أسوة بتسمية القلم المبتدأة بالنون.
ولك أن تتصوّر أخي القارئ الكريم- وأختي القارئة الكريمة- لو أنّ الزعيم في بلدك قد أوفدك بكتاب إلى وزارة التربية والتعليم- مثالاً- وفي الكتاب ما يأتي فما المتوقع من شعور وردّة الفعل من موظفي الوزارة وموظفاته:
م وجنّات النعيم* أحمل إليكم كتاباً في الصميم* نزولاً عند رغبة الزعيم* لا تبقى ناحية في العراق بدون مدرسة والطريق إليها مستقيم* فإنْ بُنـِيَتْ فـليَكُنِ البناء بخير تصميم* وليرمّم ما اٌحتاج من المدارس إلى ترميم* اليوم بلّغناكم فأمّا المخالف منكم فليذهبنّ إلى جحيم* إنّ القرار نهائيٌّ غير قابل لاعتراض من بخيل ولا كريم* إنهُ قرار زعيم عظيم*
فهل يحتاج الزعيم أو موفده إلى كتابة نصّ بهذه الصيغة وإلّا فلا يوصل الكتاب أو لا يُقرَأ؟
وأردف الطبري: {وأمّا القلم: فهو القلم المعروف، غير أن الذي أقسم به ربّنا من الأقلام: القلم الذي خلقه الله تعالى ذكره، فأمره فجرى بكتابة جميع ما هو كائن إلى يوم القيامة} انتهى ووا عجبي: كيف أقسم الخالق بالمخلوق؟ فمعلوم عن الإنسان أنّه يُقسِم بقيمة أرقى منه كقوله: والله، وأقدس المقدّسات… إلخ ولا يُقسم بكائن غير عاقل كالحيوان والنبات والجماد. وإن كان هذا هو منطق الإنسان فكيف يتفوق منطق الإنسان على منطق الإله الذي أقسم بالقلم؟ ليس هذا فحسْب، بل استطرد الطبري:
{حديث 26773 – حدثني محمد بن صالح الأنماطي… قال: سألت الوليد بن عبادة بن الصامت: كيف كانت وصيّة أبيك حين حشرَهُ الموت؟ فقال: دعاني فقال: أي بُنيّ اٌتق الله واعلم أنك لن تتقي الله، ولن تبلغ العلم حتى تؤمن بالله وحده، والقدر خيره وشره، إني سمعت رسول الله (ص) يقول: “إن أول ما خلق الله خلق القلم، فقال له: اكتب، قال: يا ربّ وما أكتب؟ قال: اكتب، قال: فجرى القلم في تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى الأبد”} انتهى ولم أقرأ في كتاب سماوي “إنّ أوّل ما خلق الله خلق القلم” ولم أقرأ في سوى الأساطير وقصص الأطفال “أنّ القلم يتكلّم” ولم أسمع! ويا للغرابة التي ما بعدها غرابة في تفسير كتاب يُزعَم أنّه “كتاب الله” فمن ذا الذي لا يزال يَعقـُل ما تقدّم ومن التي تعقل وكيف عقـَل عاقل ذلك ومنذ أربعة عشر قرناً؟ هل من هراء بالقول “إنّ القلم يتكلّم” بعد هذا الهراء أيها الإخوة والأخوات من القرّاء والفقهاء؟
لم أنته بعد من الفقرة الأولى في هذه السورة؛ قوله “وما يسطرون” فمن أولئك الذين كانوا يسطرون سواء في حضرة الله أو في حضرة الرسول؟ ولنرجع إلى الطبري:
{وقوله “وما يسطرون” يقول: والذي يخطّون ويكتبون. وإذا وُجّه التأويل إلى هذا الوجه كان القسم بالخلق وأفعالهم. وقد يحتمِل الكلامُ معنىً آخر، وهو أن يكون معناه: وَسُطُرهُمْ مَا يَسْطُرُون، فتكون “ما” بمعنى المصدر. واذا وُجّه التأويل إلى هذا الوجه، كان القسم بالكتاب، كأنه قيل: ن والقلم والكتاب} أكتفي بهذا وأنتهي.
وتعليقي: لا يعرف حتى الطبري وجه الصواب من التأويل فكيف تعرف العامّة وأنا- أحد القرّاء سواء من البسطاء أو الفقهاء؟ ومن سخرية القدر أنْ يدّعي مُراءٍ (أو منافق) بأنّ في اختلاف التأويل إعجازاً هو ممّا تفرّد به القرآن. ويا ليت شعري أنْ لو كان هذا الإختلاف في غير القرآن لما توانى المنافقون أنفسهم عن القدح بمؤلّفه والذمّ.
وكما مرّ في الحلقة السابقة سأكتفي بما تقدّم أي بالفقرة الأولى في هذه السورة، لأنّ ما يُبنى على أساس هشّ- في تقديري المتواضع- لا بدّ من أنْ يسقط. ولعلّي أذكّر بأني مجرّد قارئ إن كان غيري ليس بقارئ وأمامي مصادر ومراجع ووثائق- سمّها ما شئت- ولم آتِ بشيء من عندي بل من كتب السادة المفسّرين الأوائل وقد نقلوا عن الذين كانوا في قلب الحدث كالسيدة عائشة والإمام علي وابنه الحسن وابن عباس وابن عمر… إلخ رضي الله عنهم جميعاً وخصّص لهم أمكنة في جنته الموعودة إنه يرفع من يشاء ويضع من يشاء.
ولعلّ أغرب ما قرأت من تفاسير وتآويل- حتى اليوم- ما ورد في تفسير القرطبي:
{سُورَة القلَم مَكِّيَّة فِي قوْل الحَسَن وَعِكْرِمَة وعَطَاء وجَابِر. وقالَ اِبْن عَبَّاس وَقـَتـَادَة: مِن أوَّلها إلى قوْله تعالى: “سَنَسِمُهُ على الخُرطُوم” – القلَم: 16 مَكِّيّ. وَمِنْ بَعْد ذلِك إلى قوْله تعالى: “أَكْبَر لَوْ كانُوا يَعْلَمُون” – القلم: 33 مَدَنِيّ. ومن بعد ذلك إلى قوْله: “يَكْتُبُون” – القلم: 47 مَكِّيّ. ومن بعد ذلك إلى قوله تعالى: “مِن الصَّالِحِين” – القلم: 50 مَدَنِيّ، وَمَا بَقِيَ مَكِّيّ؛ قالَهُ المَاوَرْدِيّ} انتهى.
تعليقي: وما أدرى الأخ المسلم والأخت المسلمة بحقيقة الأمر حول موضوع جمع القرآن ولملمة فقراته من تخوم مكة وأطراف المدينة وفي وقت مختلف عن الآخر؛ أي ما أدراهما بالذي كان ينزل على صدر مؤلّف القرآن في مكة (ما قبل الهجرة إلى المدينة) وفي المدينة (ما قبل فتح مكة) وما أدراهما بالنزول ما كان قبل البدء بإحدى الغزوات المحمدية أم خلالها أم بعدها؟ وما أدراهما بأنّ فقرة ممّا قال المؤلّف المذكور تابعة لسورة لم تكُ تابعة إلى غيرها- في ضوء المُحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ بالإضافة إلى الإختلاف على ما أنزل وما أ ُسْقِط وما أنسِيَ في مكّة أو المدينة؟
توقفت أخيراً عند قوله العبارة “وَلَا يَسْتَثنُون” وهي آية قرآنيّة مرقمة ١٨ في سورة القلم- وأمّا تعليقي فلا تعليق!
____________________________
والآن- كما وَعَدْتُ القرّاء الكرام- أردّ على ما تفضّل به السيدات والسادة تعليقاً على مادّة الحلقة الأولى وهي قراءتي في سورة العلق، حسب التسلسل في حقل التعليقات والذي يبقى مفتوحاً في جميع مقالاتي القادمة- وحقّ التصويت كذلك:
1. الأخ أبا لهب المصري: أحسنت. وكلّ عام وأنت طيّب وبخير بمقالاتك اللافتة وتعليقاتك المرهفة. ولقد ورد ما تفضلتَ به في سورة الطارق:
فلْيَنْظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦)
ويقصد بقوله “من ماء دافق” أيْ مِن المَنِيّ [تفسير القرطبي] وفسّر القرطبي النُطْفَة في قوله {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ…- سورة الإنسان: 2} بأنها مَاء يَقْطُر وَهُوَ الْمَنِيّ [أيضاً] وَجَمْعُهَا: نُطَف وَنِطَاف. أمّا في تفسير الطبري: إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان (ذُرِّيَّة آدَم) مِنْ نُطْفَة يَعْنِي: مِنْ مَاء الرَّجُل وَمَاء الْمَرْأَة. ولا أدري بالمناسبة لماذا تجاهل القرآن ذكر البويضة مكتفياً بقوله “أَمْشَاجٍ” أي أَخْلَاط. قالَ الفَرَّاء والحَسَن وغيرهما: أَمْشَاج: أخلاط مَاء الرَّجُل ومَاء المَرْأة [الطبري والقرطبي] علماً أنّ تأويل الطبري {مِنْ نُطْفة يَعْنِي: مِنْ مَاء الرَّجُل وَمَاء الْمَرْأَة} لم يرِدْ عند القرطبي ولا في معجم “لسان العرب” وهنا الدليل:
{والنُّطْفة والنُّطافة: القليل من الماء، وقيل: الماء القليل يَبقى في القِربة، وقيل: هي كالجُرْعة ولا فِعل للنُّطفة. والنُّطفة الماء القليل يبقى في الدَّلْو؛ عن اللحياني أَيضاً، وقيل: هي الماء الصافي، قلَّ أو كثر، والجمع نُطَف ونِطاف، وقد فرّق الجوهري بين هذين اللفظين في الجمع فقال: النُّطفة الماء الصافي، والجمع النِّطاف، والنُّطفة ماء الرجل، والجمع نُطَف. قال أَبو منصور: والعرب تقول للمُويْهة القليلة نُطفة، وللماء الكثير نُطفة، وهو بالقليل أَخصّ، قال: ورأَيت أَعرابيّاً شرب من رَكِيّة يقال لها شَفِيَّة وكانت غزيرة الماء فقال: واللّه إنها لنطفة باردة؛ وقال ذو الرّمّة فجعل الخمر نُطفة:
تقطُّعَ ماء المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ [العروض: بحر الطويل]
وفي الحديث- قال لأَصحابه: هل من وَضوء؟ فجاء رجل بنُطفة في إداوة؛ أَراد بها ههنا الماء القليل، وبه سُمّيَ المنيُّ نُطفة لقلّته.
وفي التنزيل العزيز: أَلمْ يَكُ نُطفة من منيّ يُمْنى.
وفي الحديث: تخيّروا لِنُطَفِكم، وفي رواية: لا تجعلوا نُطَفكم إلا في طَهارة، وهو حث على استخارة أُم الولد وأَن تكون صالحة، وعن نكاح صحيح أَو ملك يمين} انتهى.
أمّا في معجم العباب الزاخر: {النُّطفة: الماء الصافي؛ قليلاً كان أو كثيراً. فمن القليل نُطْفَةُ الإنسان} انتهى- وهذا يؤيّد ما مرّ في “لسان العرب”
وبما تقدّم أصبحت مواد الخلق القرآنية- حتى الآن- أربعاً: التراب والماء والحرارة والنطفة. ويقول مؤلف القرآن في سورة القمر: ٤٩ “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”
لكنه لم يذكر لي أنا القارئ مقداراً واحداً من تلك المقادير ولا نسبة واحدٍ منها، لا كميّة التراب ولا الماء ولا الحرارة ولا النطفة، لذا لا يمكنني النظر إلى فقرات القرآن من ذلك القبيل بأكثر من خواطر يمكن أن يعبّر عنها كلّ إنسان بحسب معرفته وينسبها إلى خياله وهذا من حقه، إلّا مؤلّف القرآن فهو الوحيد الذي نسب خواطره إلى إله، حتى “مَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى” – سورة النجم 3-4 فتأمّل!
وإذا ما نظرنا إلى القرآن كمؤلّف- بفتح اللام- رأينا فيه تخبّطاً من جهة خلق الإنسان. ففي وقت يذكر في سورة العلق “خلق الإنسان من علق” عاد وألّف سورة أسماها “الإنسان” وتطرّق فيها إلى موضوع الخلق أيضاً “إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ…” كما تقدّم. وبالمناسبة ومزيداً من التخبّط؛ خصّص صاحب القرآن سورة كاملة للقلم وقد ذكر في سورة قبلها مباشرة: اقرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ* الذي عَلَّمَ بالقلَمِ* عَلَّمَ الإنسَان مَا لَمْ يَعْلَمْ* – العلق: 3-5 علماً أنّ القلم ليس الوسيلة الوحيدة للتعلّم، لقد كان المَعرّي وبشار بن برد وهيلين كيلر وطه حسين وغيرهم عميان لم يتعلموا بالقلم! حتى تمكن الفرنسي الضرير لويس براي Louis Braille (1809– 1852) من اختراع نظام كتابة برايل العالمي الذي يستخدمه مكفوفو البصر ومكفوفاته. وكتابة بريل تُقرأ بتمرير الأصابع على حروف مكتوبة بنتوءات بارزة- من واحد إلى ستة نتوءات- في مختلف اللغات المعروفة. قلتُ أخيراً:
سلمتْ يداك أبا لهب* لا تأبه لشانِئِك منْ قبْلُ ما كتب* ربّ الغرابة والعَجَب* أنعِمْ بتعليقك الدالّ والمقتضَب* أثرى المقالة بلْ كان من ذهب*
2. أحسنت أيتها الأخت العراقية الأصيلة وأضمّ صوتي إلى ما تفضلتِ به حتى يهتدي من يهتدي إلى الطريق والحق والحياة. وكل عام وأنت وسائر العائلة بألف خير وبَرَكة ونعمة فوق نعمة مع فائق التقدير
3. أسعدني مرورك أخي الكريم جحا القبطي، أمّا موضوع الخطيئة والأجر فقد ورد في الكتاب المقدّس- مثالاً لا حصراً: الفصل الثامن عشر من سِفـْر حزقيال والفصل السادس من رسالة القديس بولس إلى روما. مع الشكر وفائق التقدير
4. إنّ أبرز ما لفتني في مداخلتك هو صدق نبوءتك أيّها الأخ الكريم يوسف العراقي والتي صادق عليها السيد الفاضل عبد الله بوفيم مستحسِناً وشاكراً. أمّا ادّعاء أحد خطباء المساجد بأنّ جيوش الاسلام ستحتلّ روما فلا يتعدى أضغاث أحلام، لأنّ كنيسة روما عصيّة على الأشرار و{أبواب الجحيم لن تقوى عليها} والكنيسة ليست مجرّد بناء، إنما جماعة المؤمنين والمؤمنات. مع الشكر وفائق التقدير
5. شكراً أخي العراقي الكريم. ولقد تناول الرصافي في كتابه “الشخصيّة المحمدية” جانباً مهمّاً من قصّة جبريل ومعاني النزول والإنزال والتنزيل وصور الوحي كما أشرت في الحلقتين الحادية عشرة والثانية عشرة من سلسلة مقالاتي “تأليف القرآن” مع الشكر وفائق التقدير
6. شكراً أخي الغالي والمبارك عيساوي على مرورك، أبادلك أطيب التحايا وعفواً إذ لا شكر على واجب مع فائق التقدير
7. السيد الفاضل عبد الله بوفيم: قطعاً أنه الربّ الخالق (إقرأ وربّك الأكرم…) ولكني ركزت على أنّ هذا الخالق الذي يعرفه كلانا قد لا يعرفه غير المُوَحّدين! ولا ينتطح عنزان في أنّ الله روح فكيف يلد ويولد؟ ما هذا الإجتهاد المحمّدي أم كان سوء فهم منه للعقيدة المسيحية بعد سماعه بالتعبير “إبن الله” والذي يعني كلمة الله المنبثق من الله روحاً والمتخذ من العذراء جسداً. ولكني لست ألوم محمّداً على سوء الفهم إنما ألوم الذين يصرّون على سوء فهم العقائد المسيحية ولا يرجعون إلى النصوص ولا التفاسير. أمّا سؤالك الذي طرحت حول اللاهوت المسيحي فاعلم أخي المحترم أنّ للسيد المسيح طبيعتين إلهية {إذ به وحده الخلاص وله سلطان مغفرة الخطايا وصنع المعجزات} وبشريّة {ما عدا الخطيئة} وبها يعظ ويأكل ويشرب وينام ويتنبّأ… إلخ وعلماً أنه مولود غير مخلوق. فأرجو العودة إلى المواقع المسيحية لتقصّي الحقائق مع الشكر والتقدير
8. الأخ الكاتب محمد البدري: من جهة المسيحية؛ كان هنالك تحقيق لنبوّات الأنبياء وشهود عيان على المعجزات سواء في العهدين القديم والجديد ومن الأنبياء من دفع حياته ثمناً بخساً بسبب نبوءاته- النبي أشعياء مثالاً- كذلك الذين شاهدوا أعمال السيد المسيح فشهدوا بها ولا سيّما تلاميذه الأحد عشر وقد قـُتِلوا باستثناء يوحنـّا الإنجيلي، مع طابور طويل من الشهداء القدّيسين والمعترفين رجالاً ونساءً ما هو مدوّن في تاريخ الكنيسة وفي كتاب السنكسار الذي يحتوي على سير الشهداء لا لشيء إلّا ليشهدوا للمسيح الذي أتى إلى العالم فادياً ومخلّصاً. وإلّا لما وجدتني وغيري ممّن اشتغلوا بالعلوم الصرفة نؤمن بالخوارق الإلهيّة والمعجزات. مع الشكر والتقدير
9. أخي الكاتب الموهوب والمتألق زهير دعيم: أسأل الربّ لك نعمة فوق نعمة وأن يُجازيك بحسب إيمانك. مع فائق تقديري واعتزازي بجميع مداخلاتك السخيّة. ومع أطيب التحيّات إلى الجليل
10. الأخ السيد AL
لقد رددتُ على الجزء الذي وافقتَ به السيد الكاتب محمد البدري وأدعوك إلى دراسة المسيحية من مصادرها قبل الحكم عليها باطلاً فواضح لديّ جهلك بالعقيدة المسيحية. والدليل هو قولك (وجاء محمد وغير دينهم والله يتفرج) فما الذي استطاع محمد أن يغيّر من العقيدة المسيحية وهو أساساً متأثر بهرطقة طائفة النصارى التي كان على رأسها القس ورقة بن نوفل وهو وبحيرى الراهب من الخارجين على تعاليم الكنيسة؟ وأمّا قولك (ولو كان الله موجوداً لما كان هذا التباين بالاديان بين الشرق والغرب. وكلها كانت اديان سماوية) فالدين الإسلامي في رأيي ليس سماويّاً ولا ينبغي التصديق بأيّة نبوّة بدون وجه حق ولا دليل! هل لديك دليل واحد على نبوّة محمّد رسول الإسلام حتى يتحقق قولك بأنها “كلها” كانت اديان سماوية؟ من لديه دليل واحد فليتفضل ليقنعنا به وليحظ ولو بشرف المحاولة. وهذا ليس تجنيّاً على الإسلام إنما هو سؤال مشروع من حق كلّ إنسان مدعوّ إلى اعتناق الإسلام- كما دعاني السيد عبد الله بوفيم الفاضل والمحترم. ومن قال لك أنّ المسيحي يخاف من الموت الأرضي؟ إنما ينبغي للذين عرفوا المسيح- واللائي عرفن- ولم يقبلوه أن يخافوا على أنفسهم من الموت الأبدي إن كانت الأبديّة تعنيهم بشيء. مع الشكر والتقدير
11. الأخ الكريم Zagal
أظنك تريد بقولك (يحاول الإسلامويون اثبات انه كان جاهلاً ومخبولا… لذا لا يمكنه تأليف كلام مثل القران) أنّ محمّداً كان أميّاً فأنّى له أنْ يؤلف كتاباً مثل القرآن. إن كان قصدك كذلك فالمقصود بالأمّي: ليس من أهل الكتاب. أمّا من جهة القراءة والكتابة فلقد كان محمد يجيدها بأدلّة متيسّرة ممّا في التراث ومنها عمله بالتجارة مع تاجرة كبيرة كالسيدة خديجة ما يلزم عاملاً أو موظفاً يتقن القراءة والكتابة، هذا ما قبل ادّعائه بالنبوّة، أمّا بعد الدعوة فكان توقيعه شخصيّاً على صلح الحُدَيبيّة مثالاً. مع الشكر والتقدير
12. أختي الغالية والمباركة ماما: جزيل الشكر على مرورك واهتمامك وإثراء المقالة بتوضيح جانب مهم من العقيدة المسيحية: التجسد الإلهي. والربّ يباركك ويزيدك نعمة فوق نعمة. وكل عام وأنت والعائلة الكريمة بألف خير مع فائق التقدير
13. أحسنت أخي الكريم زين العقل “العقل زينة” والإذن معك. أرجو فقط أن تسمح لي بأن أكتب بيت الشعر الوارد في نهاية مداخلتك كما هو دارج لأني من المعنيّين بالشعر القديم: إذا كان ربّ البيت بالدفّ ناقِراً *** فشيمة أهل البيت كلّهم الرقصُ [بحر الطويل] مع الشكر والتقدير
14. الأخ الفاضل أبا الحسن: ليست لي مشكلة شخصية مع الأشخاص بل مع بعض الأفكار التي تؤذي الأشخاص. وفي القرآن افتراءات على عقيدتي حاولتُ الرّدّ عليها ما استطعت وفيه أيضاً دعوة لتكفير من لا يؤمنون بالدعوة المُحَمّديّة ومن حق المعنيّين الدفاع عن أنفسهم وهم وأنا لم نعامل المختلفين معنا بمثل ما يدعو القرآن من عنف وإرهاب- كما في التوبة: 5 و 29 بل بالحجة والمنطق السليم. أمّا دعوتك الموجّهة لي لكتابة موضوع واحد عن أيّ حاكم عربي أو ضابط أمن في بلدي وباسمي الصريح فمرفوضة، لأني غادرت بلدي والشرق الأوسط كلّه إلى جهة الغرب ولا ارتباط لديّ مع مصادر موثوقة ومطّلعة على ما يجري بالضبط في ذلك الشرق. مع الشكر والتقدير
15. أخي المبارك سفير: أحسنت، لا فُضّ فوك، أتفق معك تماماً إذ جوهر الإيمان المسيحي ثابت وواضح لا لبْس فيه. مع جزيل الشكر والإمتنان لك على تفضلك بالمتابعة والردّ والتوضيح ومع فائق التقدير
16. السيد طلعت خيري: هذا أحد افتراءاتك (أكيد المسيحية لا تقبل بهذا الري تريد الإله مطاط يشرع الفساد ويرفع عنهم الخطايا) ولقد ذكرت لك من قبل ما معناه أنْ يمكن لأيّ شخص إطلاق ما يشاء من الأقوال والأحكام ولكنها جميعاً بلا قيمة ولا فائدة ما لم تكن مؤيّدة بدليل مقنع أو حجّة علمية مقبولة من الملأ. علماً أنّ ما ورد في القرآن ليس حجة على أيّة عقيدة مسيحية سواءٌ شئت أم أبيت. وها أنك أنت شخصياً ترفض تفاسير مختلف أئمّة الإسلام للقرآن. فقلْ لي لماذا تكيل بمكيالين إذ ارتضيت لنفسك تفسير عقائد غيرك على مزاجك وعلى مزاج مؤلّف القرآن؟ ماذا تظنّ نفسك؟
وهذا أيضاً جانب من قلّة الأدب والعلم (لأنّ الاختلاف في كيفية حمل مريم من غير رجل) فأوّلاً من أين أتيتَ بالإختلاف أيها المُحترم؟ وثانياً: هل رأيتني يوماً كتبتُ مجرّد خديجة أو عائشة أو فاطمة بدون دلالة على الإحترام ككتابة “السيدة” احتراماً لمشاعر أحبّائنا من المسلمين والمسلمات إلّا ما كان نقلاً عن كتب المفسّرين كقولهم: حدثنا فلان… عن عائشة… إلخ. وهل تعلم أنّ المسلمين وعلى رأسهم نبيّهم بكتابه وأحاديثه هم الذين أطلقوا الشبهات على السيدة العذراء وعلى لاهوت السيد المسيح لا غيرهم؟ أفما علمت بأنّ اليهود لو مسكوا امرأة في زنى فمصيرها الرجم؟ لكنْ شكراً- على أيّة حال- مع التقدير
23. T.khoury الأخ الكريم
سرّني مرورك واهتمامك كالعادة وشكراً جزيلاً لك على الترحيب والثناء مع التقدير
24. الأخ الكاتب فيصل البيطار: تشرفت بمرورك واهتمامك وأسعدني تأييدك وثناؤك على التوثيق وسائر ما تفضلت به مع جزيل الشكر والتقدير.