هزائم (أبطالنا الميامين ) تكمن في المال السياسي … والإسلام السياسي !!!

هزائم (أبطالنا الميامين ) تكمن في المال السياسي … والإسلام السياسي !!!khaldiya
د.عبد الرزاق عيد
لم يعد أبطالنا الملحميون الرائعون الذين فاقوا قدرة الخيال الملحمي على تصور ممكنات للبطولة تفوق ما سجله أبطالنا في حمص، والغوطة وحلب وحبل الزاوية ودرعا ودير الزور ….لم يعد أبطالنا في موقع اختبار لشجاعتهم وجدارتهم بالحرية والكرامة …سوريا وعربيا وعالميا ..!!
لكن فعلنا العسكري -مع الأسف- لا يختلف عن فعلنا الفكري والسياسي ، بأنه فعل لا يراكم،حيث كأن كل جهودنا السياسية والعسكرية تصب في ( برميل بلا قعر ..) …
ومصدر ذلك صراحة -وبدون مجاملات ولياقات سياسية – هو المال السياس للإسلام السياسي والجهات الدولية الداعمة له، حيث حول الثورة إلى (ميليشيات ) تابعة لهذه الأحزاب والتنظيمات، والجهات الدولية الداعمة لها …ناهيك عن إشاعة الفساد والنفاق وبيع الذمم والضمائر والخيانات، مما أثر على التفوق الأخلاقي لثورتنا وطنيا وعالميا …
منذ قيام الجيش الحر كضرورة أملتها البربرية والهمجية الأسدية في إبادة ثورة شبابنا السلمي (قنصا وذبحا وتصفية في السجون …-وذلك وليس خيارا كما يريد النظام الأسدي الطائفي ،وحلفه الطائفي،بل ومؤيدوه من الغرب الصديق والعدو ،بل وأناس بيننا يزعمون أنهم مع الثورة- أن يؤكد بأننا عسكرنا الثورة !!!
منذ تلك اللحظة كتبنا عدة مقالات ،ندعو فيها إلى وضع كل التشكيلات المدنية المقاتلة (داخلية أو خارجية متضامنة مع الثورة) تحت قيادة الجيش الحر،بوصفه قيادة وطنية مركزية، بهوية وطنية :(( غير سلفية، ولا علمانية )، حيث كان يمكن أن يكون مظلة للجميع كجيش وطني …قادر أن يشكل قوة وطنية مركزية مضادة للجيش الأسدي الطائفي…
الأخوانيون ردوا ويردون علينا (فليشكل العلمانيون فصائلهم كما نشكل فصائلنا الإسلامية) ،و ملأت عناصرهم الفيسبوك تباهيا وتفاخرا وشموخا ، بأن لديهم امكانات مالية وسياسية وقاعدة شعبية وطنية، مسلمة مؤمنة منذ قرون، لا فضل لأحد على إسلامها سوى الإسلام ذاته و”جاذبيته الإسلام) ذاته، على حد تعبير أحد المشتشرقين …
وليس جاذبية فصائله (السياسوية التحزبية ) …فأخرج لهم النظام قواه الإسلامية (الداعشية والقاعدية) من السجون لتأسيس إمارة إسلامية في الرقة …كما وأطلق قوى كردية (ب-ي-د) لتشكيل إمارة كردية …في الجزيرة السورية باسم عجيب (آفا روج أو روج آفا)، وكأن سوريا لم تكن سوريا أو لم تعد سوريا، (وفق أخواننا الأكراد الترك الأبوجيين)، وذلك تشكيل الإمارة الإسلامية والإمارة الكردية …
والخلاصة : إن كل المنجزات العسكرية التي حققها الجيش الحر، تم نزعها تدريجياعلى يد قادة ( الميليشيات الأسدية والحالشية والداعشية السلفية الإسلامية والقومية الكردية الأبوجية ) …
لم نخسر فقط عسكريا على الأرض السورية فحسب، بل وعلى أرض الكرة الأرضية كلية … بعد أن قدم شبيحة الأسد الأكثر توحشا في العالم أنفسهم، بوصفهم منقذين سوريا، بل والمدنية البشرية من المتطرفين !!!
وفي المآل : إن جيش الثورة أو الوطن -أي ثورة أو وطن – لا يكون جيشا (إسلاميا ولا علمانيا ولا مسيحيا ولا طائفيا علويا)، هذا الدرس تعلمه (ستالين ) بكل غطرسته وصلافته وعجرفته العلمانية الفجة، وبعد تعلمه هذا الدرس حول الهزيمة إلى انتصار…
جيش الثورة أو الوطن هو جيش وطني فقط، ولكل الناس حقوقها العقائدية فيما تؤمن به للدفاع عن الوطن، وفيما يحفزها للوصول إلى الشهادة، والالتحاق بمملكة السماء، والاتحاد بذات الله اللامتناهية بلا تناهي الكون،المتسعة لكل خلقه بكل أديانهم ومذاهبهم وألوانهم وعروقهم …
لا بد من إعادرة زمام المبادرة في المواجهة العسكرية مع الأسدية البربرية، للجيش الحر، ووضع جميع الفصائل ودعمها بالمال أو السلاح تحت قيادته المركزية،لمنع تساقط المدن الواحدة تلو الأخرى ..إذ نحن نفخر ببطولات مقاتلينا الرائعين ..لكن دون مراكمة …بل وإعادة زمام المبادرة للشارع الشعبي، وإحياء قواه المدنية والشعبية الشبابية بتولي الشباب قيادتها مباشرة مثلما بدأت الثورة …علما أنكم تعرفون بأني لست شابا .. حيث الحركة الشبابية هي التي كانت صاحبة الفضل الأول والأخير في ثورة الحرية والكرامة …

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.