هذا الولد- ما مربى

saudippcrownيقال بالعراقي للولد الذي يسيء الادب انه (مامربى) او (بي عار) ويحملّون ذويه مسؤولية ذلك.
وبعضهم يغض الطرف عن اساءاته لأنه مايزال مراهقا،والمراهق،كما يقولون، لاعتب عليه فهو طائش ومغرور ويتصرف حسب هواه.وحين يكبر هذا الطائش فانه يهدأ قليلا ويصبح رجلا ببعض المقاييس.
الا ان هذه القاعدة تستثني مايسمى بالجامعة العربية فهي لم تزل جامعة تضم مجموعة مراهقين رغم بلوغها سن السبعين ويبدو فعلا انها تربية شوارع.
ففي العام 1945 تأسست هذه الجامعة و كانت من الدول المؤسسة لها هي سبع دول : المملكة العربية السعودية , ومصر العربية , وسوريا , والعراق , والأردن ,ولبنان , واليمن (المسماة سابقا المملكة اليمنية المتوكلية).
ولم يدر بخلد احد انها ستظل لعبة بيد الدولار حتى كتابة هذه السطور،كما لم يتوقع احد ان تكون مشحوفا لايصلح للجدف الا بايدي خاصة.
وبات الكل يعرف فضيحتها االاخيرة في الاسبوع الماضي حين قادتها الوهابية الى ماتريد بعد ان استلم سيادة الرئيس العربي المعلوم من صاحبة الفخامة مملكة السلطان.
السعودية مثل الارنب تراها ترتجف حتى بدون عدو ولهذا ردحت في الاسبوع الماضي ولمت جيرانها ورشت عليهم الاوراق الخضراء لكي يناصروها في المصيبة التي هي فيها.
اتذكر اني قرأت قبل سنوات كتابا لأحد البريطانيين يصف فيه حكمة ملوك آل سعود وسعة صدرهم وصبرهم واتخاذهم القرار المناسب في الوقت المناسب ولكن الواقع اثبت ان الكرسي يجب الا يهتز مهما كان الثمن.
كم من انقلاب حدث على الانظمة العربية ولم تتحرك السعودية بل ولم تبد أي اهتمام ولكن هذه المرة وصلت السكين الى الرقاب ولابد من رش الدولارات لرفعها عن رقابهم.
لماذا لجأت السعودية الى الولد المراهق؟ لأنها تريد غطاءا لشن الحرب على افقر بلد خليجي،وحتى هذا الغطاء كان ذريعة فقد كان القرار مكتوبا وجاهزا والستارة توشك ان ترفع وتبدأ فصول (عاصفة الحزم).
لم تكن السعودية معنية في أي يوم من الايام بشرعية هذا الحكم العربي او ذاك ولكنها اليوم (حشمت) صديقاتها لوقف المد الحوثي لسببن: الاول انه مد يمكن ان يشكّل خطرا عليها والثاني هو شيعي الهوى ويمكن ان يثير القلاقل في المنطقة الشرقية .
وبدلا من ان تساند العراق في محنته ارسلت مجموعات تلو المجموعات من الارهابيين ونفس القول ينطبق على الشعبين السوري والليبي.
نعود الى هذا المراهق الذي وصل الى سن السبعين لنجده بناية تضم مجموعة امعات خبراء في الركض وراء الحبيب الغالي الامريكي لأخذ رأيه في كل صغيرة وكبيرة وهذا ماحدث في الحرب الدائرة في سوريا الان.
صحيح ان بنايته مؤجرة بخمس جنيهات شهريا حسب القانون الا انه يضم مجموعة لاتستيقظ الا بمهماز،ويبدو حتى هذا المهماز لايوقظ المجمع اللغوي فيها. ولأننا في زمن اغبر فكل شيء في هذه الجامعة اغبر و(مصخم).
من الغريب ان يشترط هذا المراهق على الحوثيين ثلاث نقاط هي:تسليم السلطة الى الشرعية،تسليم الاسلحة،والعودة الى مقاراتهم في الجبال.
عن أي شرعية يتحدثون هؤلاء الدولاريين.
لنرى نتائج هذه الحرب التي ستحرق الاخضر واليابس.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.