هذا العقل الاجرامي هو المرض السوري الحالي

lamianahas

تداولت صفحات الأصدقاء صورة عن بوست لسيدة من الائتلاف او الحكومة الانتقالية تدعى لميا نحاس تتحدث عن ابادة جماعية للاقليات و تبرر من على صفحتها كلامها الذي مسحته فيما بعد قائلة انها كانت تقصد بعض الأقليات فقط و ليس الجميع ..و هي لا تعلم حجم ما قالته و لكن ارجو ان نتوقف عن التهجم عليها و العمل على انقاذها. ارجو ان نتوقف عن التهجم و التاجيج و نترفع عن هذا فهي في النهاية امرأة في بيئة تسيئ معاملة المرأة و لا تحترمها و كلكم تعلمون هذا، كما انها تمثل و انتم تعلمون هذا، عقلية ضيقة لشريحة كبيرة من السوريين من كل الطوائف و هي كانت بسيطة فعبرت عما يجول بخاطرها و بداخلها من حقد، و الحمد لله ان القلوب لا تتحدث و الا لسمعنا احقاد اغلبية السوريين على بعض، فاغلبهم يتمنون حرق و قتل و ذبح تلك الفئة او تلك ، هذا السوري او ذاك او هذا المكون دون غيره … في الجلسات الخاصة ان تواجدت الثقة ما بين المكونات منفردين، تنفتح الجروح حتى التاريخية و نعود للقرون الماضية و تهرب الكلمات من الصدور مطالبة بما فاهت به الست لميا النحاس و اكثر، . هذا يتمنى للمسيحيين الصليبيين الذبح و هذا يتمنى لكل الاسلام سنة و شيعة او سنة فقط الابادة لانهم يمنعون البشرية من الحياة بسلام و هذا يريد رمي كل يهود الارض للغرق في البحر لتاكلهم الاسماك و هذا لا يريد لكوردي واحد ان يتواجد و هذا يريد ابادة العلوية و كذلك يودون حرق الغربيين جميعا و كذلك المثليين و العاهرات و هلم جر…و ان تمشينا في الشوارع السورية لدى الناس البسطاء او استجوبنا الاطفال لسمعنا كلام اهلهم الاجرامي و ليس صدق الاطفال كما يظن البعض.. و هو كلام العنف البدائي. هذا العقل الاجرامي هو المرض السوري الحالي ، باختصار من منكم يملك دواء لعلاجه فليتفضل مشكورا.اصبحنا نشكل بعذا الفكر خطر على البشرية. فلما نلوم سيدة هي اول ضحية لهذا العقل كانت تظن انها بهذا الكلام سترضي ذكور القبيلة المصممين في الجبهات الاسلامية على اسلمة سوريا كلها و على الانتقام من كل من يقف بطريقهم بوحشية تعود للقرون الوسطى ، لكن تلك الوحشية تمارس ضد الطفلات قي بلادي قبل غيرهم ، انها تربت على ارضاء ذكور القبيلة و حاليا هي لا تعي حتى ابسط حقوقها كانسانة و لا تعي بانها اول الضحايا ..فلما نلومها و هي لا تعي حجم و خطورة ما تفوهت به. اصغر كلمة تتوجه لامرأة حرة من اسلامي متهوش لا يمكن ان يتوجه بها الا لحيوان فالمراة لديهم لا قيمة انسانية لها ، و حتى الحيوان في بلاد الغرب ان توجه احد له بما نسمعه منهم فسيحاكم.. ضربها حلال و قتلها حلال فهي لا حق لها بشيء، فكيف لمن لم يعطى قيمة ان يشعر بالامور بحجمها الطبيعي و ان يعطي لذاته الحق، ذات الحق الذي منع عنه. هذا الكلام الموجه للنساء من اهانات في بلادنا لا يتوجه به احد للذكور.. لما لم تثوروا في كل مرة رايتم امراة تضرب او تهان لفظيا او تتعرض لتحرش جنسي ؟ لماذا لا تثوروا الأن لانقاذ نساء مصابات بعقدة ستوكهولم كالسيدة لميا نحاس، اغلبهن معرضات للابادة و التجويع و للاستعمال الجنسي باسم الزواج الحلال منذ الطفولة .. لما لا تثوروا؟ لما تصافحوا كل يوم قادة من ذكور القبيلة السنية ممن يعتبرون انفسهم “بشر” متحضرين بطقم و كرافات و متحررين بكاس ويسكي و عاهرة و اما النساء عندهم فهم حالة ما بين الحيوان و الانسان و اناء انجاب و جارية و هي بالقانون هكذا، فهذا وضعها كمواطنة بالقانون السوري : فبالقانون هي لا ترث مثل الذكر و يحق له ضربها بل و قتلها بجريمة شرف (عند كل الطوائف) لم تمنعها اي من الحكومات السورية المتعاقبة على سوريا .. لما لم تقوموا بمظاهرة واحدة تجرم قتل النساء في بلادنا؟ .. ان السيدة لميا ضحية.. و الف مرة كانت ضحية قبل هذا . لو انتم بالذات تصرفتم بما ينقذ حريتها لما استعبدت و كررت كلام ذكور القبيلة المتخلف بخوف هكذا .. اغلب نساء بلادي لميا النحاس و انا اتضامن معها من اجل تحريرها حتى لو كانت هي اول الرافضات للتحرر. عقدة استوكهولم هذه مصابات بها اغلب نساء سوريا و هي مستفحلة عند داعش و في المناطق التي المرأة او الطفلة فيها “عورة ” من الحياة الى الممات تحت عصمة رجل يبيعها، يزوجها ،يطلقها او يقتلها كما يشاء و ملكت ايمانه..الى متى ستبقى هي شيء ما بين الانسان و الحيوان ؟ و ان استعملت المعارضة بقيادة الاسلاميين بعض النساء السافرات للتمويه و التشويه فللعلم تم اختيارهن من بين المروضات و الاقل ثورة و الاقل وعي لحقوقهن ، حاليا لا توجد امرأة واحدة قي المعارضة الاستنبولية لها رأي حر ، فكيف تقبل حرة بهذا الوضع الكارثي للمرأة و تصمت..! …لذا ارجوكم لا تتهجموا على سيدة مسكينة نحن لا نعلم كيف تعاملت من قبل الذين تبحث عن ارضائهم باي شكل، بل ان وجودها الوحيد الفكري مقترن برضاهم، فمن حق ابنها اخيها ابيها زوجها ان يمنعها حتى من التعبير و من حقه ان يحبس افكارها ان كتبت بما لا يرضيه و يخدم مصالحه الذكورية بالامارة الاسلامية.. مطلوب منها تتويجه فقط لكي يضعها في حريم السلطان جارية او زوجة رابعة.. و لا يحق لها ان تشعر بالاهانة فهذا “حسب تفسيره للقرأن ” شرع الله… و من قال بأن هذا شرع الله الا هو و من معه؟ انا اتضامن مع وضعها و اطالب جمعيات حقوق المراة بالعالم بالعمل على تحرير عقلها و عقول الالاف من امثالها… المرأة السورية في الصف السني اليوم لا يحق لها الا التصفيق و تكرير بعض الايات القرآنية على صفحتها الفيسبوكية تماما كما كان الشعب يصفق للاسد في المسيرات الاجبارية… و هذا واضح من كلام تكتبه في صفحتها، انها ضحية الجهل و ذكور القبيلة الذين يستعملون الاسلام لحاجاتهم الحيوانية فقط ..و التي هي الانتقام و اقتناء النساء و ترويضهن و عدم احترام احد من البشر و عدم البحث عن القيم الانسانية في شيء… يكررون الآيات الكريمة التي يفهمونها غلط فالله محبة و الاسلام سجين مشوه لديهم يكرهون الناس به ككرههم لذاتهم و الحياة. الاسلام ككل الاديان دين قابل للحياة العصرية و لتحرير المراة و العقول و للمساواة بينها و بين الرجل و للتعامل بمساواة بين البشر. ان عقولهم الضيقة لا تعرف نوره و تجتر منذ مئات السنين تفسيرات اكل عليها الدهر و شرب مانعين العقل من التفكير … ارجو ان تتوقفوا عن عملية التهويش عليها و التوجه للقادة الذكور ، اسالوهم عن القيم الانسانية و المساواة بين البشر و ادخلوا بيوت السوريين و الحظوا باعينكم كيف تعامل النساء كالضحية… .. حتى في ارقى البيوت التي لم تحجب فيها النساء .. ما هو حجم الحرية التي تتمتع بها نسائهم اهي ذات الحرية الضيقة التي تحدث عنها نزار قباني اسفا عام 56 عن كونها بمقاس عشر سنتم ما فوق الركبة و تحتها … ارجوا ان تتظاهروا لتحرير السيدة لميا نحاس من عشرات الاعوام سجن في عقلها و جسدها ومن الارهاب الممارس عليها.
مواضبع ذات صلة: الحقد الديني الأسود المأساة السورية

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.