ما اشبه الليلة بالبارحة!
بعهد المتوكّل قويت شوكة الحنابلة وتدخّلوا بكل تفاصيل الدولة واصبحوا مقرّبين من الخليفة .فأعطاهم الحرية واشغلوا أنفسهم بالنّاس وقاموا بملاحقتهم ومطاردتهم ومراقبتهم ، اذ حاربوا بيوت الرقص والمواخير ،ويستوقفون كل مرأة ورجل لا صلة بينهما ليُحاكموهما ويجلدوهما ويغربوهما عن بعض،ويقومون بمحاربة الغناء،والتشدد ضد غير المسلمين وبتحريضٍ من فقهاء الحنابلة، اذ جعل المتوكّل يأمر في هدم الكنائس المستجدّة فوق رؤوسهم ،ومنعهم من الخروج بأعيادهم وامرهم بلباس معيّن، ومنعهم من اظهار صلبانهم مستدلين بأقوال عمر بن الخطاب الذي توعّد اي نصراني يظهر صليبه أن يكسره على رأسه، ومحاربة الفلاسفة والمفكرين والمذاهب الإسلامية الأخرى ،واصحاب الرأي، وهدم قبور قيل كذباً انها يقام عليها الشرك ، ولم يَسلم من شرهم أكبر مفسري القرآن واشهرهم “الطبري” رموه بالحجاره حتى امتلأت عند عتبات داره ومات بداره ودفنوه بداخله، إذ منع غوغاء الحنابلة دفنه نهارا فدفنوه ليلاً، لأنه قال ان احمد بن حنبل لا يعد فقيها متبوعاً! بل محدثاً وخالفه ييعض المسائل الفقهيّة(!) فكان جزاءه ومصيره رجم بيته واهانته وهو رجل قد تخطّى الثمانين عام بخمسة أعوام كما تقول المصادر التاريخية ، وذلك بتحريض من فقهاء الحنابلة الذين يستقوون بالدولة وارسلوا غوغائييهم الذين نرى اليوم أحفادهم في بلادنا “المحتسبين”
ما اشبه الليلة بالبارحة!
اليوم وبعد الف سنة تُعيد الدولة هذا المجد الحنبلي المتشدد الظلامي لينتقل من العراق أيّام المتوكّل ،الى الجزيرة العربيّة ، الى الرياض وجدة وبريدة وعنيزة والدمام وتبوك وأبها وعرعر وابها وكل مناطق المملكة بدون استثناء،، لنشاهد هذا الرعب الحنبلي السلفي الغارق بالعنف والتشدد والتخلّف والإنحطاط بكل تفاصيل حياتنا اليوميّة.