هجي شعب ينراد له هجي قادة

بعد ايام “سينقلع” البرلمان ويحل محله برلمان جديد،والجديد هنا هو تغير بعض الوجوه مع بقاء استراتيجية اللصوصية معتمدة الى اشعار آخر.

وللتاريخ يجب ان نذكر ان هذا البرطمان قد حقق انجازات لاتوصف بل ستدخل التاريخ من اضيق او اوسع ابوابه.
هذا البرلمان حقق متعمدا بل ونجح في:
عدم التصديق على الموازنة لكسب الوقت ،والوقت هنا يعني تمديد فترة الانعقاد التي تعني اضافة رواتب جديدة للاولاد الذين مايخافوا الله.واذا تم ترحيلها للدورة التشريعية الجديدة فاقرأ عليها السلام أذ ستنتهي السنة والموازنة مركونة في احد الادراج وعلى الحكومة ان تستلف رواتب الموظفين عدا تأخير العديد من المشاريع في جميع المحافظات ان وجدت.
لاتنسوا ابدا ان تأخر المصادقة على الميزانية يعني ان على الحكومة ان تدفع مبالغ طائلة للشركات المتعاقدة وهي شركات اجنبية لاتعرف “يما ارحميني”.
بعض مراهقي السياسة يرددون هذه الايام”شكو بيها ندمجها مع موازنة العام المقبل وتنتهي المشكلة.
هناك تعمد واضح في عدم اقرار قانون التقاعد،لأنه لايصح ان نعطي لهؤلاء الذين امضوا سنوات شبابهم في خدمة البلد بعض المكاسب التي هي من حقهم.
هذا التعمد شمل ايضا تركين قانون البنى التحتية تحت شعار ليغرق هذا الشعب في مياه المجاري اما يكفيه انه يمارس طقوسه التي حرم منها طيلة قرون؟.
ويتمدد هذا التعمد الى تأجيل قانون المشاكل العويصة الا وهو قانون النفط والغاز ليبقى شوكة تغرز في كل من يحاول بعثه من جديد او حتى ورود ذكره في قناة فضائية عميلة كانت ام صديقة.
قوانين اخرى كثيرة مازالت مركونة تطل من الادراج بين وآخر ولسان حالها يقول :نحن هنا.
مسكين هذا الربلمان لم نكن نتصور ان تكون نهايته في هذا التخبط ازاء حرب داعش في الموصل وتكريت وديالى وجلولاء،فهم لأول مرة يواجهون مثل هذا العنف الذي لم يتصور احدهم انه سيأتي ذات يوم بعد ان كانوا يعيشون في بحبوبة المنطقة الخضراء بسلام ودعة لاتوصف.
هناك اكثر من نصف مليون نازح من مدن المحافظات الثلاث متجهين الى العراء حيث درجة الحرارة وصلت الى 40 درجة ولايمكن لحكومة كرستان مهما توفرت لها الامكانيات ان تستوعب هذا الرقم.
فماذا فعل البرطمان العراقي؟.
رئيسه النجيفي اتصل بالسفير الامريكي مستنجدا وقال له وهو يكاد يبكي:مالنا الا الله وانتم انقذونا من 1000 داعشي،الله يخليكم ترى احنا بصايتكم..ارجوكم انقذونا قبل ان يحل داعش ضيفا ثقيلا على بغداد.
نرجع الى التعمد،هذه الكلمة الرذيلة، والتي انقلبت خلال الايام الماضية الى سؤال مرعب:هل انسحاب قوات الجيش،او هروبها لايهم، مقصودا وبالتواطىء مع ابو بكر البغدادي والنقشبندية؟.
المهم ايها الشباب ان هذا البرطمان كتب له صفحة سوداء في تاريخ العراق مدادها مجاري الدورة والزعفرانية والموفقية والومبي 1و2.
هل هناك تعمدات اخرى في هذه الايام؟.
نعم هناك الكثير فنحن نعيش في بلد حاز على المرتبة في كل مفسدات الارض يتعاون معه الملايين الذين تركوا اخوانهم وركضوا نحن الزيارة الشعبانية وكأن احداث الموصل وقعت في هضبة التبت.
لست شامتا ولكن يقال “هجي شعب ينراد له هجي قادة”.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.