*نتنياهو يبرئ هتلر من جرائمه ويلقيها على كاهل الفلسطينيين” خطاب صادم ومذهل في مضمونه لنتنياهو* المؤرخون اليهود: قتل اليهود بدا بأشهر عديدة قبل لقاء المفتي وهتلر*
حسب خطاب رئيس حكومة اسرائيل، بيبي نتنياهو، هتلر كان مجرد منفذ أوامر مفتي القدس الحاج أمين الحسيني في الجريمة التي لا سابق لها ببشاعتها في العصر الحديث، والتي تعرف باسم “الكارثة اليهودية” ، أي عمليات ابادة اليهود التي نفذها النازيون. قرأت تقريرا مثيرا للرعب في صحيفة “هارتس” (21.10.2015)عن خطاب رئيس حكومة الشعب اليهودي. خطاب جعلني مصدوما احاول استيعاب ما يقصده رئيس حكومة “المستوطنين واليمين المتطرف” الذين يسميهم الكثيرين من اليهود بالفاشيين، ومنهم حركات الاستيطان وتنظيمات “تدفيع الثمن” ومؤلفي الكتاب الرهيب الذي يدعو لقتل كل غريب (طبعا اقربهم الفلسطينيون)حتى لو كان طفلا ، كي لا يكبر ويقتل يهوديا واسمه “نظرية الملك” (او توراة الملك). ومن نهج النيابة العسكرية الاسرائيلية التي قال ممثليها بلا وجل لوفد قضائي وبرلماني بريطاني “ان كل طفل فلسطيني هو مخرب محتمل”.
بل والمرحوم يتسحاق رابين الذي ستقام له قريبا الذكري ال 20 لمقتله، قال بوضوح عام 1976 (أي قبل اربعة عقود) “انهم سرطان وخطر على الديمقراطية الاسرائيلية”
ماذا اكتب امام تهمة دموية لا سابق لها ؟من رئيس حكومة ، يفترض انها حكومتي ايضا.
اقدم لكم ترجمة لعنوان تقرير هأرتس وعناوينه الفرعية:
“نتنياهو: فكرة ابادة اليهود كانت لمفتي القدس وليست لهتلر!!”
“قال نتنياهو في خطابه بالمؤتمر الصهيوني ان هتلر لم يقصد تصفية اليهود بل طردهم، وان المفتي الحسيني هو الذي زرع في دماغه فكرة الابادة. هذه الفكرة رفضت من أكثرية باحثي الكارثة اليهودية ذوي المكانة المقبولة.”
سؤال واحد : ما الذي يقصده بيبي نتنياهو بهذه التهمة التي اطلقها دون التفكير بوقعها على المجتمع الاسرائيلي بعربه ويهوده؟
هل هي دعوة لتنفيذ اعدامات جماعية ضد ابناء الشعب الفلسطيني ، والتي يبدو ان ما يسميه “اعادة الأمن” يعني تصفية كل شاب فلسطيني يشك انه قام او سيقوم بعملية طعن او القاء حجارة؟
ام هو تلميح لسياسة انزال العقاب بالشعب الفلسطيني باتهامه انه وراء عمليات الابادة الجماعية لليهود التي ارتكبها هتلر والقادة النازيين؟
لم يوضح السيد نتنياهو اذا كانت ابادة الغجر ايضا جرت بتوصية من الفلسطينيين. وهل افتي المفتي لابادة اليهود قبل ان يصل المانيا؟ المؤرخون اليهود قالوا بوضوح ان قتل اليهود بدا بأشهر عديدة قبل لقاء المفتي وهتلر والحقيقة التاريخية ان هتلر بدأ بقمع وقتل اليهود قبل ان يصل المفتي الى المانيا، هذا ما يقوله المؤرخين اليهود. فمن نصدق؟ ام سيعتبرون خونة ومزورين للتاريخ اليهودي وعقابهم مثل عقاب كل خونة شعبهم بما فيهم “خونة اوسلو”؟!
اكتب وشعور من الشفقة يعتريني على مصير المجتمع اليهودي ، مع رئيس حكومة وصل الى هذا الدرك الخطير. أنا على ثقة كاملة ان الشعب اليهودي سيرد على تهم نتنياهو افضل من أي رد عربي. يكفي ان المؤرحين اليهود هم اول من رفض اتهامات نتنياهو.
طبعا لا اتجاهل ان هذا التحريض سيشكل خطرا عاجلا ورهيبا على كل مواطن فلسطيني في اسرائيل او في أي مكان آخر ( اليس مسئولا عن ابادة اليهود حسب نظرية نتنياهو؟)، واقول بوضوح ان كل ضرر يلحق المواطنين العرب سيتحمل نتنياهو شخصيا المسؤولية المباشرة عنه، ومن هنا لا بد من ان تقوم جمعيات حقوق الانسان وحقوق المواطن ، والجمعيات القانونية، وكل الجهاز القضائي في اسرائيل بمعالجة سريعة وفورية لهذا الاتهام لوضع حد له، ولا بد من التنويه ان هذه التهمة تفرض على المستشار القضائي للحكومة ان يستخلص النتائج القانونية منها، ولا بد ان يقوم رئيس الدولة بخطوة مؤثرة وليس مجرد تصريح شكلي، وربما حل الحكومة التي يرأسها شخص يفتقد للإتزان ويزور التاريخ من اجل مكاسبه السياسية الشخصية.
nabiloudeh@gmail.com
مواضيع ذات صلة: نتنياهو هتلر ملاك برئ المفتي هو المجرم النازي