محمد عبد اللطيف: بغداد بوست
نشرت “جامعة هارفارد” عبر موقعها مجموعة من الوثائق السرية حصل عليها الصحفي الألماني “كريستوف رويتر”، تكشف عن مؤسس تنظيم داعش الإرهابي، وعلاقته بنظام بشار الأسد وإيران.
وأضاف التقرير، أن مؤسس “داعش” “سمير عبد محمد الخلفاوي” ظابط سابق في الإستخبارت الجوية في حزب البعث العراقي، و تشير الوثائق إلى أن بشار الأسد عينه بالمخابرات السورية بعد سقوط نظام صدام حسين، بهدف زعزعة إستقرار وأمن العراق، وتشير بعض التقارير الإستخباراتية إلى أن إيران وسوريا خلقت داعش لتأجيج حروبا طائفية بالشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن “الخلفاوي” قد قتل في تل رفعت شمال حلب في كانون الأول 2014، نتيجة لمواجهة حدثت بين موالين لداعش وفصائل المعارضة، إلا إن مقاتلي المعارضة لم يدركوا في البداية هوية وأهمية من قتلوه إلا بعد عثورهم علي وثائق ومستندات في منزله، والتي حصل عليها الصحفي الألماني علي 31 صفحة منها مليئة بالمعلومات والتي توضح عملية تأسيس “داعش”.
علاقة المخابرات السورية بداعش
شملت الوثائق قائمة بأسامي العائلات المؤثرة وإسم أفرادها ذوي النفوذ فيها، وحجم ثرواتهم ومصادر دخلهم، وأسماء وأعداد المجموعات المعارضة في كل قرى سوريا، وأسماء قادتهم وتوجهاتهم السياسية، ومعرفة كل نشاطاتهم غير المطابقة للشريعة الإسلامية، والتي يمكنهم استخدامها لابتزازهم فيما بعد.
وكشفت الوثائق إن وزارة الدفاع السورية قد أرسلت رجال دين وشيوخ مزيفين لمدن وقرى سوريا، لفتح دور عبادة لتدريس الشريعة والدين، والتي كانت نواة لتجنيد الشباب وعمل غسيل دماغ لهم كي يطيعوهم.
وأضافت أنه مع بدء قمع النظام للثورة السورية عمد هؤلاء الشيوخ لتأجيج التعصب السني ورفع رايات الجهاد.
وأشار التقرير إلى اندهاش السوريين من الارتفاع السريع لأعداد مقاتلي “داعش” وعملهم بحرية في الكثير من المناطق، وهذا يفسر عدم تعرض عناصر التنظيم لقوات “الأسد”، في الوقت الذي كان النظام يدك المعارضة بضرباته الجوية”.
وأشار تقرير لمجلة “دير شبيجل” الألمانية إن العديد من المقاتلين الأجانب قد توافدوا لسوريا للقتال ضد “الأسد” إلا إنهم قد تفاجئوا عندما وجدوا إن داعش لا تقاتل غير الجيش الحر والمعرضة المعتدلة، وقد تم تصفية العديد من هؤلاء المقاتلين الذين حاولوا الهروب أو التمرد على التنظيم عند اكتشافهم للحقيقة.
وكشفت الوثائق أيضا عن أن الهدف الرئيسي لداعش كان احتلال العراق، فمن ناحية كان لإعطائهم المصداقية كمنظمة عالمية، ومن ناحية أخرى كان لتحكمهم في مصافي النفط التي يحتاجها “الأسد” لتمويل حملته العسكرية.
أظهرت الوثائق أيضا استهداف العائلات السورية الثرية عن طريق إختراق “داعش” لصفوفهم بفرق من الجواسيس، ثم إبتزاز رؤوس تلك العائلات وتهديدهم بفضحهم عن طريق صور حميمية لهم، وكانت تلك هي الطريقة التي نمت بها سلطة التنظيم وتعاظم نفوذه، بالإضافة لإستيلائهم علي كم هائل من السيولة النقدية.
وجاء في الوثائق إن “الخلفاوي” وقادة التنظيم قرروا تنصيب “أبو بكر البغدادي” كخليفة لكاريزميته القوية والتي ضمت الجماهير الغير متشككة إلي دائرة نفوذه، والتي أعطت أعضاء التنظيم الإنطباع بإلتزامه بمثل الشريعة والدين.
وأضاف التقرير إنه بعد مقتل “الخلفاوي” بدأت بعض فرق التنظيم بالتمرد علي بشار الأسد، خاصة بعد إستيلائهم علي الموصل بالعراق، وإحساسهم إنهم لا يحتاجون نظام “الأسد”، فخاضوا معارك دموية مع الكتيبة 17 في جيش “الأسد”، مع أن النظام قد حمي “داعش” من حصار الجيش الحر لهم في قاعدة جوية قرب الرقة.