د . حسن طوالبه
في الوقت الذي تجري فيه الدول الكبرى ( 5 +1 ) محادثات لاستكمال ما تم الاتفاق عليه في جنيف مؤخرا حول البرنامج النووي الايراني , الذي قضى بوقف تخصيب اليورانيوم لمدة ستة اشهر مقابل الافراج عن عدة مليارات من الدولارات المحجوزة في المصارف الاجنبية في اطار العقوبات المفروضة على نظام الملالي لرفضه التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية , في اطار الاتفاقيات النافذة . في هذا الوقت الذي يعتبر نظام الملالي انه حقق انتصارا في محاولة لاقناع الشعوب الايرانية ان انفراجا حصل في الاقتصاد الايراني الذي اصيب بازمة حادة جراء العقوبات الغربية , والتي كان من جراءها هبوط في قيمة العملة الايرانية مقابل العملات الاجنبية وخاصة الدولار . في هذا الوقت تراقب المنظمات الدولية الانسانية مايجري في ايران على ايدي قوات الحرس والاطلاعات في السجون الايرانية , حيث يتفنن هؤلاء بتعذيب المعارضين لنظام الملالي , ونتيجة التعذيب تنفيذ احكام الاعدام بالعشرات بين فترة واخرى . ففي الاونة الاخيرة تم اعدام 22 ايرنيا خلال ثلاث وجبات تحت اشراف لاريجاني رئيس السلطة القضائية لنظام الملالي . وافادت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة لنظام الملالي من مصادرها الخاصة داخل ايران انه تم يوم الأربعاء 11 كانون الأول / ديسمبراعدام 7 سجناء بشكل جماعي في سجن كوهردشت شنقا حتى الموت. وفى يوم 5 كانون الأول / ديسمبر وخلال عمليتين للاعدام الجماعي تم شنق 15 سجينا فى سجن ديزل آباد بكرمانشاه والسجن المركزي فى ايلام.منهم ثلاثة سجناء كرد أعدموا في 12 و 10 و 7 كانون الأول / ديسمبر فى سجن كرمان والسجن المركزي لاروميه. كما تستمر عملية نقل السجناء الى زنزات انفرادية لتنفيذ عقوبة الاعدام الوحشية. منهم اثنان من المواطنين العرب من أهالي الاهواز حيث تم نقلهما يوم 8 كانون الأول الى جهة مجهولةتمهيدا لتنفيذ حكم الاعدام بهما . وقد وصف صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية للملالي يوم 11 كانون الأول / ديسمبر التقارير الصادرة عن الهيئات الدوليه بشأن تدهور وضع حقوق الانسان فى ايران بأنها كاذبة ومغرضة وأكد قائلا «معارضة حكم الاعدام بمثابة معارضة الحكم الاسلامي ». وبشأن القانون اللاانساني واللااسلامي للقصاص قال لاريجاني «ان التخلي عن حكم الاعدام هو ان نتخلى عن تنفيذ مضمون قرآني “
وتصف منظمة المجاهدين هذه الاعمال الاجرامية ضد المواطنين الايرانيين من القوميات المضطهدة من العرب والكرد والبلوش واراء المسؤولين عنها كونها دفاع عن الاسلام بالقول : ومن جهه نظرهؤلاء الملالي الاسلام هو الاسم المستعار للديكتاتوية الدينية , ولذلك فان معارضة الاعدام هي معارضة لنظام ولاية الفقيه وهو كيان منحوس ولااسلامي , وهو نظام ينادي الشعب الايراني باسقاطه. واذا كانت الاعدامات هي سمة نظام الملالي منذ عهد خميني الى عهد خامينئي , وقد اعدم الالوف من المواطنين في الشوارع وعلى اعمدة الكهرباء وفي الساحات العامة لترويع الناس , فان عهد روحاني الذي يدعي انه عهد اصلاحي يشهد المزيد من احكام الاعدام .وهذه الاعدامات براي المحللين تكشف خوف النظام من الواقع الايراني الداخلي حيث الاحتقان والانتفاضات الشعبية الواسعة التي تشهدها المحافظات الايرانية . كما وتبين سذاجة الاعتقاد ان حكم روحاني يتسم بالاعتدالية والاصلاحية .
في مثل هذه الاوقات يزور ايران مجموعة من البرلمانيين الاوروبيين , تلك الزيارة التي لاقت نقدا من قبل البرلمان الاوروبي . وهذا ليس غريبا في الواقع المعاش , اذ لانظن ان الاوروبيين منزهين عن الفساد وقبول الرشوة , بل هناك من يتعاون مع دول فقيرة وصغيرة مقابل حفنة من الدولارات . نظام الملالي اراد ان يظفي على نفسه صفة الاعتدال والانفتاح بدعوة عدد من البرلمانيين الاوروبيين , ولكي يخفي عنه ردة الفعل من المنظمات الانسانية ازاء الاعدامات المتواصلة والجماعية بحق المواطنين الايرانيين لمجرد معارضتهم لسياسة ولاية الفقيه . وقد وصفت منظمة المجاهدين تلك الزيارة بانها خيانة لحقوق الانسان والعدالة وتشجيع الفاشية الدينية على مزيد من اراقة الدماء. زياره هؤلاء الآفراد المعروفين بدعم الملالي الايرانيين لاقت معارضة واسعه فى البرلمان الأوربي. مجموعة احزاب الشعب الأوربي اكبر مجموعة برلمانية أعلنت عدم مشاركة اي من اعضاء المجموعه فى الوفد وأضافت «انها تآسف من تزايد الاعدامات فى ايران بعد مجيء الحكومه الجديدة . كما اعلن زعيم مجموعة المحافظين فى البرلمان الأوربي والاصلاحيين هو الآخر ان لا آحد من هذه المجموعه شارك فى الوفد وأضاف «لا نجد اية علامة من تحسين وضع حقوق الانسان فى ايران فى عهد روحاني »وأكد لايجوز زياره نواب البرلمان الأوربي الى ايران طالما لا يري اي تغيير فيما يتعلق بحقوق الانسان , في وقت يدعن النظام الارهاب وتطوير السلاح النووى .
*رئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن ليبرتي