تركي الدخيل
في الثمانينيات الميلادية كانت التسجيلات الصحوية التي توزع مجانا على البيوت، وفي المساجد تتحدث عن أن الذين ينادون بتجفيف منابع الإرهاب هم من أهل (العلمنة) الذين يحاربون الله ورسوله، صارت قصة الحرب على الإرهاب من الخطوط الحمراء، بل وجلدوا بسياطهم أولئك الكبار الذين حذروا مبكرا من أخطار الإرهاب وكوارثه، ومن يقرأ كتاب الراحل غازي القصيبي (حتى لا تكون فتنة) يدرك هذا الصراع جيدا.
لقد كان المفكرون يحاربون بالسياط الصحوية وهم يحاربون وحدانا بين جيوش أتباع تلك الرموز المتوترة الغاضبة، لكننا اليوم نشهد موجة من الوعي، ولئن جاءت متأخرة فإنها خير من أن لا تأتي!
أخيرا أدركنا دور المسجد والمدرسة في ضخ العنف من جهة، وفي دورهما للتوعية ضد العنف من جهة أخرى!
نشرت صحيفة (الاقتصادية) قبل أيام، أن هيئة كبار العلماء ستبدأ بتوجيه ضربات للإرهاب من خلال المسجد والمدرسة، تضيف: ضمن إحدى خطواتها لنبذ التطرف والإرهاب، شرعت هيئة كبار العلماء في وضع برنامج متكامل يجوب خلاله أعضاء الهيئة مناطق المملكة ومدنها كافة، من أجل المشاركة في محاضرات وندوات ودورات علمية تركز على المسائل التي يستغلها المتطرفون للتغرير بأبناء الوطن.
هذه خطوة أولى، وبداية صغيرة من أجل ردم مستنقع كبير لايكف عن إنتاج أجيالٍ من الإرهابيين، منذ الأفغان العرب، إلى المقاتلين في الشيشان إلى القاعدة ومن ثم داعش والله العالم ما التنظيمات التالية المتناسلة، والكارثة الأكبر أن كل تنظيم يولد آخر أعنف منه وأشرس.
بعد ثلاثين سنة من التوبيخ ضد دعاة تجفيف المنابع، هاهي هيئة كبار العلماء تباشر ذلك، فشكرا جزيلا لها.
نقلاً عن صحيفة “عكاظ”