يقول الجهلاء بأن القرءان يُحَرِّض على القتال والقتل…ولقد أمر الله نبيه بهذا.
وأنا اقول نعم حدث هذا….لكن لابد أن تعلم نص الآية وتتعلم أن تقرأ الأحداث في سياقها وليس من أطراف الغباء….فالتحريض على القتال ورد بالقرءان مرتين هما:
1. قال تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }النساء84.
2. وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }الأنفال65.
فالتحريض بالآية الأولى واضح منه بأن الله يطالب النبي بتحريض المؤمنين على القتال وذلك لسبب وجيه وهو أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ….بما يعني أنه تحريض للدفاع ضد هجوم غادر من الذين كفروا.
والآية الثانية فلابد لها أن تقرا السياق الذي وردت خلاله لتعلم بأن ذلك كان بغزوة بدر حيث تكالب أهل الكفر وحضروا من مكة إلى المدينة ليقتلوا المسلمين، بعد أن سبق واعتدوا عليهم بالتهجير من مكة ونهب أموالهم وديارهم…وها هم حضروا ليجهزوا عليهم قتلا…
وهنا لم يكن للمؤمنين أي استعداد لقتال أحد…. وتجمع نفر قليل حول الرسول حتى أن الله قال بالآية التي قبلها مباشرة:
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)
ثم تلاها بعد ذلك بأن أمره بأن يحرض أولئك النفر القليل على القتال دفاعا….لأن العمدة في قتال الرسول وأهل الإيمان هو قوله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190.
فالله لا يحب المعتدين ذلك هو الأصل العام الذي يتم به تحريض النبي للمؤمنين على القتال….وعلى الأصح تحريضه للنفر القليل من المؤمنين ليدافعوا ….لذلك ذكر تعالى :[… إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ…].وذلك تشجيعا للمؤمنين ليقوموا بواجبات الدفاع.
فلعل أهل الجهل أن يتفهموا ولينتهوا قبل أن يرجموا القرءان بجهلهم وجهالاتهم.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي