نعال عبعوب الطنبوري

Abaoobلا ادري لماذا لايريد نعيم عبعوب او وسيم بغداد ان يدع اولاد الملحة ينامون لياليهم بسلام؟.
يرسل اليهم بين وآخر كوابيس تجعلهم يهلوسون كما يهلوس متعاطي مخدر ” ال سي دي”.
في كل اسبوع تقريبا يخرج عليهم كما تخرج السحلية من جحرها لترميهم بوابل من لهاثها.
امس استعد للذهاب الى السويد لقضاء فترة راحة واستجمام على حساب خزينة الدولة الفارغة وقلنا لابأس هي بقت على السويد وقبلنا بالامر وعزاؤنا انه سيغيب عن بغداد لفترة ما ربما يكون خلالها اولاد الحلال ينهضون ويرفعوا الاوساخ عن وجه بغداد ولكنه هذه المرة تجاوز الخط الاحمر حين قال في لقاء مع احدى الفضائيات بانه سيضع رأس كل محتج عليه تحت ” النعال”.
ليش خويه عبعوب تحجي هذا الكلام فانت مو رجل سياسة حتى تخاف على الكرسي،،انت رجل خدمات والناس اللي يحتجون يريدون ان يروا بغداد نظيفة وانت عندك ماشاء الله اسطول لايعد ولا يحصى من العمال يستطيعون خلال يومين او ثلاثة ان يعيدوا لبغداد وجهها المشرق.
لو فقط امرت نصف الذين استقبلوك بالمطار وانت قادم من بيروت يوم كنت تتعالج من الاجهاد النفسي بتنظيف بغداد لكانت الدنيا بخير.
شفت عبعوب شلون المشكلة سهلة.
صحيح انت ليس لك علاقة بمشكلة النازحين ومن الذي سرق اموال اعانتهم وليس لك علاقة ايضا بكردستان العراق ولا بدهوك حيث تبكي انجلينا هناك مع الاطفال الذين يرتجفون من البرد ولكن علاقتك وثيقة جدا مع بغداد واعتقد ان امر زبالتها سهل جدا بدون ان تضطر الى وضع روؤس البعض تحت نعالك.
بصراحة لن يسامحك اولاد الملحة وهم يروك تومىء بيدك اليمنى الى اسفل قدميك وتقول ساضعهم تحت النعال.
ولاندري لماذا ذكرت النعال رغم انك كنت تلبس ” قندرة” داخل الاستديو، رغم ان مقربا منك اكد اكثر من مرة ان احد المستشارين يحمل نعالك اينما ذهبت حتى يتاح لك الوقت للوضوء وقت الصلاة.
الله يخليك عبعوب ،مرة وحدة بحياتك اقرأ تاريخ الذين قبلك،كانوا اشد بأسا منك واكثر غطرسة واكثر نهبا من اورزدي باك فاين مصيرهم الان؟.
بالتأكيد لانريد ان نشمت بك حين تصاب بالغرغرينا ولانريد ان نرى ساقك مبتورة اذ لايمكن ان نتصور وسيم بغداد بساق واحدة.
ندعو لك بقضاء احلى الاوقات في السويد ولاتنسى تأخذ نعالك معاك ليبقى ذكرى في احد متاحف السويد وفوقه يافطة كتب عليها ” من هنا مر نعيم عبعوب وسيم بغداد”.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.