تُفاجئنا المعلومات كل يوم بغنى التنوع في كل من سوريا والعراق.
أكراد وتركمان وشركس وأرمن وسريان يشاركوننا في النسيج الإجتماعي للوطن.
مسيحيون وعلويون وشيعة ودروز وإسماعيليون، لهم ما لنا وعليهم ما علينا من حقوق وواجبات.
كلما اتجهت شمالاً في هذا العالم حيث الحرية النسبية والتقدم، تلاحظ الإدارة الناجحة للتنوع من أجل صيانة الأوطان وتعزيز المواطنة فيها والرخاء الإقتصادي.
وكلما اتجهت جنوباً تلاحظ الفقر والتشرذم والعشائرية والتعصب للدفاع عن هوية مجتزأة تحمل معالم التخلف أكثر مما تحمل معالم النجاح.
نظرية المؤامرة تساعدنا في إدعاء البراءة مما يكتنف بلادنا من إنقسام، ويحمل الأقوياء في هذا العالم الذنب في إنحدارنا إلى حيث حطَّ بنا القدر.
أسهل علينا أن نحصر المسؤولية بغيرنا ونرفع عن أنفسنا أية مسؤولية، متباهين بتاريخنا الذي شهدنا فيه بعض الأمجاد وبعض العثرات مثلنا في ذلك مثل معظم أمم الأرض.
لم يتبرع أحد بإعلامنا أن أفضل النجاحات في تاريخنا حققناها عندما أجدنا إدارة التنوع والمواطنة في مجتمعنا. هنا تكمن نجاحات العموريين والكنعانيين والآراميين والرومان والأمويين والفاطميين والأيوبيين والمماليك وغيرهم.
اليوم تقع المسؤولية على النخبة في بلادنا لإعادة نسج وحدة المجتمع.
تقع المسؤولية على كبريات المدن وبالأخص دمشق وحلب اللتان تزخران بكل أطياف النسيج السوري لكي ترسما طريق الوحدة السورية كما فعلتا في فجر الإستقلال.
كلمات أقولها لكي نبدأ مسيرة التوحد العاقل بعد أن أبدعنا في فنون القتل والآلام …
أقولها مترحماً على كل شهيد ومواسياً لكل جريح ومتفهماً لكل خائف ومظلوم.
سوريا للجميع ومن أجل الجميع …
أعينوا شعبكم وبلدكم لكي يحترمنا العالم ويُشَّمِلنا في عداد الأمم المتحضرة …