نظام الملالي في ايران على صفيح ساخن

hassantawalbaد. حسن طوالبه
يظهر للمراقب ان نظام الملالي في ايران مثل بلدوزر يدوس كل ما يعترضه , وانه القوي الذي تهابه الدول وترضخ له الشعوب , صحيح مثل هذا الانطباع العام , وما كان هذا المشهد الدراماتيكي ليكون لولا الارض الرخوة التي غمرت الساحة العربية , وتخاذل الانظمة السياسية في هذه البلدان التي دخلتها قوات الملالي من الحرس وفيلق القدس الارهابي , وما كان ليكون لولا التهييج الطائفي في هذه البلدان .
لقد استغل الملالي تلك الفرصة الذهبية التي منحتها الاحداث الفوضوية في الاقطار العربية اثر ما توهمنا انه ربيع عربي او ثورة شعبية , ولكن تبين انها مؤامرة غربية – ايرانية لتقسيم البلدان العربية وفق مخطط الشرق الاوسط الكبير الذي تبنته الولايات المتحدة .
تمكن الملالي من خلال الاذرع المسلحة التي انشأئها في عدد من الاقطار العربية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمليشيات في العراق , تمكن من التسلل في هذه الاقطار والتحكم في مصائرها .
لم يكن هذا التمدد العسكري والفكري الطائفي بدون ثمن يدفعه الملالي , فقد كلف ايران المزيد من الدماء التي تهدر في هذه الساحات وخاصة في سوريه والعراق , اذ تظهر الصور والفيديوهات التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الصور والنعوش لقتلى من الحرس الثوري وقوات القدس في معارك افتعلها نظام الملالي ليكون له وجود في تلك الساحات .
كما ان هذا التواجد العسكري في هذه البلدان كلف مليارات الدولارات سحبت من الخزينة الايرانية التي تعاني بالاساس من ضائقة مالية بسبب العقوبات المفروضة على نظام الملالي بسبب سياسته الملتوية ازاء الملف النووي الذي مضى علية عقد من الزمن دون التوصل الى نتيجة عبر سلسلة من المفاوضات المعقدة بين نظام الملالي ودول 5+1 , تلك المفاوضات التي افضت الى اتفاق مبدئي في جنيف , يؤمل ان يتم التوصل الى اتفاق نهائي اوائل شهر يوليو المقبل , ولكن التخوف ما زال قائما بعد سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس الامريكي والذي اشترط موافقته على اي اتفاق نووي مع ايران قبل موافقة الرئيس اوباما .
المهم ان هذا التمدد الجغرافي والسياسيي سبق ان جربته دول عظمى من قبل , ولكنها انكفأت الى داخل حدودها الوطنية بعد ان منيت بخسائر كبيرة , ونظام الملالي ليس حالة شاذة عن هذه القاعدة , فهاهو النظام اليوم يقف فوق صفيح ساخن حقا , وهاهي الازمات الداخلية تعصف باركان النظام , وها هي الشعوب الايرانية تنتفض , واخذت تدرك ان القدر بدأ بالغليان وسوف ينفجر , وملامح الانفجار بدأت منذ عام 2009 ولكن صمت العالم على جرائم نظام الملالي منحه صكا للفتك بالشعوب المضطهدة طوال السنوات الست الماضية , فهناك الوف الابرياء من الايرانيين اعدموا بدعوى انهم معادين لولاية الفقيه وانهم عملاء للاستكبار العالمي .وهناك انتفاضة العرب في الاحواز منذ زمن , ذاك الاقليم الذي الحقه الشاه الى نظام حكمه عام 1925 بمعونة بريطانية , ومنذ ذاك الوقت والشعب الاحوازي يطالب بحقوق انسانية اقرتها الشرائع السماوية والدولية الانسانية , ولكن الانظمة المتعاقبة لم تمنح هذا الشعب المغبون حقه في الحياة الحرة الكريمة , علما بان هذا الاقليم هو مخزن الثروة الايرانية من النفط والارض الخصبة والشواطئ المائية .وحتى ياتي يوم الجمعة وهو يوم الذكرى التسعين على انتزاع الاقليم 15-5 -1925 وضمه الى ايران , فان المتوقع ان تشتعل الانتفاضة اكثر واكثر وقد يقع خسائر من قتلى وجرحى واعتقالات .
كما ان اكراد ايران ينتفضون ضد نظام الملالي منطلقين من ارث تاريخي قديم , فاكراد ايران هم اول من انشأوا دولة كردية عام 1946 ولم تدم اكثر من سنة , اذ تمكنت قوات الشاة من سحق تلك الدولة الفتية واعدام قائد تلك الدولة وشقيقه . وسبب الانتفاضة الكردية اليوم هو اعتداء احد موظفي الملالي في قطاع السياحة على فتاة كردية مما اضطرها لالقاء نفسها من الطابق الرابع في احد الفنادق ولقيت حتفها . وهذه الحادثة ليس الوحيدة في مسلك الملالي , بل هو سلوك متأصل لديهم وكأن الناس عبيد عندهم ومن حقهم انتهاك حرماتهم متى شاؤوا . هؤلاء الملالي لديهم انفصام في الشخصية , وقد حدثتني احدى الصحفيات زات ايران في عام 1984 اي اثناء الحرب العراقية – الايرانية , ان احد رجال خميني دعاها الى منزله لتناول طعام العشاء , وقد نزع جبته وعمامته , وفتح الريكوردر وشغل اسطوانات موسيقية وفتح زجاجات الخمر وشرب ورقص , هؤلاء يوهمون الناس انهم اتقياء في النهار ويمارسون الرذيلة في الليل , ويشتمون الغرب ويتقمصون سلوكه في بيوتهم .
ان تمرد القوميات غير الفارسية في ايران قد فضح نظام الملالي كونه جاء مدافعا عن القوميات , كما اضر بالقومية الفارسية التي جعلها قومية فوقية متسلطة على رقاب القوميات الاخرى , ولو ان نظام الملالي وفي للفرس اولا لكان اعطى المعلمين حقهم , وما كانوا ليضربوا في 28 محافظة من اصل 31 , ولو كان وفيا للايرانيين بعامة لما اجبرهم على اعتقاد لا يؤمنون به , ولو كان صادقا فيما يقوله من انه يريد نشر الاسلام لما اساء الى المسلمين الذين يتجاوز عددهم المليار ونصف في العالم , ولما فكر في تسلط طائفة اقلية على مجموع المسلمين . ولو كان صادقا في ايمانه بالاسلام لما كره العرب الذين حملوا رسالة الاسلام الى العالم اجمع .
اما الادعاء بان نظام الملالي يعمل ضد الارهاب فان الحقائق على الارض تؤكد ان هذا النظام هو الارهاب بعينه , فقد اكدت السيدة مريم رجوي امام لجنة الشؤون الخارجية للكونغرس الامريكي بأن نظام طهران هو عراب تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” والجماعات الاصولية الاخرى , وان طهران هي”بؤرة تهديد الأصولية في العالم”، وفي السياق ذاته اكدت رجوي في مؤتمر عقد في مجلس الشيوخ الفرنسي يوم الثلاثاء 5 أيار/مايو تحت شعار «التطرف الإسلامي من الشرق الأوسط إلى اوربا، التحديات والحلول ان الديكتاتورية الدينية في إيران هي المسبب الرئيسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة وأن الفرضية القائلة إن النظام الإيراني والغرب هما شريكان ضروريان لمحاربة داعش، خطأ فادح كون هذا النظام يعمل على تطهير السنة بشكل مروع وبسط هيمنته في العراق وسوريا بدلاً من محاربة داعش.
وقالت ان هذا النظام واهن جداً ويوحي زيفاً بأنه قوة عظمى في المنطقة. بدون التدخلات العدوانية وبدون القنبلة النووية فان قوة الولي الفقيه ستنهار بسرعة كما أن تنفيذ أكثر من 1500 حالة إعدام في عهد روحاني مرده إلى كون النظام يرى نفسه واهناً أمام المقاومة أكثر من أي وقت آخر. وان تجربة الأعوام الـ36 الماضية للمقاومة أثبتت أن الملالي يفهمون لغة الحزم والقوة فقط. وقد حان الوقت لكي توقف القوى العظمى سياسة المساومة ومنح تنازلات للاستبداد الديني الدموي و المصرف المركزي للإرهاب ومحطم الرقم القياسي في الإعدام وأن تعترف بحق الشعب الإيراني من أجل المقاومة والحرية. 14-5-2015

About حسن طوالبه

رئيس لجنة الكتاب والصحفيين والكتاب العرب دفاعا عن أشرف. اكاديمي. الاردن.
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.