أجيال تتبعها أجيال والمعاناة تتضخم, الا وهي معاناة أزمة السكن, فمسألة الحصول على بيت في بغداد يعتبر من الأحلام القريبة للاستحالة للطبقة محدودة الدخل, فالرواتب بالكاد تكفي لمتطلبات البيت, فلا فرصة للتوفير, والحكومة لم تفعل أي خطوة في اتجاه أزمة السكن, فقط يطلق كل رئيس وزراء بالونات تدغدغ مشاعر الناس وتوهمهم بان الحل قادم, فالذاكرة مازالت طرية بمشروع المليون وحدة سكنية أو مدن الأوهام التي وعدوا بها, ثم كانت مجرد سراب, وحتى قضية توزيع قطع الأراضي أصبحت لا تفعل الا للطبقة القريبة من السلطة فقط, مما جعل الناس تعيش أيام ظلم لا تنتهي.
الاستقرار العائلي لا يتحقق الا بسكن مناسب وثابت, والإبداع الإنساني لا يكون الا بسكن مريح ومستقر, فالعجوز والطفل والمرأة والشيخ والمريض كلهم بحاجة لسكن مستقر ومريح, ودول العالم وحتى دول الجوار تضع بأولوياتها حل أزمة السكن, ووضعت خطط وبرامج ونفذتها, ليصبح المواطن هناك سعيد ومطمئن, فلا يعاني من أزمة السكن ولا يعيش المحنة, فقط كتب على العراقيين أن يحرموا من حقهم بالسكن.
دعوات للحكومة, لكن لا مجيب!
كتب العراقيون ألاف المقالات خلال 14 سنة السابقة, التي تشخص الأزمة وتضع الحلول, وتشجع الحكومة للقيام بخطوات عاجلة, لكن كانت كل حكومة تأتي تتجاهل هموم الناس, وتسرع فقط لحصد ثمار المناصب, غير مبالين بما يحصل للشعب جراء أزمة السكن, فالطبقة السياسية برجوازية بامتياز, فلا تستشعر الآم الأمة من أزمة السكن,ولا تفهم مشاعر الإنسان المؤجر مكان للسكن, مما جعلنا يصيبنا اليأس من دعوة الحكومة لحل أزمة السكن.
والغريب ان لا تخرج مظاهرات جماهيرية للضغط على الحكومة لحل أزمة السكن, ولا يتصدى أي سياسي للدعوة للتظاهر للمطالبة بحل أزمة السكن!
دعوة المرجعية للضغط على الحكومة
خلال العقد الأخير تنبه الناس لقوة كلمة المرجعية الصالحة, وقدرتها على التأثير, وخير دليل فتوى الجهاد الكفائي, والتي شهد لها العدو قبل الصديق.
لذلك ندعو المرجعية الصالحة أن تتبنى مشروع إنهاء أزمة السكن في العراق, عبر إصدار بيانات أو فتوى تحث الحكومة على أيجاد حل عاجل لازمة السكن, أو تضغط عبر منابر الجمعة, بالتشديد على الحكومة بوضع خطط فاعلة لحل أزمة السكن, مثل توزيع قطع أراضي على الموظفين والعسكريين أو الاتجاه الحقيقي للبناء العمودي, لتوزيع شقق على الموظفين, وعبر خطة بسقف زمني واضح, فالناس أصابها ظلم شديد جراء تجاهل الحكومة والطبقة السياسية لازمة السكن.
واليوم نطلب من المرجعية الصالحة أن تقول كلمتها, وتسجل موقف للتاريخ بأنها فعلت الكثير لحل أزمة السكن, وقامت بدورها بالضغط على الطبقة السياسية لحل أزمة السكن, فالبيان الذي يصدر من المرجعية الصالحة تنصت له الحكومة, ننتظر هذا الموقف من المرجعية الصالحة, فأبناء العراق في محنة وقلق كبيرين, ولا يزولا الا بالحصول على سكن.