فلبيني بأحد فروع ماكدونالدز جئته مرّات عديدة وعندما استلم منه الطلٓب اشكره فيجيب : آي لاڤ يو ( انا أحبّك ) .ابتسم واقول له مي تو ( وانا ايضاً) وانصرف.تكرر معي الموقف مرات كثيرة ، قلت لربّما زياراتي الكثيرة لهم جعلته يألٓف عليّ سيما اراه يزور فرعنا بإستمرار ويقوم بإيداع مبالغ مالية وتحويلها (ماك بجانب مقر عملي يبعد مسافة ٢٠٠م) اقول ان زياراتي المتكرّرة جعلته يألٓف عليّ فيقول لي احبك عندما اشكره، انتابني فضول لأعرف سر هذا الحب ، لأول مرة ار شخص في هذا البلد يوزع الحب للناس دون ايّة مصلحة حتى لو كان حباً لله كقول المطاوعة (احبك بالله فيما بينهم طبعاً) ، اليوم جئته وجلست على احد الطاولات وتابعته فوجدته يوزّع الحب على كل زبائن الفرع بإبتسامة ترى فيها الأمل والحياة والمحبّة فيما ترٓ ملامح الدهشة الممزوجة بالإبتسامة على وجوه من قال لهم انا احبّك لدرجة ان بعضهم برتبك ويكتف بإبتسامته لأنه غير معتاد على هذه الكلمة. قمت من طاولتي فطلبت وجبتي المفضلة بعد دقائق صوّت بالعربية برقم الطلب فأخذتُ وجبتي وقلت له (ثانكيو) فقال ( آي لاڤ يو سير) قلت له تعال تعال جاءني فضممته وقلت وانا احبك ايضاً. والتقطنا سيلفي مع بعض وضحكنا.حقيقة اننا نفتقد هذه المشاعر فيما بيننا بل ان الابن_ة لا يقولون لوالديهم واخوتهم كلمة احبّك والعكس.جفاف المشاعر في هذا البلد كصحراءها الجافة واشجارها اليابسة التي تنتظر هطول المطر لترتوي قليلا وتتزين باللّون الأخضر وتخرج منها رائحة زكيّة.
مؤكدّاً ان الرجل مسيحيّاً وغير مسلماً وهذا نعرفه من اسمه ، فتسعون بالمائة من فلبينّيو السعودية يدينون بالمسيحيّة اغلبيّتهم السّاحقة من الكاثوليك والباقي انجيليين ،برأيي انه يُجسّد فلسفة المسيح التي تأمر بمحبّة الآخرين غير المشروطة رغم ما يعانيه من كبت واضطهاد وحرمان من الجهر بدينه واهانة معتقداته والدعاء عليه من فوق المنابر
في الإسلام وثقافته تُعلّم المسلم ان الحب يُوجّه فقط للمؤمنين ( انّما المؤمنون اخوة) بينما يُعلّمهم ان تكون مشاعرهم ضد الآخر (الكفّار) مشاعر بغض وكره لأنهم يدينون بغير الإسلام (القرآن بنصوص على شاكلة الله لا يحب الكافرين وبموضع آخر لا يحب المشركين وبمواضع أخرى يعلّمهم مشاعر سلبية تجاه الآخر الذين لم يدين بالإسلام) .
نحن بحاجة للمحبة والحب لا نقول نريد مثاليين بل من يسعون لنشر ثقافة الحب وكلمة احبك التي قد تزيل الكثير من المشاعر السلبية.