في كل دول العالم مع اختلاف تصنيفاتها الاممية من عالم ثالث الى نامي الى متحضّر ، غالباً ما تكون ساحات الجامعات هي الشرار الاول لأي عمل احتجاجي او اعتراضي ..
فطالب المرحلة الجامعية هو بحد ذاته ثورة ذاتية على كل ما تدخّل من عوامل لتنشئته.. و هو ليس الا قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار على اي حائط ترتطم به امواج احلامه التي تخيّلها مع اول خطوة له داخل حرم هذه الجامعة ..
فعيون رجال السياسية في العالم المتحضّر دائماً ما تكون على طلاب العلم في جامعاتهم ليكونوا الطرف الوازن في معادلاتهم الانتخابية ، و عيون رجال الامن دائماً ما تكون شاخصة مترقبّة متحفزّة على سلوك طلاب الجامعات في الدول النامية و المتخلفة لتعداد انفاس ابناءها و مراقبة خطواتهم ، لا خوفاً عليهم بل خوفاً منهم ..
الا في جامعات سوريا الاسد ، فكل شيء غير..
راقبت مبارح فعالية حدثت في جامعة تشرين وسط مدينة اللاذقية المحتلة .. مجموعة من الشباب و الصبايا المتفاعلين المنفعلين قاموا بجمع ما تيسّر لهم من بقايا ضمائرهم ، و وقفوا على باب احد المكتبات الأسدية في وسط الجامعة ، و نصبوا حملة ” عناق مجاني ” على الطريقة الغربية ، و ذلك بدعوى نشر المحبة و التآخي في المجتمع اللاذقاني في زمن الحرب..
لن ادخل في دوَّامة تحليل او تحريم هذه الظاهرة ، فلا شأن لي بذلك .. بل دعوني اترحّم على جيل لم تستطع البراميل القاتلة تحريك ضمائرهم ، و لم تقدر أصوات طائرات السوخوي و هي في طريقها الى قتل زملاء لهم في مدينة مجاورة بأن تخترق جدار اخلاقهم ، و لم تحرّك مشاعرهم صور الأطفال المختنقة بفعل الكيماوي، و لم يستثير غضبهم تهجير ابناء بلدهم ، و لم يزلزل واقع فقرهم و عوزهم و خوفهم و انعدام الأفق في مدينتهم اي عصب من أعصابهم .
جيل لادقاني قبيح يثيره فوز ريال مدريد على برشلونة اكثر من صور الموت القادم من الشرق و الغرب ..
جيل لادقاني بشع يقفز الأدرينالين عنده لأعلى مستوياته عند سماع أصوات المقاتلات لا غضباً بل رغبةً بعودة حميدة لها بعد تنفيذ مهامها ..
عذراً ايتها المدينة الجميلة .. عذراً يا لاذقية الخير ..
عذراً يا عروس الساحل ..
فسوريا ستعود يوماً الى أبهى حللها ، و سيعود السوريين لممارسة سوريتهم بأجمل صورها ، و ستبقي انتي ايتها المدينة البائسة تدفعين ثمن ما فعلوه بك .