نقل سجناء مفرج عنهم من سجن حمص المركزي رسالة من السجناء الذين غيبتهم ظلمات سجون النظام عن ضوء الحرية منذ سنوات مضت، رسالة مفادها أنقذونا من ظلمات السجون فقد ضاقت أرواحنا فيها.
نقلت صفحة “مركز حمص الإعلامي” أمس الأحد, رسالة موجهة من سجناء الحرية في أقبية النظام في سجن حمص المركزي على لسان المفرج عنهم لينقلوا صدى صوتهم وآنين اشتياقهم إلى ضوء الحرية إلى كل ضمير حي مازال موجوداً في الداخل أو الخارج السوري.
وقد جاء في البيان التقرير الذي نشره مركز حمص الإعلامي أن ” سجن حمص المركزي كان له حصة كبيرة، ففي منتصف عام 2011 وصل عدد معتقلي سجن حمص المركزي إلى 4000 معتقل تقريبا وبسبب ضيق السجن على هذا العدد الكبير من المعتقلين وبالتزامن مع المضايقات التي كنا نتعرض لها من عناصر الشرطة قرر المعتقلون الانتفاض في وجههم وقد فعلها بعض المعتقلون في اليوم الأول من رمضان في عام 2011 ولكن تم إدخال قوة من عناصر حفظ النظام وسيطروا على الانتفاضة الأولى التي راح ضحيتها عدة إصابات خطيرة في صفوف المعتقلين”.
ليضيف بعد ذلك معاناة السجناء في السنة الأولى من الاعتقال والتعذيب وكيف حاول السجناء كسر الظلم الملقى عليهم على الرغم من وجودهم في قبضة جلادهم فقد جاء في المقال: “بعد ازدياد الأعداد داخل السجن مع مرور السنة الأولى على الثورة، كنا قد لقينا ما لقيناه من عذاب في هذا السجن الذي يصنف بأنه سجن مدني ومنع النظام المعتقلين من أداء فريضة الصلاة في اليوم الأول من شهر رمضان 2012 وهنا كانت الانتفاضة الثانية وتمكنا من السيطرة على السجن بشكل كامل من الداخل فحاول النظام قمع الانتفاضة بشتى الوسائل فاستخدم الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والشالة للأعصاب, وراح ضحيتها ثمانية معتقلين وعشرات الجرحى بحالات خطيرة، وهنا تدخل وجهاء حمص وعدة جهات محاولة التهدئة للوضع الذي آل إليه سجن حمص المركزي ومن بعد هذه الانتفاضة أصبح النظام يهدد ويتوعد بالدخول وارتكاب مجزرة بحقنا رغم أننا عزّل ولا نمتلك أسلحة ولا شيء سوى كلمتنا التي يحاولون أن يخفوها وقد ناشدنا عدة منظمات وعدة جهات للسعي في إخراجنا من جحيم هذا المكان وكل فترة نتعرض لمشاحنات مع إدارة السجن وتؤدي إلى قطع الماء والكهرباء والطعام عنا، ويتم إنهاء هذه الأمور بعد عدة مفاوضات بين لجنة من المعتقلين وضباط سجن حمص المركزي”.
وبالانتقال للحديث عن مدى كذب ودجل المراسيم التي أصدرها رأس النظام السوري عما يدعوه بالعفو العام إلا من تلطخت أيديهم بالدماء فإن النظام يعتبر أن جميع السجناء المتهمين بمعارضتهم له بأنهم إرهابيون وجاء في التقرير حول ذلك: “مع مرور السنين صدرت عدة مراسيم بما يسمى العفو الرئاسي ولكن هذا المسمى ليس إلا مجرد كلام ولا يخرج الا 0,01%من المعتقلين، فهذا شيء مخزٍ، ومع مرور المجريات المؤسفة لبلدنا الغالي قد ظهرت أمور باتت تعرف بالتسويات والمبادلات وتتم بين المعارضة والنظام ولكن هذه المفاوضات لا تتم بالشكل المطلوب فالنظام يلعب لعبة كبيرة في هذه المفاوضات فهو يأخذ ما يريد ويخرج عدد من معتقلين قد اعتقلهم حديثاً, وقد وجهنا عدة رسائل ومناشدات للجان المفاوضات ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ولكن لم نلقَ إلا الوعود، إنهم ليسوا مجرد أرقام، هم بشر ونحن سوريون وأبناء هذه الأرض التي سلبها منا هذا النظام ويحاول إما تهجير أهلنا أو يقتلنا جميعاً”.
أما في الحديث عن نسيان المفاوضات داخل سجن حمص المركزي فقد جاء في الرسالة:
“أين أنتم من هذه المجريات؟ أيعقل أنكم تقرؤون وبعدها تنسون؟ هذه معاناة قد راح ضحيتها مئات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال فمتى سنلقى منكم ما يساعدنا في حل هذه العقدة التي تلتف حول أعناقنا؟ نعم هؤلاء داخل سجن حمص المركزي وبعد أكاذيب النظام بوعوده لهم بإخراجهم بالمزامنة مع تهجير أهل الوعر، ونحن لا نرى شيئاً على أرض الواقع بل يزيد الضغط النفسي علينا ونحيطكم علماً بأن سجن حمص المركزي الآن يوجد فيه 600 معتقل وقد بقي هذا العدد بعد قرارات من وزارة الداخلية في حكومة النظام بعدم إدخال أي معتقل جديد لداخل سجن حمص لأن المعتقلين يسيطرون على السجن من الداخل ولا يريدون أن يزيد عددهم فيكون مركز تهديد لهم”.
وفي نهاية الحديث نقل المعتقلون المفرج عنهم صوت من غيبتهم ظلمات السجون عن إخوانهم المدافعين عن الأرض في سوريا الحرة ليطالبوا بالإفراج عنهم والضغط على النظام لإطلاق سراحهم قائلين: ” سلاحنا كلمتنا وشهادتنا فكونوا صوتنا الذي ضاع صداه في عالم النسيان والوعود الفارغة، نحن بخطر كبير وكبير جداً، فمع مرور كل دقيقه يزداد الخطر، فأكثرهم معتقلون منذ عام 2011 والنظام يعتبرنا خطراً عليه فكونوا سنداً وأغيثونا قبل أن نصبح من الماضي في لوائح المقتولين في سجون وأقبية النظام, كونوا صوتنا ونريد فعلاً لا كلاماً ولا اجتماعات.
“فسجن حمص قد عانى نصيباً كبيرا من الأسى والوجع الذي يعانيه الشعب السوري, مطلبنا فقط الحرية، وهذا أبسط مطلب لإنسان قد عانى من الظلم سنوات”.
المركز الصحفي السوري